نزيف الأنف (الرعاف) عند الأطفال: الأسباب وطرق العلاج
بقلم: د. مها المحتسب، استشارية طب أطفال وحديثي ولادة
هل تعرض طفلك يوماً لنزيف الأنف المفاجئ؟ هل تكرر الأمر لأكثر من مرة؟
يعتبر الرعاف أو نزيف الأنف (Epistaxis) أمراً شائع الحدوث لكنه نادراً ما يكون مهدداً للحياة، وتتعدد الأسباب المؤدية إلى ذلك وتختلف من حالة إلى أخرى.
معظم حالات نزيف الأنف تعتبر محدودة وحميدة تحدث تلقائياً ويمكن أن تتكرر أكثر من مرة. إن معدل حصول نزيف الأنف بين الناس هو 60%، ويحتاج أقل من 10% منهم للرعاية الطبية، التي تكون ضرورية خاصة عندما يصبح الأمر متكرراً وشديداً.
يحدث الرعاف عند الأطفال الصغار، ولكنه يكون أكثر شيوعاً بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وعشرة أعوام، ويتراجع حدوثه بعد سن البلوغ.
يمكن أن يكون نزيف الأنف أمامي أو خلفي المنشأ نتيجة تمزق الأوعية، تعد حالة النزيف الأنفي الأمامي الأكثر شيوعاً (90% من الحالات) لأن الحاجز الغضروفي الأمامي عبارة عن شبكة من الأوعية الدموية والغشاء المخاطي في تلك المنطقة رقيق وموجود في المقدمة، مما يجعله أكثر عرضةً للهواء الجاف والصدمات.
وعادة ما يكون النزيف الأمامي متكرراً، ومفاجئاً أو أنه يحدث بعد ممارسة نشاطٍ بدني معين، في حين أن النزيف الخلفي يكون غزيراً ويأتي على شكل قيء دموي يصعب السيطرة عليه، لأنه يحدث في الجزء الخلفي من الأنف وقد يصل إلى الحلق.
أسباب الرعاف:
-
إصابات الأنف
ويمكن أن تنتج عن:
-
تنظيف الأنف المتكرر قد يسبب تقرح ونزيف الغشاء المخاطي للحاجز الأمامي.
-
الضربات على الرأس أو الأنف قد تؤدي إلى الرعاف وتعتمد شدته على درجة الإصابة.
-
جراحة الأنف أو استخدام الأنابيب الأنفية للعلاج مثل الأنابيب الأنفية المعوية قد تسبب الرعاف لذا يجب تحذير الوالدين في هذه الحالات.
-
الجو الجاف
يعد الرعاف أكثر شيوعاً في المناخات الجافة والطقس البارد لانخفاض مستوى الرطوبة بالجو بسبب أنظمة التدفئة المنزلية، مما يؤدي إلى جفاف الغشاء المخاطي وتهيجه وتشققه ثم تقشره مسبباً النزيف..
-
الأدوية
قد تسبب أدوية الأنف الموضعية مثل مضادات الهيستامين والكورتيكوستيرويدات تهيج للغشاء المخاطي خاصة عند وضعها مباشرة على الحاجز الأنفي بدلاً من جدران الأنف الجانبية.
بالإضافة إلى الأدوية غير الستيرويدية مثل الأدوية المضادة للالتهابات والأسبرين، وحالة انحراف حاجز الأنف التي تعطل تدفق الهواء الطبيعي مما يؤدي إلى الجفاف والرعاف.
-
الالتهابات
الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية أو التحسس الأنفي والارتجاع المعدي المريئي عند الاطفال، جميعها أسباب لالتهاب الغشاء المخاطي الذي يمكن أن يؤدي إلى نزيف طفيف يظهر على شكل إفرازات أنفية مخلوطة بالدم.
-
الأورام
يمكن أن تظهر الأورام الحميدة أو الخبيثة على شكل رعاف مع انسداد في الأنف، بحيث يخرج الرعاف عادة من جانب واحد.
-
مشاكل واضطرابات في الدم
وهذا يشمل اعتلال تخثر الدم الخلقي، ويشتبه به عندما يكون هناك تاريخ عائلي لهاذا المرض، او سهولة الإصابة بالنزيف الذي يستمر مطولاً بعد صدمة طفيفة أو بعد الجراحة.
أما اعتلالات التخثر المكتسبة فيكون سببها قلة الصفائح الدموية أو أمراض الكبد أو الأدوية المضادة للتخثر.
و تعتبر تشوهات الأوعية الدموية مثل الأورام من مسببات الرعاف، وفي 10%من حالات الرعاف يكون المسبب مجهولاً.
طرق العلاج والرعاية اللازمة
-
تثقيف المريض.
-
استخدام محلول ملحي وجل مرطب.
-
تثقيف الاطفال بضروره عدم وخز الأنف.
-
تجنب العطس الشديد من الأنف.
-
تجنب الاستحمام بالماء الساخن.
-
استخدام مرطب الهواء (Humidifier) في الشتاء.
-
الانتباه إلى العدوى والحساسية وأدوية الستيرويدات الأنفية.
-
تقديم تعليمات بسيطة لعلاج الرعاف البسيط.
تذكروا أن معظم حالات نزيف الأنف تتوقف تلقائياً في غضون دقائق قليلة، ومع ذلك، عند حدوثه يجب الضغط على الأنف في المنطقه أسفل الحاجز العظمي لمدة من خمس إلى عشر دقائق.
ويجب على الطفل الحفاظ على الراس مستقيما ثم إمالته للأمام لتجنب تدفق الدم إلى الحلق، يمكن أن تساعد الكمادات الباردة أيضاً.
إذا لم يتوقف النزيف، يقوم الأطباء بإدخال حشوة طبيه في الأنف. وإذا كان الرعاف متكرراً، فمن الممكن استخدام العلاج بالكي كخيار أخير.
