الرضاعة الطبيعية
١٨ أماً يكشفن أسباب استمرارهن في الرضاعة الطبيعية لفترة أطول
بمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية قام فريق أمهات٣٦٠ بالتعاون مع مجموعة الرضاعة الطبيعية في الأردن بسؤال عددٍ من الأمهات اللواتي اتخذن الرضاعة الطبيعية أساساً في تغذية أطفالهن عن الأسباب والأمور التي شجعتهن في الاستمرار في هذه التجربة الرائعة لمدة أطول. وقد حظي هذا السؤال بقدرٍ كبيرٍ من التفاعل وحمل في طياته مساحة تعبيرٍ جميلةٌ جداً أتاحت للأمهات الإفصاح عن مشاعرهن الخاصة ومشاركتنا إياها. اخترنا لكنَّ بعضاً من هذه الإجابات الحقيقية والنابعة من قلوبٍ لا تعرف سوى العطاء اللامحدود.
ريم زهير
"لقد ساعدني طفلي على ذلك، لم يكن يمرض كثيراً وكنتُ أنتظر أن ينتهي من مرحلة التسنين كاملة لأن الرضاعة الطبيعية بالنسبة إليه كانت بمثابة مسكن لألمه. وقمت بفطامه في عمر السنة و3 أشهر."
هبة سرحان
"بسبب طبيعة عملي أضطر إلى ترك ابني لساعاتٍ طويلة فأشعر بضرورة تعويض هذا البُعد بالرضاعة الطبيعية كونها تمنحنا وقتاً خاصاً جداً نلعب فيه سوياً ونشعر بحميمية القُرب من بعض.
خشيتُ من أن يقل الحليب لدي عندما عدتُ إلى العمل بعد إجازة الأمومة، لذا اعتمدتُ سحب الحليب في الثلاثة شهور الأولى الأمر الذي حافظ عليه. مررتُ بظروفٍ عصيبة كمرض والدي وفقدان أحد أقربائي إضافةً إلى حيرة طفلي وتشويشه بين زجاجة الحليب والرضاعة مني مباشرة وتَدَخُّل المحيطين بي. لكن ذلك كله لن يؤثر بي وسأبقى مستمرة في إرضاعه علماً بان عمره الآن 7 أشهر."
إيمان الشلبي
"مررت بظروفٍ صعبة جداً، والأمر الوحيد الذي كان يخفف عني ويشعرني بالهدوء والراحة هو رضاعة طفلتي."
بتول محسن
"لقد كان لزوجي فضلٌ في ذلك؛ شجعني كثيراً وكان ضد البديل الصناعي."
رهوف
"بالنسبة إليَّ لقد كانت الفترة التي قضتها طفلتي بعيداً عني في الخداج أكبر دافعٍ لأني أردت تعويضها عن الفقد والحرمان لكلتينا. وكونها وُلِدَت ولادة مبكرة فقد كانت الرضاعة الطبيعية تساعدها في أن تتحسن وتزيد من مناعتها وتقلل من أضرار نقص الأوكسجين. أيضاً كان للمجموعات التشجيعية والمختصة على وسائل التواصل الاجتماعي دورٌ كبير في إصراري."
سمية عويس
"كان المستشفى الذي كنتُ أتابع فيه حملي صديقاً للطفل وكانت الرضاعة الطبيعية أمراً أساسياُ في منظورهم، لذا فقد كان الفريق الطبي في المستشفى يقوم بجلسات توعوية لمدة خمس دقائق عند كل زيارة عن الرضاعة الطبيعية وسحب الحليب والغذاء وغيرها، كما كانوا يعقدون محاضرات أسبوعية مجانية عن الرضاعة، إضافةً إلى نشرهم لأهمية الرضاعة الطبيعية في جميع الطوابق على البوسترات والشاشات.
أذكر أني في أول مراجعة لي لفتتني صورة للعناصر الغذائية بحليب الأم مقارنةً بالحليب الصناعي وكانت تلك الصورة سبباً في إقناعي بالرضاعة الطبيعية، ثم ترسخت الفكرة أكثر وأصبَحَت مبدأً لا بديل عنه بسبب إعادتهم للمعلومات مراراً وتكراراً. وفعلاً تمكنت من إرضاعها رضاعةً طبيعية كاملة لأول 45 يوم، ثم عدتُ إلى عملي الذي ثاءب أن كان في رمضان، فاعتمدت أسلوب سحب الحليب الذي لم أتمكن من تكراره أكثر من مرة في اليوم بسبب ظروف عملي الأمر الذي أدى إلى تقليل الحليب لدي واضطراري إلى إدخال الحليب الصناعي أثناء وجوده في الحضانة. وما أن انتهى شهر رمضان حتى قررتُ إلغاء الصناعي مجدداً، إلَّا أن طفلي لم يتقبله وتوقف عن الرضاعة الطبيعية الأمر الذي نتج عنه التهابات في صدري إضافة إلى تراجع كمية الحليب لدي.
لكني لم أيأس وعلى الرغم من أني لا أتمكن من إرضاعه بشكلٍ مطلق إلًا أنني أشعر بأني أقوم بعمل أمر يصب في مصلحة طفلي وهذا الشعور هو الذي يدفعني لزيادة عدد مرات السحب ومراقبة نوعية غذائي، وسأعمل المستحيل لإلغاء الحليب الصناعي. لا أُخفي أن التحسن بطيء لكن ذلك لن يوقفني أبداً."
كاتيا بقاعين
"لعبت متابعتي لحسابات بعض الأمهات على وسائل التواصل الاجتماعي دوراً أساسياً في تشجيعي على الرضاعة الطبيعية أثناء حملي. وبعد ولادتي لطفلي شعرت بأن الرضاعة الطبيعية أكثر سهولة وراحة من غلي زجاجات الحليب وتعقيمها اللامنتهي. أذكر أني شعرت بسعادة غامرة عند أول مراجعة لطبيب الأطفال فقد أخبرني بأن خسارة الوزن في الفترة الأولى أمرٌ طبيعيٌ جداً لكنه شعر بالاستغراب من زيادة وزن طفلي. حتى أنه سـألني عن نوع الحليب الذي أُعطيه إياه. إضافة طبعاً إلى اللحظات الجميلة وشعور القرب والحنان الذي لا يوصف. كما شعرت بتحدٍ كبير فالمجتمع اليوم والإعلانات التجارية كلها تشجع على البديل الصناعي."
هديل مبيضين
"تعلمت من تجربتي الأولى؛ فطفلي الأول اعتمد على الحليب الصناعي ولم يأخذ حاجته من الرضاعة الطبيعية، لذلك كانت مناعته ضعيفة جداً وكان كثير المرض. للأسف لم أكن أملك أي خبرة أو علم بأهمية الرضاعة الطبيعية.
لذلك وما أن بدأ حملي بطفلي الثاني حتى بدأت رحلة التعلُّم والمعرفة، وساعدني بذلك المجموعات المختصة بدعم الرضاعة الطبيعية وتشجيعها على وسائل التواصل الاجتماعي. عمر ابني الآن 14 شهراً وسنكمل بإذن الله إلى عمر السنتين."
رغد محمد
"النظرات التي أراها في عيون طفلي أثناء رضاعته لا تعوضها كل ملايين العالم، نظرات تكشف عن حبٍ وأمانٍ وعطاءٍ لا ينضب. أدعو الله أن يمكنني من إرضاعه أطول فترة ممكنة."
سمية صابر
"عاطفة الأمومة والحب...يكفي شعورك عندما يضع وجهه على صدرك ما أن تحمليه ليشعر بالأمان..."
رحيق الورد
"طفلتي أخذت ذلك القرار عني! فلم تتقبل الحليب الصناعي كبديل، وكانت تبتسم في كل مرة أضعها في حضني استعداداً للرضاعة!"
أمينة
"أنا آخذ ابني معي إلى مكان عملي، وأقوم بإرضاعه هناك!"
يسيرة عابدين
"أحمد الله أني تمكنت من إرضاع طفلتي لمدة 23 شهر، لقد ساعدتني هي على ذلك من خلال تهذيبها وكياستها إضافةً إلى نظراتها المليئة بالبراءة التي لا تقاوم وقت الرضاعة."
رهام داود
"حبي للرضاعة الطبيعية، تشجيع زوجي واصراري اللامتناهي..."
