قصص أمهات
تجربتي مع الرضاعة الطبيعية والفطام بالتدريج
قصة ندى فاخوري، أم لطفلين
في منتصف شهر أيار الماضي استطعت أن أنهي أجمل مراحل الأمومة مع صغيري.. مرحلة الرضاعة الطبيعية، والتي كانت على امتداد سنتين و18 يوماً.
كانت رحلة مليئة بالحب والعاطفة والحنان، وهي ستبقى بلا شك من أجمل ذكريات عمري، لكنها أيضاً كانت صعبة فيها الكثير من التحديات والتعب والسهر.
لكن رؤيتي لطفلي وهو يحصل على أفضل تغذية وأفضل مناعة وعيونه متعلقة بي كان يهون علي كل شيء.. وحمدت الله أن استطعت أن أفطمه بسهولة ويسر وبالتدريج، فلم أقطع عنه الرضاعة فجأة ولم أتبع أسلوباً منفراً معه كي لا يفقد ثقته بي وحبي له.
انظري أيضاً: عانيت مع طفلتي في الرضاعة الطبيعية.. وهذا هو السبب!
سأذكر هنا جميع التحديات التي واجهتني في هذه المرحلة، لتعرف كل أم جديدة تقرأ قصتي أننا جميعنا نمر بصعوبات وأمور متشابهة، لكن المهم أن يكون لدينا الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية للطفل، وأن نطلب الدعم ونثقف أنفسنا لنتمكن من الاستمرار:
- الأوجاع والآلام، بالنسبة لي كانت أوجاع العملية القيصرية ومن ثم تشققات الحلمة هي أكثر ما كان يؤلمني حد البكاء، لم أكن أعرف كيف يمكن أن أرضع طفلي طوال الوقت وأنا أتألم كل هذا الألم، لكن الله منحني الصبر والقوة والإرادة لأرضع طفلي عامين كاملين رضاعة طبيعية مطلقة.
- غيرة أخته الأكبر، كانت طفلتي صغيرة أيضاً عمرها سنة و9 أشهر، يمكنكم أن تتخيلوا حجم الاهتمام الذي تحتاجه مني! استمرت غيرتها منه طوال فترة الرضاعة، حاولت أن أعطيها من الاهتمام قدر المستطاع لأخفف من غيرتها.
وفي وقت الرضاعة كنت أبقى مع طفلي مدة ساعات في غرفة لوحدنا لأعطيه حاجته خاصة في الشهر الأول، لأن نومه كان خفيفاً ويمكن أن يتشتت إذا كان أحد حولي وأنا أرضعه.
- عدم قبول طفلي لزجاجة الحليب (الحليب الذي أسحبه مني)، ولم يكن أيضاً يقبل أن يرضع خارج المنزل، لذلك كانت فترات خروجي من المنزل محدودة وسريعة جداً.
ظننت أنه ربما يتغير لكن هذا لم يحدث، ولكن بالمقابل هذا الأمر ساهم في التزامي بالرضاعة الطبيعية المطلقة وفي زيادة إدرار الحليب.
كان ابني مزاجي في الرضاعة، فكان يرضع بوضعية معينة وبأسلوب معين، بالإضافة إلى السهر والتعب في أيام التسنين.
انظري أيضاً: أمهات يتحدثن عن أصعب وأسهل ما واجهنه في الرضاعة الطبيعية
- حساسية طفلي من بروتين الحليب، كانت الرضاعة الطبيعية أكبر نعمة ووقاية ومناعة لطفلي، وعلى كل أم أن تتمسك بها لوقاية طفلها، خاصة في حالة حساسية بروتين الحليب حيث يصبح خيار الحليب الصناعي صعب على الطفل ولا يدعم مناعته.
تم تشخيص طفلي بحساسية الحليب في عمر ال 7 شهور، وكانت معاناته مع الحساسية على شكل أكزيما شديدة استمرت مدة سنة.
وعلى الرغم من أن الأطباء نفوا أي علاقة بين الأكزيما وحساسية بروتين الحليب (الذي كان يحصل عليه من خلالي)، إلا أنني قررت أن أتبع حمية امتنعت فيها عن الحليب البقري ومشتقاته تماماً.
نقص وزني 5 كغم لكن بحمد الله تحسن طفلي واختفت الأكزيما وصارت مناعته أقوى، وخفت أيضاً حساسية الحليب والآن هو يشرب الحليب البقري.
- الفطام، التحدي الأخير بالنسبة لي، بعد أن تكون الرضاعة قد أصبحت سهلة وممتعة نبدأ بمرحلة الفطام، والفطام بالتدريج هو الطريقة الصحيحة والأمثل، في البداية تحدثت إليه أنه قد كبر الآن ولم يعد بحاجة للرضاعة كما في السابق، وكردة فعل مؤقتة لهذا تمسك بالرضاعة أكثر، لكن أوقات رضاعته خفت بعد ذلك.
كان يرضع صباحاً ويشرب حليباً طازجاً بالكوب في وقت المغرب، وإذا طلب أن يرضع كنت ألعب معه فألهيه عن ذلك إلى أن ينسى.
ثم قررت أن أفطمه نهائياً وأن أدعه ينام الليل بدون رضاعة، بكى كثيراً في حضني وغضب مني، لكني استمريت في تدليعه وتدليله وملاعبته، وأفهمته أن الحليب قد نفد ولكني حضني دائماً موجود لأجله.
أحببت أن أشارككم تجربتي، وأن أخبر كل أم جديدة في منتصف طريق الرضاعة أن تستمر، مهما بدا الأمر صعباً في البداية، كل هذا التعب سيهون وستستمتعين بالرضاعة وبكل لحظة تقضينها مع طفلك.
واتبعي حدسك دائما ولا تتبعي كلام الناس، خاصة تلك العبارة الشهيرة "حليبك ما بشبع"، واطلبي الدعم دائماً من زوجك وعائلتك وكل جهة ممكن أن تقدم لك العون والنصيحة.