الثلث الثاني

المشاكل التي قد تواجهها المرأة في الثلث الثاني من الحمل

المشاكل التي قد تواجهها المرأة في الثلث الثاني من الحمل
النشر : أكتوبر 19 , 2015
آخر تحديث : يونيو 01 , 2022
طبيب اردني اخصائي نسائية وتوليد انهى دراسة الطب الاولى من الاردن ثم تابع دراسته في الولايات المتحدة الامريكيه , يحمل شهادة البورد... المزيد

قبل أن أبدأ بالتحدث عن المرحلة الثانية من الحمل والدخول في تفاصيلها، أريد أن أُرحِبَ بكِ في الثلث الثاني من الحمل والذي يمتد من الأسبوع الرابع عشر إلى الأسبوع السابع والعشرين.

عادةً ما تستمتع النساء بالفترة الثانية من حملهن، حتى أن بعضهن يذهب لتسمية هذه الفترة بأشهر "العسل" الثلاث من الحمل. وبالتأكيد أن هذه التسمية لم تأتي من فراغ؛ ففي الثلث الثاني من الحمل تتخلص المرأة الحامل من تجربة الغثيان والقيء المريرة التي كانت سبباً في معاناتها طول الثلاثة أشهر الأولى من حملها، كما أن الجنين في هذه المرحلة لم يصل بعد إلى الحجم الذي من شأنه أن يتسبب بالتعب لأمه.

وعلى الرغم من الهدوء والاستقرار الذي تحس به المرأة الحامل في هذه الفترة، ألّا أنها قد تتعرض خلالها لبعض المشاكل الخطيرة التي من الممكن أن تؤثر على صحة الأم أثناء الحمل – ويجب التنويه هنا إلى أن هذه المشاكل نادراً ما تحدث للنساء، ولكنها موجودة. وحتى تتجنبي سيدتي خطر هذه المشاكل في حال حصلت معكِ، فعليكِ معرفتها جيداً هي وأعراضها .

من هذه المشاكل:

  1. نزيف المهبل

من الصحيح أن الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل يُعتبرُ أمراً نادراً جداً، إلّا أنه قد يحصل أحياناً بسبب وجود تشوهات في الرحم -كوجود حاجزٍ في تجويفه- أو بسبب ضعف عنق الرحم.

عدا عن هذا، فقد يكون هبوط المشيمة هو السبب الرئيسي لنزيف المهبل في المرحلة الثانية من الحمل. ويعود هبوط المشيمة التي تغطي عنق الرحم إلى انفصالها عنه قبل آوانه، وهو بالطبع أمرٌ نادر الحدوث.

  1. آلام المخاض المبكر

ولمن لا تعلم فإن المخاض المبكر يعني عملية الولادة المبكرة والتي تحدث قبل إكمال المرأة للأسبوع السابع والثلاثين من حملها. وتبدأ الولادة المبكرة بحدوث انقباضات مرتبطة بتوسع عنق الرحم عند المرأة الحامل وتنتهي بالولادة أو بخروج المشيمة.

المخاض المبكر ليس أمراً شائع الحدوث في الثلث الثاني من الحمل، إلّا أنه إذا حصل وحدث للمرأة في هذه الفترة فإنه قد يؤدي إلى نتائج سيئة لدى الجنين.

أما عن أعراض الولادة المبكرة فهي تتمثل بـ: شعوركِ بضغطٍ خفيفٍ على المهبل وبآلامٍ في أسفل الظهر.  كما أن كثرة التبول ونزيف المهبل يعدان أيضاً إحدى أعراض الولادة المبكرة. لذلك سيدتي، عند ملاحظتك لهذه الأعراض، عليك التوجه فوراً إلى طبيب النسائية والتوليد حتى يتعامل مع وضعك الصحي بطريقةٍ سريعة ويقدم لك المساعدة الطبية ليتم استبعاد مخاطر حدوث مخاضٍ قبل آوانه.

أطفال الخداج عادةَ ما يكونوا أكثر عرضةً للمشاكل الصحية، وهم بحاجة أكثر إلى الرعاية بعد الولادة. وبالطبع، فإن هذه المشاكل تزداد نسبتها عند أطفال الخداج الذي يولدوا في الثلث الثاني من الحمل. وخوفاً من إنجاب المرأة لطفل في مرحلة مبكرة جدا، يقوم طبيب الولادة في حال ارتابه شك حيال حدوث ولادةٍ مبكرة بإعطاء المرأة الحامل أدوية قوية جداً بهدف منع انقبضات الرحم، كما أنه يقوم أيضاً بوصف إبر منشطات بهدف مساعدة رئتي الجنين على النمو.

  1. التمزق المبكر للأغشية الجنينية

يكبر الجنين وهو في رحم الأم داخل كيس أغشية يملؤه سائل الأمنيوسي، حيث يقوم هذه الكيس بحماية الجنين الذي لايزال في مرحلة النمو، من العالم الخارجي.

ويحدث التمزق المبكر للأغشية الجنينية عندما ينفجر هذا الكيس ويتسرب السائل الأمنيوسي إلى الخارج. وهنا يجدر الإشارة إلى أنه من الطبيعي أن ينفجر هذا الكيس عند الولادة، إلّا أن حدوثه مبكراً وقبل آوانه قد يؤدي إلى إصابة المرأة الحامل بمشاكل خطيرة مثل الالتهابات أو الولادة المبكرة.

وأكرر مجدداً بأن التمزق المبكر للأغشية الجنينية هو أمرٌ نادر الحدوث في الثلث الثاني من الحمل، إلّا أن حدوثه قد يؤدي إلى تأثر الجنين بنتائج سيئة. ولتجنب اكتشاف الأمر في وقتٍ متأخر، فعليكِ أن تراقبي عن كثب إفرازاتك المهبلية، وفي حال لاحظتي وجود تدفقٍ كبيرٍ للسوائل أو تسربٍ مستمر، فعليكِ رؤية طبيبك مباشرةً.

سيقوم طبيبك بإجراء بعض الفحوصات لكِ وفي حال ثبت إصابتك بتمزقٍ في الأغشية الجنينية، فسيقوم الطبيب بتحويلك إلى المستشفى لتلقي الرعاية هناك، بالإضافة إلى قيامه بوصف بعض المضادات الحيوية لكِ وبعض المنشطات لتقوية رئتا الجنين.

  1. قصور عنق الرحم (عدم كفاءة عنق الرحم)

عنق الرحم هو عبارة عن شق الرحم، وتولد بعض النساء بعنق رحمٍ ضعيف، في حين أن عنق رحم البعض الآخر يصبح ضعيفاً نتيجةً لقيامهم سابقاً بإجراء عمليةً عليه.

المشكلة في ضعف عنق الرحم أنه لا يستطيع الحفاظ على الحمل، لذلك النساء اللواتي يمتلكن عنق رحمٍ ضعيف يخسرن حملهن في الثلث الثاني من الحمل.

وعلى عكس الولادة المبكرة، لا تشعر النساء اللواتي يمتلكن عنق رحم ضعيف بآلامٍ كثيرة، إلّا أنهن يحضرن متأخراً للطبيب بعد إصابتهن بنزيفٍ مهبلي أو بتسربٍ للسوائل.

ولاكتشاف أي ضيقٍ أو ضعفٍ لدى عنق الرحم عند السيدات اللواتي فقدن حملهن جراء امتلاكهن لعنق رحمٍ ضعيفٍ أصلاً أو أولئك اللواتي أجرين عمليةً جراحيةً عليه، يقوم الطبيب في بداية الثلث الثاني من الحمل باستخدام الموجات فوق الصوتية لقياس عنق الرحم. وللأسف، فمن الصعب معرفة قصور عنق الرحم عند النساء اللواتي ولدن وهن يعانين منه.

أمّا إذا رأى الطبيب بعد قيامه باستخدام الموجات الفوق صوتية الخاصة، بأن هناك قصورٌ في عنق الرحم، فعندها سيقوم بتقطيبه بهدف منع أي خسارة للحمل.

  1. تسمم الحمل

تسمم الحمل هو حالة خاصة بالنساء الحوامل، حيث تحضر المرأة الحامل المصابة بتسمم الحمل إلى العيادة وهي تعاني من ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع في نسبة البروتين في البول.

وبالرغم من أن تسمم الحمل يحدث غالباً في الثلث الأخير من الحمل إلّا أنه قد يحدث للمرأة في الثلث الثاني منه.

أمّا بالنسبة لأعراض تسمم الحمل، فهي تتمثل بـ: تورم أطراف الجسم السفلية واليدين والوجه وصداع في الرأس وعدم وضوح الرؤية للمصابة بالإضافة إلى آلام في الجزء الأيمن والعلوي من البطن.

ويتم مراقبة مايلي عند النساء المصابات بتسمم الحمل عن قرب وذلك للبحث عن علامات التسمم الحاد لدى الحامل.

ما هي علاماتٍ تسمم الحمل الحاد:

  1. مراقبة ضغط الدم

  2. مراقبة أداء الكلية والكبد

  3. مراقبة صحة الجنين

وفي حال تم تشخيص إصابة المرأة بتسمم حمل حاد، فيجب توليدها مبكراً.

كما قلت سابقاً عددٌ قليلٌ من السيدات يعانين من هذه المشاكل في الثلث الثاني من الحمل، لذلك تجد أغلب السيدات تستمتعن بتجربة الحمل في هذه الفترة. وأتمنى أن لا يصاب أحدٌ منكن بهذه المشاكل، ولكن لا ننسى أيضاً أن الرعاية الذاتية أمر بالغ الأهمية للأمهات. تمتعوا بهذه التجربة ودللوا أنفسكن بكل أنواع الطعام، لأننا نعلم جيداً بأن هذه هي فرصتك الوحيدة للقيام بأكل كل ما تحبينه.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية