بعد الولادة
عندما تكون تجربة الولادة صادمة ومقلقة لبعض الأمهات
في كثير من الأوقات لا تكون تجربة الولادة أمراً سهلاً للعديد من الأمهات، فيتعرضن بعدها لحالة من القلق والتوتر وتقلبات المزاج خاصة إذا كانت الولادة الأولى لديهن.
وقد تتطور الأمور لديهن ليصيبهن اكتئاب ما بعد الولادة، وهو الشائع بين النساء، إلا أن البعض منهن قد يتعرض لما هو أكثر من ذلك
فيتذكرن آلام وأوجاع الولادة وتراودهن الكوابيس دائماً، الأمر الذي يؤثر على تجربة الأمومة لديهن بشكل كبير وعلى تربيتهن لأطفالهن.
وهذه الحالة هي ما تسمى باضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة ما بعد الولادة.
فما هو هذا الاضطراب؟
إن مفهوم اضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة ما بعد الولادة (Postpartum post-traumatic stress disorder- PPTSD) هو أحد أنواع اضطرابات ما بعد الصدمة، وعادةً ما يترافق مع اكتئاب ما بعد الولادة. ويمكن تشخيصه بشكل خاطئ لأنه يحدث فقط لما نسبته 9% فقط من النساء.
هذا الاضطراب ينجم عن صدمة حقيقية أو متصورة تصاب بها الأم بعد ولادتها، وقد تشمل الآتي:
-
أن تكون الأم على وشك الولادة بشكل طبيعي، حتى ينتهي بها الأمر بولادة قيصرية.
-
استخدام الشفاط أو الملقط أثناء الولادة.
-
الشعور بالعجز وقلة الدعم أثناء الولادة.
-
فقدان الحمل والإجهاض.
-
حدوث مضاعفات لدى الأم مثل النزيف بعد الولادة وتمزق العجان، أو ذهاب طفلها لوحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.
كيف نشخص اضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة؟
عادةً تكون الأعراض كما يلي:
-
ذكريات وكوابيس متعلقة بمرحلة الولادة وما واجهته الأم في ذلك الوقت.
-
العودة إلى الحدث الصادم بالنسبة للأم ومعايشته من جديد
-
تجنب كل ما يذكر الأم بالحادثة ويحفز المشاعر السلبية لديها، كأن تتجنب المرور بجانب المشفى الذي انجبت فيه.
-
حالة من الثوران والهيجان.
-
صعوبات في النوم
-
حالة من القلق المفرط
-
ردود أفعال مبالغ فيها
-
الشعور بالانفصال عن الواقع
-
عدم القدرة على التركيز
-
تقلبات في المزاج
علاج اضطراب ما بعد الصدمة بعد الولادة
بالنسبة للعلاج فإن كافة أنواع العلاج بما في ذلك الجلسات العلاجية والأدوية تعتبر ناجحة
جلسات المعالجة تكون خصيصاً للتعافي من الصدمة، وذلك عن طريق الحديث عن العناصر الإيجابية وربطها بالواقع، مع الأخذ بعين الاعتبار الطريقة التي أثرت فيها الصدمة على الأم. فهذا سيمنح الأم إحساساً بالراحة والاطمئنان.
من المهم طبعاً إشراك الزوج في هذه المرحلة من العلاج، حيث تعاد قصة الولادة بتفاصيلها بالعودة بذاكرة الأم إلى ذلك الوقت بطريقة آمنة ومريحة.
الأشخاص الأقرب للأم يستطيعون دعمها بشكل أفضل عن طريق تفهمهم لحجم ألمها وصدمتها وليس التقليل منها.
كما أن مدة العلاج تعتمد على حالة الأم وشدة تأثرها.