الأطفال ما قبل المدرسة 3-4 سنة
كيف نساعد أطفالنا على التأقلم مع التغيير
بقلم: داليا سعد – مدربة
إن عامل "التغيير" مهم جداً في حياة أطفالنا. يواجه أطفالنا العديد من التغيرات خلال مرحلة الطفولة و المراهقة، قد تكون تغيرات صغيرة مثل الانضمام إلى فريق جديد أو تغيير المدرسة أو الانتقال إلى بيت جديد، إلى تغيرات كبيرة مثل الانتقال للعيش في بلد آخر، أو ولادة أخ جديد أو طلاق الوالدين، أو وفاة حيوانه الأليف، أو وفاة شخص مقرب ومهم جداً في حياتهم.
إن وجود عامل التغيير كشيء أساسي في حياتي يجعلني دائماً أبحث عن طريقة للتعامل معه بشكل سليم، فأنا أم لطفلين كثيرة التنقل والترحال بسبب طبيعة عمل زوجي، فكان السفر وتغيير البلدان والمدارس وأماكن إقامتنا أمراً مربكاً لأطفالي خاصة طفلي ذو الثمانية أعوام، الذي بدأ يفهم معنى التغيير وتبعاته.
إن إدارة التغيير هو مهارة أساسية من مهارات الحياة، حيث إن الطريقة التي يستجيب فيها الأطفال لأي تغيير في حياتهم ستؤثر على شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم وسعادتهم وقدراتهم في المستقبل.
لحسن الحظ، فإن معظم الأطفال يستطيعون تعلم مهارة التعامل مع التغيير بشكل جيد، وخصوصا عندما نساعدهم لكي يفهموا أن التغيير هو فرصتهم للخروج من منطقة الأمان الخاصة بهم ليثبتوا أنفسهم وقدراتهم، وليختبروا أشياء جديدة ويطوروا ثقتهم بأنفسهم! عندها يصبح التغيير أمراً مقبولاً لديهم!
يتفاوت الأطفال في استجابتهم للتغيير: فالبعض يدخل في حالة من الإنكار والخوف والحزن والغضب والرفض، والبعض الآخر يتقبل ويتعايش مع الوضع الجديد. هذا يؤثر بلا شك على تصرفاتهم اعتماداً على ما في داخلهم من مشاعر فقد يلاحظ الاهل ان طفلهم أصبح أكثر تعلقا بهم، أو أكثر تذمرا، أو ذو مزاج متقلب طوال الوقت..
لكي نساعد أطفالنا في تقبل أي تغيير يتعرضون له في حياتهم، علينا أن نبحث عن طرق لمساعدتهم لتحويل الأفكار السلبية التي يحملونها عن هذا التغيير إلى أخرى إيجابية. وبهذا نساعدهم على مواجهة التغيير كأشخاص أقوياء بدلا من أخذ وممارسة دور الضحية، ومن ثم الاستجابة للتغيير بطريقة إيجابية. إليكم بعض الاستراتيجيات لتساعد الأطفال في التعامل مع التغيير في حياتهم:
الخطوة الأولى: تحدثوا إليهم عن التغيير الذي سيواجهونه
اجعلوا أطفالكم يفهمون طبيعة التغيير الذي سيواجهونه وكيف سيكون تأثيره عليهم وعلى حياتهم. دعوهم يتحدثون عن أفكارهم ومشاعرهم تجاهه، لا شك سيسهل عليهم الاستمرار وتخطي الأمر إذا شعروا بأن أفكارهم ومشاعرهم متقبلة ومسموعة.
الخطوة الثانية: شجعوا أطفالكم على تخيل هذا التغيير
شجعوهم على تخيل أنفسهم وهم يعيشون ويختبرون الجوانب الإيجابية لهذا التغيير، ممكن عن طريق لعبة تلعبونها معاً أو عن طريق الرسم للأطفال الأصغر سناً.
الخطوة الثالثة: ساعدوا أطفالكم على الاستعداد للتغيير
فإذا كان التغيير انتقالهم إلى مدرسة جديدة على سبيل المثال، رتبوا لهم زيارة إليها ليرتاحوا أكثر لبيئتهم الدراسية الجديدة.
الخطوة الرابعة: كونوا حاضرين معهم عاطفيا وجسدياً أثناء حدوث التغيير
تفقدوا حال أطفالكم في تعاملهم مع التغيير وإذا كان التغيير متعباً ومرهقاً لهم، اخرجوا معهم للتخفيف عنهم وتسليتهم.
الخطوة الخامسة: دعوا أطفالكم يشاركون في التغيير
دعوهم على سبيل المثال يشاركون في اختيار المنزل الجديد أو أن يقرروا الغرفة التي يرغبون أن تكون خاصتهم في المنزل، أو المرسة التي يرغبون الانتقال إليها، إلخ.
الخطوة السادسة: حاولوا أن تحافظوا على روتين طبيعي داخل المنزل
حافظوا على روتين النوم الخاص بأطفالكم أو أي طقوس عائلية تمارسونها قدر الإمكان.
الخطوة السابعة: راقبوا علامات الضغط النفسي والإجهاد على أطفالكم
قد تشمل هذه العلامات صعوبات في النوم، أو كوابيس، او تغيرات في السلوك وعادات الأكل، أو الصداع وآلام المعدة.
كمدربة أطفال وأم، فأنا أساعد أطفالي بالتأقلم في كل مرة ننتقل فيها إلى بلد جديد عن طريق تعليق صور عائلتنا في المنزل الجديد، أشعر أنني في كل مرة أفعل ذلك يشعر أطفالي بالتقبل أكثر والانتماء إلى بيتنا الجديد.
إن تعليم وممارسة استراتيجيات تنمية الطفل وأساليب التعامل مع التغيير هو أمرٌ فعال ومهم جداً للحفاظ على صحة الأطفال وراحتهم النفسية، وهو يبني لديهم الشجاعة والثقة بالنفس، ويسهل عليهم مواجهة أي تغيير يطرأ عليهم فيتعاملون معه بطريقة إيجابية الآن وفي المستقبل.
(لمزيد من المعلومات اتصلوا مع أنا أستطيع لتطوير الذات عند الأطفال. خبراؤنا على كامل الاستعداد لمساعدتكم و الاجابة على استفساراتكم)