صحة الأطفال
كيفية التعامل مع الرشح عند الأطفال في فصل الشتاء
الجهاز التنفسي جهاز حيوي، فهو الذي ينقل أوكسجين الهواء إلى الدم، ويأخذ من الدم ثاني أوكسيد الكربون ليطرحه في الجو. فتقوم النباتات بأخذ ثاني أكسيد الكربون لتصنع لنا منه الغذاء والخشب، ثم تعود لتطلق لنا الأوكسجين، لهذا علينا الإكثار من زراعة الأشجار.
هذا الجهاز مبطن بطبقة واحدة من الخلايا، أغلبها لها أهداب تشبه فرشاة الشعر تنبض باستمرار باتجاه واحد هو البلعوم، حاملة على سطحها بساطا متحركاً من المخاط، الذي تفرزه خلايا خاصة منتشرة بين الخلايا المهدبة.
هذا البساط المخاطي يرطب ويعدل حرارة الهواء الداخل إلى الرئتين، ويلتقط الهباء المنتشر في هواء التنفس، بالإضافة إلى الجراثيم وبقاياها من خلايا ميتة وغيرها، ثم ينقلها إلى البلعوم ومنه إلى الجهاز الهضمي لمعالجتها والتخلص منها.
وتقسم الحنجرة الجهاز التنفسي إلى جزء علوي وآخر سفلي، وسأتحدث هنا عن أحد أمراض الجهاز التنفسي العلوي، وهو الرشح.
ما هو الرشح؟
الرشح أو الزكام غالباً ما يعود لأسباب فيروسية، والفيروسات كائنات لا تستطيع الحياة خارج الخلية الحية، لديها وسائل للدخول إلى الخلية والتكاثر داخلها، وإتلافها ثم الانتقال إلى خلايا أخرى.
وعندما يتدخل الجسم للدفاع عن نفسه، تظهر معظم أعراض المرض. والتي غالباً ما تكون مؤقتة وتنتهي بتغلب الجسم على المرض، دون تدخل طبي.
إن التهاب المجاري التنفسية العليا هي من أكثر أسباب زيارة العيادات الطبية، وتكثر هذه الإصابات في فصل الشتاء.
وبفضل الله الذي هدانا إلى التطعيم، تمكن الطب من التقليل وأحياناً استئصال بعض الأمراض الخطيرة التي تصيب هذا الجهاز، وقد كان تشابه أعراضها مع أعراض الرشح يسبب الحيرة للأطباء عند التشخيص مثل: الدفتيريا والسعال الديكي والتهاب لسان المزمار وغيرها، الأمر الذي كان ينعكس سلباً على العلاج.
والآن يواجه الأطباء حيرة التفريق بين الزكام البسيط والإنفلونزا أو الكورونا او الحساسية. وزيادة انتشار التطعيم ضد الإنفلونزا، سيجعل الأطباء يستبعدونها عند التشخيص بإذن الله، تماماً مثل الأمراض السابقة لتختفي مثلها.
أعراض الرشح
الرشح أو الزكام عادة ما تكون أعراضه خفيفة وتشفى دون تدخل طبي، وسببه مئات الفيروسات، لذلك يتكرر لدى الاطفال أكثر من ثماني مرات في السنة الواحدة، وأعراضه:
-
احتقان أو سيلان الأنف.
-
أحياناً حمى والام في الحلق وسعال.
-
صداع وآلام في العضلات.
-
قيء وفقدان الشهية وتوعك.
طرق العلاج
تعالج هذه الاعراض حسب الحالة، وفي معظم الأحيان تكون العلاجات المنزلية كافية. وترتكز على الراحة وتنظيف وترطيب الأنف، وترطيب الحلق والإكثار من السوائل.
