الأطفال الصغار 24-36 شهر
كيف نتعامل مع مشاعر الأطفال في هذه الأوقات الصعبة
بقلم: دانا بارطو - مدربة في مجال صحة الأم والطفل.
كان صباحاً صيفياً جميلاً، عندما دخلت إلى الطائرة في العام الماضي مسافرة لقضاء العطلة الصيفية مع عائلتي، وبالرغم من كل التعب والتوتر نتيجة لتحضير الحقائب والاستعجال في الخروج إلى المطار.
إلا انني أيضاً شعرت بسعادة وحماس كبيرين لأنني وأخيراً سأحظى بفرصة للاسترخاء والراحة بعيداً عن العمل والروتين اليومي.
عندما جلست في مقعدي، وأعلن الكابتن أن الطائرة على وشك الإقلاع، بدأت أفكر بكل الأشياء والأوقات الممتعة التي سنقضيها عندما نصل إلى وجهتنا.
وفجأة بدأت الطائرة تهتز من الاضطرابات الجوية، لم أعط الأمر أهمية في البداية لكن بعد خمس دقائق من الاضطراب المستمر بدأت أشعر بالذعر!
فبدأت أتلفت باحثة عن طاقم الطائرة، الذين وجدتهم يمارسون أعمالهم بهدوء وبشكل طبيعي، عندها هدأت نفسي وشعرت بالراحة، فعدت إلى مقعدي وأمسكت كتابي واستغرقت في القراءة.
في صورة مشابهة لهذا..
الآن مع بقائنا في المنازل وما نمر به من عواطف وأحاسيس وربما انفعالات تسيطر علينا، فإن أطفالنا ينظرون إلينا ويراقبوننا ليحصلوا على الطمأنينة والقدرة على ضبط مشاعرهم، تماما مثلما فعلت أنا حين بحثت عن طاقم الطائرة لأشعر بالأمان.
فالأطفال إذا رؤوا القلق والخوف لدينا فإنهم سيشعرون بالقلق والخوف أيضاً، وإذا رؤوا الهدوء والثبات والاطمئنان فإنهم سيشعرون بذلك أيضاً.
وحتى لو حاولنا إخفاء مشاعرنا، فهم قادرون على رؤية ما نخفيه لأننا كبشر لا نستطيع أن نخفي مشاعرنا داخل أجسامنا دون أن تظهر منا تصرفات تدل عليها.
لهذا السبب حان الوقت للعودة إلى الأساسيات، حان الوقت للاستثمار في أنفسنا وأخذ هذا الوقت لإعادة تثقيف أنفسنا وأطفالنا حول كيفية التعرف على مشاعرنا والتعامل معها.
يقول الباحث والدكتور جو ديسبنزا: "إذا كانت الأفكار هي لغة الدماغ، فإن المشاعر هي لغة الجسد".
عندما تجتمع الأفكار والمشاعر، نحصل على العواطف، والعواطف هي أوصاف تظهر على الإنسان مثل سعيد أو حزين أو متحمس أو غاضب أو محرج أو هادئ أو قلق أو خائف أو منزعج أو واثق أو غيور أو مكتئب وما إلى ذلك.
لذا، فكروا في هذه المعادلة الصغيرة: فكرة + شعور = عاطفة
وفقاً لذلك، فإن تغيير العواطف يستوجب إما تغيير الأفكار (لغة الدماغ) أو تغيير الشعور (لغة الجسد)، يبدو الأمر بسيطاً أليس كذلك؟
لكن كيف يحدث هذا؟
لتتمكني من تغيير عواطفك أو عواطف أطفالك أثناء هذا الإغلاق أو في أي وقت، تحتاجين إما إلى التركيز على تغيير أفكارك (أو مساعدتهم على تغيير أفكارهم) أو على تغيير مشاعرك (أو مساعدتهم على تغيير مشاعرهم).
دعينا نأخذ مشاعر الخوف كمثال، ولنبدأ بتغيير الأفكار:
اسألي نفسك ما هي الأفكار التي لدي حول هذا الموقف؟
هل هي حقيقية؟
هل هي مهمة؟
هل هي مفيدة؟
هل هي شيء يمكنك التحكم فيه؟
هل هي خيارك أنتِ؟
ما الذي تريدينه؟
كيف يبدو؟
ماذا ستفعلين للحصول عليه؟
ما الذي يمنعك من الحصول عليه؟
كيف يمكنك التغلب على ذلك؟
ماهي خطوتك القادمة؟
من يمكنه دعمك في هذا؟
يمكنك استعمال هذه العملية البسيطة مع طفلك أيضاً. في الواقع، يمكنك استخدامها لتغيير أي فكرة.
وتذكري دائماً، إذا استطعت التحكم بأفكارك ستستطيعين التحكم بعواطفك، حاولي تركيز أفكارك على ما تملكين وما يمكنك التحكم فيه، وعلى الحاضر بدلاً من الماضي الذي لا يمكن تغييره أو المستقبل الذي لا يمكن توقعه.
انتظروا المقالة القادمة والتي سأتحدث فيها عن الجزء الثاني من المعادلة وهو تغيير المشاعر.