المراهقة 15-18 سنة
كيف تُبنى الثقة بين الأهل والأبناء؟
من أجل إيجاد علاقة مستقرة، مبنية على الثقة المتبادلة بين أفراد الأسرة الواحدة، لابد لنا من التعرف على نمط التربية أو التنشئة الأسرية المتبعة من قبل الوالدين.
فهناك النمط المتشدد أو المتسلط والذي من شأنه أن يخلق جواً مشحوناً ويسوده الخوف وأحيانا الكراهية بين الأبناء وأولياء أمورهم، والنمط المتساهل والذي يؤدي إلى خلق جيل لا مبالٍ واتكالي وغير مكترث ومعتمد على غيره في جل أمور الحياة.
أما النمط الثالث فهو النمط المعتدل أو المتوازن وهو الذي يعتمد على التوازن في تربية الأبناء ما بين الشدة واللين وفق مواقف الحياة المختلفة، مما ينعكس إيجاباً في خلق شخصيات تتمتع بالصحة النفسية والاجتماعية.
دور أولياء الأمور في بناء علاقة وثيقة مع أبنائهم
إذن فإن نمط التنشئة المعتدل كفيل بنشر جو من الحرية في التعبير عن الآراء وكذلك زرع الثقة بين الأهل والأبناء.
وهو ما يساعد على إيجاد العلاقة المتميزة بين الأمهات والآباء وأبنائهم والتي تصل لعلاقة الصداقة بينهم ولا سيما في فترة محددة من عمر الأبناء. وذلك عن طريق:
- الحرص التام من قبل أولياء الأمور على خلق جو من الحرية والثقة لأبنائهم وفي كافة الظروف مع المحافظة على مبدأ الاحترام.
- بناء علاقة صداقة مع الأبناء منذ الصغر، تبدأ العلاقة بين الوالدين والأبناء منذ الصغر عندما يبدأ الأبناء وعي ما يدور حولهم وتتطور العلاقة في فترة المراهقة وهي الفترة الحرجة والتي في الغالب يعاني الوالدين من كيفية التعامل مع الأبناء فيها.
حيث يحتاج الأبناء في هذه الفترة إلى من يستوعبهم ويقدرهم ويمنحهم الثقة بالنفس.
من هنا إذا بنيت العلاقة بشكل سوي فإن هذا بالتأكيد سينعكس على الأسرة ككل فيتخذ الأبناء من والديهم أصدقاء لهم يسرون لهم بأسرارهم ويشاورونهم ويستمعون لآرائهم في كافة مجالات الحياة.
- التأكيد على وجود حدود لا يسمح بتجاوزها من قبل الأبناء مع مساحة من الحرية لإبداء آرائهم وسط جو من الثقة والاحترام.
- عدم التشدد والمبالغة في ردود الفعل، عند ارتكاب الأبناء لسلوكيات غير مقبولة.
- تشجيع الأبناء بشكل دائم وتحفيزهم وعدم إحباطهم من خلال التغذية الراجعة السلبية. و لابد من منحهم الاستقلالية في اتخاذ القرارات مع وجود التوجيه.
- الاتزان في التعامل مع الأبناء، فلا يتعامل معهم أمهاتهم وآباءهم على أنهم أطفال تارة وأشخاص ناضجين تارة أخرى.
أما عن دور الأبناء..
وبنفس الوقت على الأبناء السعي دائماً للمحافظة على استمرارية العلاقة الجيدة أو علاقة الصداقة مع والديهم، ويكون ذلك من خلال الصدق وعدم الكذب أو المراوغة أو عدم الإفصاح عن أمر ما، حتى لا يفقد الوالدين ثقتهم بأبنائهم.
كما أن لجوء الأبناء إلى آبائهم طلباً لرأيهم أو مشورتهم كفيلة باستمرار الصداقة بين الطرفين، مع إظهار حبهم واحترامهم الدائمين لهم.
إذن فإن فهم الأهل للأبناء وفهم حاجاتهم المختلفة النفسية والاجتماعية والفسيولوجية وتحقيق تلك الحاجات كفيل بأن يقرب الأبناء من والديهم حتى لا يسعوا للبحث عن صداقات خارج البيت.
ولا نعني هنا أن تتأطر علاقة الأبناء فقط بمحيط المنزل وأن تقتصر العلاقة والصداقة على والديهم دوناً عن غيرهم من أصدقاء المدرسة والعمل!
أما في ظل غياب الوعي والفهم الكامل لحاجات الأبناء فإن هذا يعني أن الأبناء سيخرجون سعياً للبحث عن أصدقاء وفي الغالب لا تكون صداقات مبنية على أسس سليمة، وإنما صداقة تلبي حاجات لم يجدها الأبناء لدى أسرهم،.
الأمر الذي ينعكس على حياتهم الاجتماعية سلباً من حيث فقدان الثقة بالذات والتوجه للسير في الطريق الخاطئ.
لذا على أولياء الأمور أن يراعوا نمط التربية السليم والذي من شأنه خلق بيئة متوافقة يسودها الحب والتفاهم بين جميع أفراد الأسرة من أجل خلق جيل قيادي يتسلح بخيرات ونصائح الوالدين ويواجه حوادث حاضره بثقة ووعي كبيرين.