الأطفال 7-12 أشهر
كيف تعايشت مع حالة حساسية طفلتي للطعام
عندما نصبح أمهات لأول مرة، فإننا نجد أنفسنا نفكر ونقرأ عن مواضيع مثل: الحمل والولادة، والرضاعة، وجداول النوم، وتربية طفل سعيد، وغيرها من الأمور.
ولكننا نادراً ما نفكر بموضوع مثل حساسية الطعام (إلا إذا كان هناك تاريخ في العائلة)، وإلا لم سنفكر في ذلك؟
طفلتي جنى كانت جاهزة لتناول الطعام في عمر ٤ أشهر – كلما رأت أحد يتناول شيئاً، كانت تتطلع إلى الأعلى بعينيها وتراقب بإعجاب وتشوق! لذا، وبعد استشارة طبيب الأطفال (بالإضافة إلى استشارة ١٠٠ كتاب أو يزيد عن هذا الموضوع)، قررت أن أمضي قدماً بإطعامها على عمر الخمسة أشهر. ويا لها من بداية جيدة، لأن جنى كانت تتذوق وتأكل كل شيء يقدم لها مع ابتسامة كبيرة على شفتيها.
ولكن بعد أسبوع واحد أصبحت تعاني من الانتفاخ في بعض الأحيان، ومن الإسهال في بعض الأحيان الأخرى، بالإضافة إلى الطفح الجلدي حول وجهها. اعتقدت حينها أن الأمر عادي، وأن جسدها في طور التعود على كل هذه الأطعمة الجديدة.
بعدها بدأت بمحاولة فطامها وإعطائها الحليب الجاهز. فجأة أصبحت جنى طفلة سريعة الانزعاج، ولا تتوقف عن البكاء، ومزاجها سيء بشكل عام، وترفض الحليب والطعام، وفي النهاية أصبحت تعاني من التقيؤ (والذي كان واضحاً أنه يحدث بعد عدة قضمات من بسكوت فارلي) – عندها ظهر التساؤل التالي: "هل من الممكن أن يكون لدى طفلتنا حساسية للطعام؟"
عندما طرح الطبيب هذه الاحتمالية لأول مرة، تزاحمت أسئلة عدة في رأسي: " هل هذا ممكن؟"، "لماذا وكيف قد يحدث هذا؟"، " ما هو الخطأ الذي قمت بعمله؟"، " كيف سنتعايش مع الموضوع إذا ثبتت صحته؟"، "هل أنا بحاجة للالتحاق بدورة خاصة لأتعلم أكيف أعد الطعام لها؟"!، حتى أنني ذهبت بتفكيري بعيداً وتسائلت "هل ستكبر ابنتي لتكون "طبيعية" بالرغم من هذه الحساسية؟". ولكنني قررت حينها، وبالرغم من اتهام الجميع لي (وأولهم زوجي) بالخوف الزائد والارتياب، قررت أن أتبع اقتراح الطبيب وأقوم بعمل فحص الحساسية على الجلد. ولدهشتي الكبيرة، كان الطبيب محقاً، ظهر عند جنى حساسية بسيطة للقمح، ومنتجات الألبان، وحساسية شديدة لبياض البيض – وهكذا بدأت الرحلة.
لم يكن لدي أي فكرة من أين أبدأ- إذا كانت جنى لا تستطيع تناول القمح، أو منتجات الألبان، أو البيض، فما الذي تستطيع تناوله إذاً؟
(وخصوصاً في ثقافتنا وبالنسبة لأطباقنا التي نتناولها في هذه المنطقة)؟ ولكنه مدهش حقاً ما يمكن إنجازه بواسطة القليل من البحث، وعن طريق التصميم على إعطاء أطفالنا أفضل ما في هذه الحياة - ماما، إن التغلب على حساسية الطعام في عمّان أمر سهل! لدينا العديد من المخابز المتخصصة في أنواع الحساسية المختلفة (هل ترغب أحداكن بكعكة خالية من القمح، ومنتجات الألبان، والبيض؟).
كما تحتوي جميع محلات السوبرماركت تقريباً على منتجات خالية من المواد التي تسبب الحساسية، بالإضافة إلى الوصفات اللانهائية التي بإمكانك إعدادها باستخدام الخضار، واللحم، والأرز. إذا فكرت قليلاً بالموضوع، فإن ثقافتنا وأطباقنا مجهزة بشكل رائع للعناية بطفل عنده حساسية للطعام.
إن عمر ابنتي جنى الآن ١٣ شهراً، وهي طفلة سعيدة وفي صحة ممتازة! عندما تعرفنا إلى سبب المشكلة، عادت جنى طفلتنا التي تحب الطعام كما كانت في عمر الأربعة أشهر – وعندما اقتربت من عيد ميلادها الأول (وهو محطة رئيسية للتغلب على حساسية الطعام)، كنت أشعر بثقة عالية تجاه معرفتي بالموضوع، وبدأت بتقديم المواد التي تسبب الحساسية لها في طعامها وأراقب ردود الفعل! نعم ماما، يسعدني أن أقول بأن جنى قد تخلصت من 95% من حساسية الطعام (لم نقدم لها البيض الكامل بعد)، وهي تلتهم الحلويات الآن بسرعة كبيرة!
ماما، سيواجهك أطفالك بالعديد من المفاجآت، والسر (باعتقادي) هو أن نتقبل هذه التحديات، ونتعامل معها بأفضل طريقة نعرفها! لا! إن حساسية الطعام ليست غلطتك، ونعم! بإمكانك التعايش معها والتغلب عليها بسهولة.
أتمنى للجميع تغذية سعيدة وصحية!