-
ترطيب الأنف
يكون ترطيب الأنف المتكرر كما يلي:
-
باستعمال ماء الحنفية أو المحلول الملحي
(بوضع ربع ملعقة صغيرة من الملح او بايكربونات الصوديوم في كوب كبير(٢٤٠) مل من الماء النظيف). وتتوافر في الصيدليات أنواع كثيرة من المحاليل الملحية الجاهزة. تقطر أو تبخ في الأنف عدة مرات في الساعة الواحدة خلال اليوم. -
في حال وجود إفرازات، فيمكن غسل الأنف بالمحلول الملحي
وتنظيفه بالنثر لمن يستطيع من الأطفال. ويمكن البدء بتعليم النثر من سن ثمانية شهور، اما الاستنشاق فبعد الثلاث سنوات. -
أما من لا يستطيع النثر فهناك عدة أنواع من الشفاطات في السوق
أفضلها ما ليس له رأس طويل (يجرح جدار الانف) أو شفاط الفم (أنبوب في أنف الرضيع يحرك بهدوء خلال الشفط وطرفع الآخر في فم المعالج).
أما الشفاط المطاطي فنضغط عليه ثم نغلق أنف الطفل تماماً بواسطة طرفه، ثم نطلقه، ونعاود الحركة حتى يتم تنظيف الأنف.
كل ذلك مع وضع المحلول الملحي في الأنف، لتحليل المخاط اللزج، وذلك قبل الرضاعة والطفل مستلقٍ على جانبه. ثم ينظف الشفاط جيداً بالماء والصابون ويجفف، وذلك بعد كل استعمال.
-
ترطيب الحلق
ترطيب الحلق يكون كما يلي:
-
استخدام الماء أو نقيع الأعشاب مثل:
البابونج واليانسون والشومر والميرمية والقرفة والشاي وغيرها، مع إضافة العسل للأطفال فوق السنة، وسكر النبات لمن دون ذلك.
وتعطى على شكل بضع رشفات كل عشر دقائق، ومن الأفضل أن تكون دافئة. فالقرفة والميرمية والشاي تقتل الفيروسات.
-
شرب الماء والعصائر الطازجة والشوربات الساخنة.
-
تناول الأغذية الطرية.
-
تهوية المكان باستمرار.
-
رفع رأس وكتفي الطفل عند النوم، فهذا يخفف من السعال الناتج عن سيلان البلغم إلى البلعوم.
أما الأدوية فمكانها وفوائدها محدودة، وغالباً ما تضر بالصحة وبالتأكيد بالجيب، ولا أنصح بها للأطفال دون السنتين. وعند الطبيب أعربوا عن عدم رغبتكم بإعطاء الأدوية إلا للضرورة.
ومن هذه الأدوية: مضاد للاحتقان، ومذيب للبلغم، ومضاد للسعال، ومطهر للحلق، وخافض للحرارة، ومضاد للهستامين ومضاد حيوي، والأخير أكثرها ضرراً.
الوقاية من الرشح
للوقاية من الرشح ينصح بـ:
-
الابتعاد عن المصابين.
-
تجنب التدخين والهواء الملوث.
-
تقوية المناعة، عن طريق الرضاعة الطبيعية، والتغذية السليمة، والرياضة الجسمانية والروحية، والتطعيمات، وتجنب الضغوطات وتنفيسها).
-
النظافة وتعويد الأطفال عليها، وذلك بتنظيف الأيدي والأنف والفم باستمرار، وعدم لمس العينين أو الأنف باليد.
أما إذا كان المرض شديداً واستمر ظهور أعراض مثل:
-
ازرقاق الشفتين.
-
ضيق وسرعة في النفس.
-
الأنين المستمر.
-
حركة الأنف مع النفس.
-
دخول الجلد بين عظام الصدر.
-
حرارة فوق ٤٠ دون استجابة للعلاج.
-
فقدان الشهية.
-
تكرار القئ.
عندها يجب مراجعة المشفى فوراً، أما استمرار الحمى لأكثر من يومين، أو تأخر الشفاء بعد الأسبوع، أو معاودة المرض بعد التحسن أو ظهور أعراض أخرى، فيجب مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن.
حفظ الله أطفالكم من كل شر.