بعد الولادة
متى يكون اكتئاب ما بعد الولادة حقيقي؟
فترة الحمل والولادة في بعض الأحيان تكون نقطة تحول، فواحدة من كل سبع نساء تصاب باكتئاب ما بعد الولادة، وهو نوع من الاكتئاب يصيب الأمهات بعد ولادة أطفالهن، ومن الممكن أن يصيبهن أيضاً في أي وقت أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة وهو ما نسميه "Perinatal Depression". هناك العديد من التغيرات الطبيعية التي تحدث للأم بعد الولادة والتي تسبب لها الإحباط ومشاعر من القلق والحزن وهو ما يشار له بـ "بلوز" ما بعد الولادة "Postpartum Blues" والتي لا تصل إلى حد الاكتئاب الحقيقي.
ولكن كيف يمكننا أن نميِّز بين مثل هذه الحالات وحالات اكتئاب ما بعد الولادة "postpartum depression"؟ وإلى أي مدى يمكننا أن نعتبرها طبيعية؟
في البداية، يبدو الأمران متشابهان إلى حدٍّ كبير ويشتركان في العديد من الأعراض مثل تقلُّب المزاج والبكاء والحزن والأرق والغضب. ولكن في حالة اكتئاب ما بعد الولادة تكون الأعراض أكثر شدة وتستمر لوقتٍ أطول.
البلوز تحدث خلال الأيام الأولى بعد الولادة ولا تستمر أكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، بينما من الممكن للاكتئاب أن يبدأ بعد أسبوعين. مع مرور الوقت تشعر الأم التي تعاني من البلوز بتحسن كبير، بينما الأم التي تعاني من الاكتئاب تزداد حالتها سوءاً. وهنا نعني بازدياد الحالة سوءاً بأنه من النادر تحسن الحالة عن طريق رعاية الأم بدعم العائلة والأصدقاء فقط.
هناك بعض الأعراض المحددة التي تعتبر إشارات تحذيرية والتي لا تظهر إلا في حالات الاكتئاب مثل عدم قدرة الأم الجديدة على الاعتناء بمولودها وافتقارها للترابط معه وانسحابها من الحياة العائلية والمجتمعية.
وقد تترافق هذه الأعراض مع شعور بالذنب وشعور بعدم الكفاءة مثل أن تعتبر نفسها أم سيئة ولا تستحق طفلها، إلى درجةٍ يصبح فيها الأمر ساحقاً للغاية بحيث تبدأ الأم بالتفكير في إنهاء حياتها.
ومن الأعراض التي من المهم جداً الانتباه لها هو قلَّة النوم، خاصة عندما يكون الطفل نائماً فهذا يعتبر الوقت الأمثل للأمهات لأخذ قسط من الراحة، فغالباً ما يصاحب الاكتئاب أفكارٌ قلقة حول الطفل وصحته ورفاهه.
المفتاح دائماً هو التعرُّف على الأعراض بسرعة كبيرة وتشجيع طلب المساعدة من الأشخاص المختصين لأن الاكتئاب قد يكون مهدداً لحياة الأم والطفل معاً!