قصص أمهات

رضاعة طبيعية دامت 7 سنوات.. هذه هي قصتي

رضاعة طبيعية دامت 7 سنوات.. هذه هي قصتي
النشر : أغسطس 06 , 2020
آخر تحديث : أغسطس 14 , 2022

قصة أم لأربعة أطفال

أحمد الله الذي منحني القوة والقدرة في رحلتي التي استمرت سبع سنوات مع الرضاعة الطبيعية!

فهذه المرحلة كانت من أكبر إنجازات حياتي وأجملها..

بدأت رحلتي في شهر آذار من عام 2013 عند ولادة أولى أطفالي وطفلتي الصغيرة التي ملأت علي حياتي، وانتهت بعد أن أكمل طفلي الرابع عامه الثاني في شهر حزيران من هذا العام..

أربعة أطفال جاؤوا بولادات متتالية أرضعتهم جميعهم رضاعة طبيعية مطلقة.. حتى صار هذا إنجازي الذي أفتخر وأعتز به دائماً..

عندما بدأت بإرضاع طفلتي الأولى واجهت الكثير من الصعوبات منها مشاكل الصدر وتحجره وتشققات الحلمة والآلام والأوجاع المرتبطة بذلك، استخدمت لذلك أنواع مختلفة من الدهون والخلطات والعلاجات، واستخدمت حلمات السيليكون لكن دون جدوى..


انظري أيضاً: عانيت مع طفلتي في الرضاعة الطبيعية.. وهذا هو السبب!


كنت على وشك الاستسلام من شدة الوجع، لكنني كلما نظرت إلى عيني طفلتي شعرت بطاقة تشحنني للاستمرار، فكنت أقول في نفسي : "لن أدعها تكبر دون أن تأخذ حاجتها من حليب أمها"

بقيت على هذه الحال إلى أن قرأت عن فكرة شفط الحليب وتخزينه، شجعني زوجي على ذلك فقمت بشراء رضاعة وصرت أقوم بشفط الحليب مما خفف من التشققات لدي وآلامها بحمد الله.

واستمريت في مشوار الرضاعة الطبيعية مع طفلتي.. لأكتشف بعد مرور 4 شهور أني حامل بطفلي الثاني!

تعبت في أول شهرين من الحمل كثيراً.. ومجدداً كدت أستسلم لكثرة ما كنت أسمع من تعليقات ممن حولي وأن أحول إلى الحليب الصناعي مع طفلتي. 

إلى أن ذهبت إلى موعد مراجعة ابنتي في عمر الـ 6 شهور، وسألت طبيبها عن الحليب، فأشار علي أن أستمر بالرضاعة الطبيعية معها حتى وأنا حامل مع إدخال الأكل من خضار وفواكه إلى نظامها الغذائي..

وبعد أن جاء طفلي الثاني في عام 2014، عدت إلى الطبيب الذي أوصى بأن أرضع الاثنين معاً، وهذا ما فعلته!

كنت أرضع طفلي في البداية ثم أرضع بعده أخته، وأقوم بتفريز الحليب وحفظه، الأمر الذي ساعدني كثيراً في هذه المرحلة.


انظري أيضاً: لجين: تجربتي في إرضاع طفلي التوأم رضاعة طبيعية


وعندما أخرج من المنزل كنت أعطي ابنتي من الحليب الذي قمت بتفريزه، وعندما كنت أضطر لإرضاعها آخذها معي إلى الحمام وأرضعها هناك حتى لا أسمع أي انتقاد من الناس من حولي، حتى قمت بفطامها بشكل تدريجي وسلس في عمر السنتين.

وكذلك الأمر بالنسبة لطفلي الثاني، فطمته بشكل تدريجي، بدأت أخفف من عمر ال 23 شهراً، وبعد بلوغه العامين كنت حامل بأخيه الثالث، فجهزت نفسي لفطامه واستقبال المولود الجديد.

تعرضت خلال هذا لمشاكل تحجر الثدي وارتفاع الحرارة، فذهبت إلى المستشفى وكان منهم أن أعطوني دواء مضاد للالتهابات بالوريد، الذي تسبب بثقب في كيس الجنين وجعل ماء الرأس ينزل بين الحين والآخر، وولدت طفلي في الأسبوع ال 34 لأبدأ من جديد رحلة الرضاعة الطبيعية معه.

لم أتمكن حينها من استخدام مانع الحمل لأنني لم أكن قد تعافيت من الأعراض الجانبية للدواء بعد، وعندما بلغ عمر طفلي الـ 6 شهور اكتشفت أنني حامل للمرة الرابعة، حينها شعرت بالتعب والخوف من الحمل الجديد وأردت الاستسلام حقاً...

حتى جاء طفلي الرابع بعد 7 شهور من الحمل، كان صغيراً جداً دخل الخداج مدة 28 يوماُ.. كنت خلالها أرضع طفلي البالغ من العمر عاماً وشهر وأقوم بشفط الحليب وتفريزه لحين خروج طفلي الآخر من الخداج...

لم يكن الأمر سهلاً! فقد كنت أعطيه الحليب الذي قمت بتفريزه بالسرنجة بالتنقيط كي لا يشرق به، استمر ذلك حتى تعلم في عمر الشهرين والنصف كيفية المص.

وتماماً كما فعلت مع إخوتهما من قبل قمت بفطام كل منهما بعد أن بلغ عمر السنتين بشكل تدريجي مريح، وقد أنهيت حديثاً رحلة الرضاعة مع طفلي الأصغر الذي استغرقني فطامه أسبوعين تقريباً.. ولم أكن حامل هذه المرة!

وبهذا تنتهي مهمة الرضاعة الطبيعية التي أعتقد أنني قمت بها على أكمل وجه مع أطفالي الأربعة، واستطعت خلالها بفضل وقوة من الله أن أرضع طفلين بالتزامن مع بعضهما.

أحببت أن أشارك قصتي هنا لأشجع الأمهات اللاتي يحملن وهن مرضعات ولا يرغبن في فطام أبنائهن أو الأمهات لتوأم اللاتي قد يشعرن أن حليبهن لن يكفي اثنين.. ها أنا أمامكن وقد فعلتها!

فالحليب هو رزق من عند الله لا ينقص إلا بقدر ما يزيد، عليك فقط أن تأخذي بالأسباب وأن تلجئي إلى مدرات الحليب، التي من أهمها الراحة النفسية والإقبال على الإرضاع بحب دون الاهتمام بكل ما يقال من حولك ومهما بدت الظروف صعبة في البداية.

 

*كتبت هذه القصة بالتعاون مع مجموعة الرضاعة الطبيعية في الأردن

*لم يتم ذكر اسم الأم بناءً على طلبها.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية