الولادة
4 أسباب لاختيار الحامل الولادة القيصرية بدل الولادة الطبيعية
تتخذ العديد من الأمهات الحوامل قرارهن مبكراً بتحديد موعد للولادة بعملية قيصرية، دون أن يستدعي ذلك أي سبب طبي! وإنما يكون السبب عادةً هو الخوف. الخوف من المجهول ومن الألم ومن خطر الإصابة لهن ولأطفالهن.
خلال السنوات التي عملت فيها كدولا ومدربة ولادة صادفت العديد من الأمهات الحوامل اللاتي كن يرغبن في البداية أن تكون ولاداتهن قيصرية، وقد كان السبب وراء كل ذلك في الغالب أنهن يعرفن أو تربطهن علاقة بشخص كانت له تجربة ولادة طبيعية سيئة.
فقد قمت مؤخراً بتعليم الولادة بالتنويم المغناطيسي لأم شابة وجميلة، كانت والدتها قد مرت بتجربة ولادة سيئة وصعبة جداً قبل عدة سنوات نتيجة لوضعية الطفل المقلوب (Breech birth) التي لم تكن قد شخصت بها حتى جاءها المخاض. لذا فإن هذه الأم قد كبرت ولديها هذا الفهم بأن الولادة الطبيعية هي تجربة صعبة ومؤلمة جداً، فقد استمعت لقصة والدتها وما حدث لها، وهي بالتالي لن ترغب تحت أي ظرف كان أن تخوض هذه التجربة بنفسها!
ويسرني أن أقول لكم أنها ومع نهاية التدريب، كانت قد تخلصت من جميع مخاوفها ومفاهيمها الخاطئة عن الولادة الطبيعية، كانت واثقة وإيجابية ومستعدة للولادة بشكل طبيعي. وبالفعل كانت تجربتها رائعة جداً وكانت سعيدة جداً أنها تغلبت على مخاوفها. وما أسعدني حقاً أن هذه الأم لديها أخت صغيرة هي الآن لا تشعر بأي خوف من الولادة الطبيعية بعد أن رأت كيف يمكن للأمور أن تسير بشكل مختلف وجيد.
وفي قصة أخرى كانت هناك أم برازيلية طلبت مني دروساً لتعليم الولادة بالتنويم المغناطيسي، قالت لي حينها أنها لا تعرف أي امرأة في عائلتها قد أنجبت طفلاً بولادة طبيعية، حيث أن نسبة الولادات القيصرية في البرازيل نسبة عالية جداً، حتى أن بعض النساء هناك يرون أن هذا هو خيارهم الوحيد للولادة!
لكن هذه الأم كانت مصممة على كسر هذه المفاهيم السائدة، وعلى تثقيف نفسها لكي تتخذ قراراً صائباً فيما يتعلق بولادتها، وبعد مرور أسابيع من حملها قررت وهي في أسبوعها الثلاثين أن تخوض تجربة الولادة الطبيعية. أثار قرارها قلق عائلتها الذين كانوا يعتقدون أن الولادة القيصرية هي الخيار الوحيد الآمن للولادة. لكن هذه الأم ذات الـ 28 عاماً تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من أية مشاكل صحية، بالتالي فإنها مرشحة جيدة لأن تخوض تجربة الولادة الطبيعية، وهذا ما حدث فعلاً فقد أنجبت طفلاً جميلاً بطريقة طبيعية. أرجو أن تساعد تجربتها في تثقيف أفراد عائلتها وأصدقائها عن الولادة الطبيعية وفوائدها.
أما في حالات أخرى يكون غالباً مصدر القلق الرئيسي للأمهات هو خوفهن من التعرض للتمزقات أثناء الولادة والحاجة إلى الخياطة والغرز الجراحية. هذا هو ما تجده معظم الأمهات أمراً مخيفاً!
بالطبع هناك حالات يمكن أن يحدث فيها كل هذا، لكن بالإرشادات و تقنيات التنفس الصحيحين يمكن تقليل الخطر إلى حد كبير. وتذكروا دائماً أن أجسادنا نحن النساء مصممة للولادة بهذه الطريقة لذا ثقوا بأجسادكن!
هناك مشكلة أخرى شائعة أسمعها كثيراً هي قول بعض الأمهات: "لا أعتقد أني أستطيع تحمل الألم، فلماذا أعرض نفسي لألم المخاض وأنا أستطيع الحصول على ولادة قيصرية خالية من الألم؟!"،
لكن في حقيقة الأمر إن الولادة القيصرية ليست خياراً سهلاً أبداً، فهي عملية كبيرة وإن كانت شائعة، وهي ليست خالية من المخاطر وقد تحتاج الأم الني تخضع لها إلى وقت أطول للتعافي، مما يؤثر على الترابط المبكر بين الأم وجنينها وبداية الرضاعة الطبيعية.
كما أنني صادفت العديد من النساء اللاتي قررن القيام بولادة قيصرية بعد أن خضعن لها في ولادتهن الأولى السابقة وهن يعتقدن أنه من غير الممكن لهن أن يخضن تجربة الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية (vaginal birth after C Section)، لكن هذا غير صحيح، فإنه من الممكن تماماً للنساء بدون موانع طبية أن يحاولن ذلك.
لذا، فأنا أحث أي أم تفكر في القيام بعملية قيصرية مخطط لها دون أسباب طبية أن تقوم بأخذ دروس تثقيفية عن الولادة وكيف يمكن للأمهات التغلب على مخاوفهن
ومع هذا كله فأنا أؤمن بأن كل أم يجب أن تحظى بفرصة اتخاذ القرار فيما يتعلق بالطريقة التي ستلد فيها سواء كانت طبيعية أم لا بدون أي أحكام أو انتقادات من الآخرين، طالما أن هذه الأم مدركة وواعية لتبعات وميزات خياراتها فيما يخص ولادتها.
في الختام، تمنياتي بالتوفيق لكل أم تخطط لقدوم صغيرها بأي طريقة ترغب بها، فليس هنالك طريقة صحيحة أو خاطئة للولادة!
اقرئي أيضاً:
٦ مفاهيم خاطئة عن الولادة الطبيعية
٧ نصائح تساعدك للوصول لتجربة ولادة طبيعية ناجحة
عشرة أسئلة عليكِ طرحها على طبيبك أو الدولا حول الولادة الطبيعية
٧ نصائح تساعدك على تحضير نفسك للولادة الطبيعية
٥ نصائح من ممرضة في قسم الولادة عن الولادة القيصرية
ولادة طبيعية أم ولادة قيصرية؟
ستختفي آثار العملية القيصرية لكن بشروط