قصص أمهات

في نهاية رحلة العلاج... جاءتني هدية صغيرة

في نهاية رحلة العلاج... جاءتني هدية صغيرة
النشر : أكتوبر 01 , 2020
آخر تحديث : سبتمبر 05 , 2021

قصة أم من المصابين بسرطان الثدي، كتبت هذه القصة بالتعاون مع صفحة "قصتي مع السرطان"

 

كان الأمل قريباً جداً.. أقرب مما كنت أتخيل

وشمسي التي انتظرتها طويلاً.. أشرقت أخيراً

وفي منتصف الطريق مع المرض.. حدثت المعجزة

لن أتحدث عن الآلام ولا عن أيام العلاج الصعبة.. لأنني نسيت كل هذا وتجاوزته..

لكني سأتحدث أكثر عن الأمل..

وعن الحب الذي ولد في داخلي رغم قسوة المرض وحلكة لياليه

قبل أربعة أعوام من الآن، أي في عام 2016، كان عمر ابنتي الصغيرة أربع سنوات ونصف، لذا فكرت أن أحمل ليكون لديها أخت أو أخ تلعب معه، وعندما حملت اكتشفت أنني مصابة بسرطان الثدي!

أجهضت على إثر ذلك حملي، وبدأت رحلة العلاج بكل مراحلها..

وقال لي الطبيب حينها أنه علي أن أؤجل فكرة الحمل لبعد خمس سنوات حتى ينتهي العلاج، وأنه علي أن أنتظر سنة أخرى بعدها حتى يعود جسمي إلى طبيعته، وأن فرص الحمل بعد كل هذا ستكون ضئيلة جداً بسبب العلاجات التي سأتعرض لها!

حزنت كثيراً.. وفي كل شهر وكل عام كنت أتساءل: متى سأنجب أخاً أو أختاً لطفلتي؟ هل ستحرمني العلاجات من الإنجاب طوال حياتي؟

شعرت بحرقة الأسئلة التي لا أملك إجاباتها، راودتني الكثير من الأفكار والمخاوف.. كانت أياماً صعبة جداً!

تابعت العلاج حتى وصلت لآخر مراحله.. العلاج الهرموني، الذي كان علي أن ألتزم به مدة 5 سنوات، مرت منها سنتين و8 شهور. 

وفي كل يوم يكون لدي مراجعة لدى الطبيب المختص، أخبره عن رغبتي في إيقاف العلاج لأتمكن من الحمل، فيطلب مني أن أنتظر حتى أكمل ثلاث سنوات على الأقل قبل التفكير بالأمر، فأعود خائبة الرجاء!

إلى أن حدثت المعجزة...

في يوم من الأيام شعرت بتعب عام وببعض العوارض الغريبة، ولا أدري لماذا فعلت ذلك.. لكني اشتريت فحص الحمل، وكانت النتيجة صادمة بالنسبة لي.. تبين أنني حامل!

انهرت بالبكاء كان فرحاً يمازجه شيء من الحزن والخوف..

وتواصلت مع الطبيب على الفور، الذي طلب مني أن أوقف العلاج الهرموني وأن أقوم بعمل فحص الحمل الحساس في المختبر، الذي أظهر أن نسبة الحمل عالية وأن عمره طويل، حوالي شهرين ونصف دون أن أشعر به وأنا تحت العلاج الهرموني.

كان خوفي الآن الذي استمر أسبوعاً كاملاً، من المركز الذي أتعالج فيه أن يمنعوني من إكمال حملي بسبب العلاج الهرموني الذي يعد خطيراً على الجنين وقد يسبب تشوهات لا سمح الله.

لم يشجعني الطبيب على إكمال الحمل.. لكنني فكرت ملياً وقررت الاستمرار!

لن أعيد ما فعلته في المرة الأولى في أول مرضي، وإن كنت مضطرة لذلك، ولو أن الله لم يرد لهذا الحمل أن يكون حقاً، لما رزقني به الآن.. في هذه الظروف تحديداً!

وبحمد الله كان قراري في مكانه، أكملت حملي بأحسن حال، وأنجبت طفلة جميلة أسميتها "شمس"

فهي النور الذي منحه الله لي ليضيء حياتي بعد ليالي التعب والمرض.. شمس ولدت في أول يوم فك فيه الحظر الشامل الذي كان مفروضاً على البلاد.. في تاريخ 6/6/2020.

رسالتي لكل مريضة سرطان.. لا تفقدي الأمل مهما بدا التمسك به صعباً ومستحيلاً

فالله لطيف رحيم.. وهو أعلم بحالك وألمك ولابد سيكرمك بخير يأتيك من دون حول لكِ ولا قوة.

تفاءلي دائماً.. وكوني على يقين بأن هذا كله سينتهي بالشفاء.. وبالشفاء فقط بقدرة من الله وفضله.

نعم هناك ضعف وتعب وأيام عصيبة، لكنها كلها ستمر وتنتهي، وتذكري أن الله قد اختارك لهذا ليختبر صبرك وإيمانك، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

أتمنى السلامة والشفاء للجميع.. تفاءلوا بالخير تجدوه 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية