صحة الأطفال
كل ما يحتاج الأهل معرفته عن فيروس كورونا المستجد
تم إعلان فيروس كورونا حول العالم على أنه "وباء". والوباء يعني انتشار الفيروس عبر بلدان العالم وقاراته، دون أن يكون لذلك أي علاقة بمدى خطورة المرض الذي يسببه هذا الفيروس.
فيروس كورونا هو فيروس كغيره من الفيروسات يحتاج إلى جسم العائل (سواءً كان الإنسان أم الحيوان) ليستطيع البقاء على قيد الحياة والتكاثر. وهو لا يستطيع ان يعيش طويلاً خارج جسم العائل.
فيروس كورونا المستجد أو COVID-19 الذي يسبب كل هذا الهلع والضجة حول العالم هو سلالة جديدة من الفيروسات التاجية، لذا فإن العلماء ما زالوا في مراحل اكتشاف الفيروس حتى الآن.
هناك معلومات خاطئة يتم تداولها بين الناس، والتي تزيد من انتشار الخوف والرعب بينهم من هذا المرض، كاختصاصية في طب الأطفال العام والأمراض المعدية للأطفال، سأقدم لكِ أخر المعلومات التي لدينا عن هذا الفيروس، بالإضافة إلى الخطوات العملية التي تحتاجينها لحماية نفسك وأطفالك وعائلتك من الإصابة بهذا المرض. إليك ما نعرفه حتى الآن:
أولاً: كيف ينتشر؟
عادةً ما ينتشر عن طريق الرذاذ الذي يخرج من الشخص المصاب عندما يتحدث أو يعطس أو يسعل، فإذا وصل شيء من هذا الرذاذ إلى عيني أو فم أو أنف شخص آخر فإنه يمكن أن يصاب بالعدوى.
هذا الرذاذ الخارج من جسم الشخص المصاب عادة ما ينتقل لمسافة قدرها مترين (6 أقدام) حوله ثم يسقط إلى الأسفل. لذا، فإن تركك لمسافة أمان بينك وبين الأشخاص الآخرين هو أمر مهم جداً.
كما أن الفيروس ينتقل عندما يلمس شخص سطحاً ملوثاً بالفيروس، ثم يلمس عينيه أو أنفه أو فمه. لذا فإن تغسيل اليدين بشكل متكرر هو أمر مهم جداً للحفاظ على صحتك وحمايتها.
ثانياً: ما مدى خطورة الفيروس
وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض الصيني، وبناءً على دراسة أجريت على 44,500 شخص من المصابين تبين أن المرض يكون:
- طفيفاً ومعتدلاً بنسبة 81%
- حادً بنسبة 14%
- حرجاً (أي أن المريض بحاجة إلى وحدة العناية المركزة) بنسبة 5%
- مميتاً بنسبة 2,3%
غالبية الوفيات كانت للمرضى من كبار السن (70 عام فما فوق)، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض الرئة والجهاز التنفسي والقلب وأمراض ضعف الجهاز المناعي.
أما بالنسبة للأطفال، فيبدو أن لديهم أعراض أقل خطورة من البالغين، فقد صدرت دراسة في السادس عشر من آذار 2020، من الصين من قبل الأكاديمية الامريكية لطب الأطفال، أجريت على 2,134 طفل مصاب بفيروس كورونا في الصين خلال شهري كانون الثاني وشباط من هذا العام، وتبين الآتي:
- 4% من الأطفال لا تظهر عليهم الأعراض.
- 51% من الأطفال كان لديهم أعراض طفيفة (حمى، التهاب حلق، سعال).
- 6% من الأطفال كانت حالتهم خطيرة وحرجة.
- حالة وفاة واحدة لطفل بعمر 14 عام.
وقد أظهرت الدراسة أيضاً أن الأطفال الرضع (أقل من عام) لديهم معدلات إصابات خطيرة أعلى مقارنة بالأطفال الأكبر سناً، فكانت معدلات الإصابات الخطيرة والحرجة بين الأطفال حسب الفئة العمرية كما يلي:
- 11% (الأطفال الرضع الذين تكون أعمارهم أقل من سنة).
- 7% (الأطفال بين 1-5 سنوات).
- 4% (الأطفال بين 6-15 سنة).
- 3% (الأطفال في عمر 16 عام فما فوق).
ثالثاً: ما هي أعراض العدوى؟
لدى الأطفال
عادةً ما تكون أعراض الأطفال تشبه أعراض نزلات البرد:
- الحمى.
- السعال.
- احتقان.
- سيلان الأنف.
- التهاب الحلق.
- في بعض الأحيان يعاني الطفل من القيء أو الإسهال.
- في حالات حادة يمكن أن يصاب الطفل بالتهاب رئوي أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
لدى البالغين
- الحمى.
- فقدان الشهية.
- التعب العام.
- السعال الجاف.
- آلام في العضلات.
- ضيق في التنفس.
- سعال مع بلغم.
رابعاً: كيف نمنع انتقال العدوى؟
يكون ذلك عن طريق:
- التباعد الاجتماعي، وذلك بالمحافظة على ما لا يقل عن مترين (6 أقدام) بينك وبين الأشخاص الآخرين عندما تكون في الخارج. لذا، تجنب الخروج ما لم يكن ذلك ضرورياً، ولا تذهب إلى الأماكن التي قد يكون فيها حشود من الناس مثل مراكز التسوق أو حفلات الزفاف أو أي مكان يوجد فيه الكثير من الناس.
- غسل اليدين بشكل جيد وخاصة بعد لمس الأسطح في الأماكن العامة، لا يغسل معظم الناس أيديهم بما يكفي لمنع الفيروس من الانتشار. الطريقة الصحيحة لغسل اليدين هي: تبليلها بالماء، ووضع كمية صغيرة من الصابون عليها، ثم فرك راحة اليد وظهرها وبين الأصابع وتحت الأظافر لمدة 20 ثانية على الأقل (أو الوقت المستغرق في غناء أغنية عيد ميلاد سعيد مرتين)، ثم شطف الصابون وتجفيف اليد جيداً بمنشفة ورقية نظيفة.
إذا لم تتمكنوا من الوصول إلى الحمام ولم تكن أيديكم متسخة بشكل واضح، فاستخدموا مطهراً يحتوي على 60 بالمئة من الكحول على الأقل، وتأكدوا من تنظيف أيديكم من جميع الجهات حتى يجف المطهر تماماً.
- السعال أو العطس باستخدام منديل ورقي أو تغطيته بالكوع.
- تجنبوا لمس العيون أو الأنف أو الفم بعد لمس الأسطح.
- تجنبوا الاتصال المباشر مع الأشخاص المرضى.
- لا تخرجي مع طفلك إذا كان أي منكما مريضاً.
- تجنبوا السفر.
- افعلوا كل ما تحتاجون لتقوية جهاز المناعة لديكم:
- تناولوا طعاماً صحياً واتبعوا نظاماً غذائياً متوازناً، وتناولوا الكثير من الخضار والفواكه، والتقليل من تناول السكر. استخدموا التوابل مثل: الثوم والكركم والأوريجانو والريحان عند الطهي.
- تأكدوا أن مستوى فيتامين د طبيعي لديكم.
- اشربوا كميات مناسبة وكافية من الماء.
- مارسوا الرياضة.
- اخرجوا إلى الطبيعة.
- احصلوا على ساعات نوم جيدة.
- سيطروا على مستوى التوتر لديكم، لأنه يضعف جهاز المناعة.
- خذوا استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، وعندما تبحثون عبر الإنترنت، يرجى التأكد من الحصول على معلوماتكم من مصادر موثوقة مثل مركز السيطرة على الأمراض أو منظمة الصحة العالمية.
- تنظيف الأسطح، نظراً لأن الفيروسات التاجية يمكن أن تتواجد على الأسطح مثل المعدن أو الزجاج أو البلاستيك لمدة تصل إلى 9 أيام، فمن المهم تنظيف وتطهير الأسطح جيدًا.
امسحوا الأسطح أولاً بالماء والصابون، ثم قوموا بتطهيرها بمحلول كحولي يحتوي على 70 ٪ على الأقل من الإيثانول، أو استخدام بيروكسيد الهيدروجين غير المخفف، أو محلول (0.1%) من المبيض (الكلور) الذي يمكنكم صنعه في المنزل عن طريق خلط: ثلث كوب من المبيض مع 3.8 لترات من الماء أو4 ملاعق صغيرة من المبيض في 0.95 لتر من الماء.
الآن وبعد أن حصلتم على أحدث المعلومات القائمة على الأدلة حول هذا الفيروس، آمل أن تشعروا بطمأنينة أكثر، علماً بأن هناك الكثير الذي يمكنكم فعله لمنع انتقال العدوى في محيطكم.
في مقالي التالي، سأشارككم نصائح حول كيفية التحدث مع أطفالكم حول فيروس كورونا بطرق تجعلهم يشعرون بالأمان والقدرة على التعامل مع الفيروس.