دينا محمد
"لدى جسدي القدرة على إنتاج ما يكفي من الحليب - الحمد لله - كما أن أولادي شديدي التعلُّق بالرضاعة الطبيعية. بالنسبة لي فأنا أشعر بسعادة مطلقة كوني أمنحهم جزءاً مني، وأشكر عائلتي ومحيطي على الدعم الكبير الذي يمنحونني إياه خلال فترة إرضاعي لأطفالي. أمرٌ جميلٌ جداً كيف لفترة بسيطة أن تمكنك من احتواء طفلك في حضنك، وتجعله قريباً منك لتكوني الشخص الوحيد الذي يمنحه ما تمنحينه من عاطفة وصحة وحب. إن ذلك من أجمل المشاعر والنعم علينا التي أدعو الله أن يمنحها للجميع."
رؤى الرمحي
"كانت أمي الداعم الأكبر لي في بداية رحلتي مع الأمومة والرضاعة، بعدها كنتُ أنتظر أن يتم شهوره الست الأولى لأتمكن من فطامه، إلَّا أن حياتي أصبحت أسهل كثيراً بعد مضي ثلاثة شهور فقط. كما أن حب طفلي وتعلقه بالرضاعة جعلاني أستمر لغاية السنة، بعدها قررت أن أبدأ بفطامه، لكن مروره بمرحلة التسنين ورفضه للأكل تماماً وإصراره على الرضاعة فقط كمصدرٍ وحيد للغذاء، كل هذه الأمور جعلتني أقرر أن استكمل تجربتنا الجميلة إلى عمر السنتين. الرضاعة لديها علاجٌ سحري لكل شيء! للألم والنكد والتعب والحزن والغضب. أحمد الله على هذه النعمة. تجاوزنا مدة الــ 15 شهراً وسنكمل المشوار إلى عمر السنتين إن شاء الله."
إسلام القريوتي
"حبي لابنتي ولبقائها قريبة مني ومن صدري.
قناعتي بأن الرضاعة الطبيعية حقٌ من حقوقها، وبأن من واجبي عليها أن أبِرَّها في صغرها كي تبر بي في كبري. قناعاتي بفوائد الرضاعة الطبيعية لي ولها في ذات الوقت. كل ذلك أثر بي وشجعني على الاستمرار."
يافا عجوة
"لعب دعم زوجي الدائم لي دوراً رئيسياً على الرغم من كل التحديات التي واجهتني خلال مرحلة الرضاعة الطبيعية. تمكنَّا سوياً من استكمال هذه الرحلة حتى مع دخول طفلتي إلى وحدة الخداج وإصرار الكادر الطبي على إعطائها الحليب الصناعي. تشجيعه لي منعني من الاستماع إلى أي نصيحة مغلوطة حتى من أقرب الأشخاص لدي. حتى أنه ساعدني في المنزل وفي العناية بطفلتنا بعد انتهاء إجازة الأمومة لأتمكن من إرضاعها.
إضافةً إلى إصراري وإدراكي بأن الرضاعة الطبيعية هي أفضل وأغلى ما يمكن تقديمه لابنتي وبأنه حقٌ من حقوقها الأمر الذي جعلني أمنحها إياه وأنا في غاية السعادة كوني السبب في تحقيق هذا الحق."
في النهاية نتمنى أن تكون هذه الكلمات بمثابة دعمٍ لكل أم تواجه التحديات اليومية في سبيل إرضاع طفلها ومنحه هذه النعمة فهي ليست الوحيدة في تجربتها خصوصاً مع زيادة الوعي المنشور بين الأمهات والمعنيين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووجود العديد من مختصي واستشاريي الرضاعة الطبيعية والمتاحين لتقديم المساعدة لكل أم تشعر أنها بحاجةٍ إلى دعمٍ جسدي أو تثقيفي أو معنوي.
وتذكري ماما ستكون الأمور أسهل مع مرور الأيام لتصلي إلى ذلك اليوم الذي ستشعرين فيه بالحنين إلى تلك اللحظات وبالامتنان على وجودها في مرحلةٍ ما في حياتكما.
- تم نشر هذا المقال بالتعاون مع مجموعة الرضاعة الطبيعية في الأردن