بعد الولادة
نوع آخر من الوسواس القهري يصيب الأمهات بعد الولادة
هل سمعت يوماً عن أمهاتٍ يتبعن سلوكيات غريبة ومبالغ فيها مع أطفالهم الجدد بسبب تصورهن لهم في ظروف خطيرةٍ وغير واقعية؟ ويواجهن أيضاً صعوبةً كبيرة في التعامل مع أطفالهن بشكل طبيعي خوفاً من إيذائهم!
نعم، كل هذا يمكن أن يحدث لبعض الأمهات الجدد بعد ولادتهن لأطفالهن وهي حالة تسمى اضطراب الوسواس القهري بعد الولادة.
اضطراب الوسواس القهري بعد الولادة هو أحد أشكال اضطراب الوسواس القهري (OCD)، والذي يظهر أثناء الحمل أو لدى الأمهات الجدد المصابات بالوسواس القهري قبل الحمل، وبدأ يأخذ المرض شكلاً جديداً لديهن فيما يتعلق بالطفل الجديد.
يكون هذا الاضطراب على شكل أفكار وسلوكيات متشددة متعلقة بأي خطر محتمل وقوعه للطفل، وتحدث هذه الأفكار بشكل مستمر ولا يمكن السيطرة عليها. العديد من الأمهات وصفن الاضطراب بأنه " يسيطر على حياتهن بالكامل".
ومن الممكن أن تكون هذه التصرفات شديدة للغاية لدرجة تجعل الأمهات يعطلن حياتهن اليومية، فمثلاً قد تكون الأفكار خطيرة تؤثر على الأم والطفل على حد سواء مثل "إن أرضعت طفلي قد يختنق!".
من الصحيح أنها حالة نادرة الحدوث إلا أنها من الممكن أن تحدث للآباء أيضاً، لذا علينا معرفة مدى شدة مخاوف الأهل. إليكم بعض الأمثلة لفهمها ومعرفة كيفية التصرف معها:
أمثلة على الأفكار التي قد تراود بعض الأمهات:
-
تخيل صور مزعجة مثل سقوط الطفل أو إلقائه.
-
مخاوف من إصابة الطفل بسبب الإهمال.
-
أفكار غير مرغوب فيها عن خنق الطفل أو طعنه.
-
أفكار غير مرغوب فيها ومثيرة للقلق من الاعتداء الجنسي على الطفل.
-
الخوف من اتخاذ قرارات سيئة من شأنها أن تسبب الأذى للطفل أو الموت.
-
الخوف من إصابة الطفل بمرض خطير.
-
الخوف من تعريض الطفل للسموم والمواد الكيميائية وغيرها من الملوثات البيئية.
بعض الأمثلة على التصرفات التي تقوم بها الأمهات الجدد من أجل "حماية" الطفل:
-
التخلص من الأشياء الحادة مثل السكاكين أو المقصات.
-
عدم إطعام الطفل خوفًا من التسمم أو الاختناق.
-
عدم تغيير الحفاضات خوفًا من الإيذاء الجنسي للطفل.
-
عدم تناول أطعمة أو أدوية معينة خوفًا من إيذاء الطفل.
-
تجنب مشاهدة أو قراءة الأخبار عندما يتعلق الأمر بإساءة معاملة الأطفال.
-
مراقبة النفس باستمرار عندما يتعلق الأمر بالأفكار الجنسية غير المناسبة المحتملة.
-
التحقق بهوس من الطفل أثناء نومه.
-
سؤال أفراد الأسرة باستمرار عن أن الطفل لم يتعرض لأي أذى أو سوء معاملة.
-
إعادة شريط الأحداث اليومية لضمان عدم حدوث شيء سيء للطفل.
قد تشعرون بأنها أفكار خطيرة وقد يصعب التعامل معها، ولكن من الجيد أن أن لهذا الاضطراب علاج! يمكن وضع خطة علاجية للأم تتضمنها العلاجات الدوائية والطب النفسي.
يتمثل أحد المكونات المهمة للعلاج في"تحدي هذه الأفكار". كيف؟ من خلال البحث عن أدلة تعارضها وبممارسة الكشف والاستجابة الوقائي (ERP).
فمثلاً، إن كان خوف الأم من أن طفلها سيغرق عند تحميمه، فستكون طريقة العلاج هي تحميم الطفل أمامها حتى تقتنع بأن الحمام آمن على طفلها ولن يؤذيه، ومن المهم أيضاً أن يكون الزوج جزء لا يتجزأ من خطتها العلاجية لتزويدها بكل الدعم الذي تحتاجه.