الثلث الأول
فحص ما قبل الولادة - البانوراما
يتساءل الكثير عن وسائل الفحص المبكرة للاطمئنان على سلامة الجنين، لحسن الحظ، مع تقدم العلوم والتكنولوجيا أصبحت هذه الوسائل متوفرة وشائعة الاستخدام، حيث أنها تشمل العديد من الفحوصات التي تكشف عن عوامل وراثية أو غير وراثية قد تؤثر على سلامة الجنين، إحدى هذه الفحوصات هو فحص البانوراما.
ما هو فحص البانوراما؟
البانوراما هو فحص يتم من خلال سحب عينة دم من الأم الحامل خلال فترة 8 – 9 أسابيع من الحمل، وهو إجراء مهم وروتيني خاصة للأم التي تحمل بعد عمر 35 سنة. حيث أن هذا الفحص يقدم معلومات عن احتمال تعرض الجنين لأي حالة من حالات الخلل الجيني، مثل متلازمة داون، خلل كروموسوم 13،18 و(X)، بالإضافة إلى إمكانية معرفة جنس الجنين. يتميز فحص البانوراما عن غيره بأنه يعطي نتائج دقيقة وشاملة، بدون الحاجة لأي عملية جراحية، مما يقلص عوامل تعرض صحة المرأة والجنين لأي خطر. لذلك، بات الأطباء يلجؤون إلى الفحوصات التي تحتاج إلى جراحة، مثل فحص سائل الرحم، فقط عندما تكون النتيجة إيجابية لفحص البانوراما. يعتمد فحص البانوراما على سحب عينة دم من الأم، لما أثبتته الأبحاث من أن أجزاء من الحمض النووي الخاصة بالجنين تدخل على مجرى دم الأم عن طريق المشيمة.
فبالتالي، يتم إجراء تضخيم لهذا لحمض النووي من خلال جهاز التسلسل، والذي بدوره يقوم بتحليل أجزاء معينة من الحمض النووي التي تميز كل فرد عن الآخر، والتي تعرف بما يسمى "الأشكال النووية المنفردة". يتم تحليل الأشكال النووية المنفردة لدى الأم والجنين، وبعد ذلك يتم مقارنة المعلومات بشكل مفصل ومتساوي بحيث يقوم بالإبلاغ بدقة عالية عن أي حالة خطر لكافة الكروموسومات. من الجدير بالذكر، أنه تم إخضاع فحص البانوراما للعديد من التجارب والدراسات؛ حيث تم إثبات إعطائه أفضل النتائج الممكنة التي تتميز بأنها تفصيلية ودقيقة، ويتم مراجعتها عادة من قبل مختصين بعلم الجينات.
لذلك يعتمد فحص البانوراما من قبل المختصين في تشخيص حالات الخلل الكروموسومي، لما يميزه عن فحوصات الحمل والولادة الأخرى التي تعتمد على طريقة العدد الإجمالي للكروموسومات الموجودة بدم الأم، حيث وجد أنها تعطي نتائج أقل دقة لاكتشاف اي خلل بين الجينات التي غالباً ما تكون على الكروموسوم 13، (X) و (Y).