قصص أمهات

كيف هيأت طفلي لتقبل وباء كورونا والعودة إلى المدرسة

كيف هيأت طفلي لتقبل وباء كورونا والعودة إلى المدرسة
النشر : سبتمبر 02 , 2020
آخر تحديث : مايو 27 , 2021

بقلم: نهى حمادي، أم لطفل

 

نظراً للوضع الراهن ووباء كورونا الذي انتشر وأبى إلا أن تتسع دائرته لتشمل جميع أنحاء العالم، فإن الكثير من أولياء الأمور باتوا متخوفين من عودة أطفالهم إلى المدرسة وتسجيلهم في السنة الدراسية الجديدة التي ستبدأ قريباً أو ربما قد بدأت في بعض المناطق والدول.

تقول إحدى الأمهات أن ابنها ذو الثلاث سنوات وبضعة أشهر يرفض الخروج إلى الشارع، والسبب أنه رأى مجموعة من الناس في أحد المجمعات الطبية يرتدون الكمامات فأصيب بحالة من الهلع ونوبة من البكاء دامت لأكثر من ساعتين!

وبعد تجاذب أطراف الحديث صرحت هذه السيدة أنه أثناء انتشار جائحة كورونا لم تحدث طفلها البتة عن الأوضاع، ولم تشرح له سبب مكوثهم في البيت ولا لم تعطل والده عن العمل خوفاً على مشاعره.

المغزى من سرد هذه القصة هو أنه مهما كان عمر الطفل علينا أن نضعه في الصورة عما يجري من حوله، وأن نحدثه عن كافة الأحداث التي نعيشها كي لا يصدم بالواقع حالما يتعرض لأي موقف مهما كان بسيطاً وشكلياً.

وهذا ما ساعدنا حقاً مع آدم، منذ بداية أزمة كورونا وانقطاع الدراسة والامتناع عن الخروج من المنزل تحدثنا إليه عن جميع التفاصيل وعن خطورة الوضع في الخارج.

 

انظري أيضاً: كيف تخلصت من توتري تجاه أزمة الكورونا

 

وشرحنا له عن طرق الوقاية كضرورة ارتداء الكمامة خارج البيت والحفاظ على مسافة الأمان في الفضاءات العامة، وعدم المصافحة والتقبيل مهما كانت صفة الشخص الذي أمامنا. 

بالإضافة إلى الطرق الصحيحة لغسل اليدين وتعقيم المشتريات بمجرد دخولها المنزل، كان حاضراً ليشاهد كل هذا، كنا نشرح له كل ما نقوم به والسبب الذي يدفعنا لذلك، ونحاول قدر الإمكان إجابته عن أسئلته المتكررة طوال هذه الفترة.

وإذا سُئل آدم اليوم عن الوضع فإجابته الأكيدة ستكون: انتهى الحجر الصحي ويمكننا العودة إلى المدرسة لكن الفيروس مازال متواجداً في الأرجاء.

هذا لأنني كنت أتحدث إليه وأهيئه للعودة إلى المدرسة، وأعلمه كافة الترتيبات التي عليه الالتزام بها في المدرسة وأن يمتثل لأوامر المشرفات فيها، وكان يعي تماماً مخاطر وتبعات عدم الالتزام بتعليمات السلامة الصحية عليه وعلى من هم حوله.

وبالفعل عندما عاد إلى المدرسة بداية شهر تموز الماضي بعد انقطاع دام أربعة أشهر كان مستعداً تماماً للتعامل مع الأزمة بالشكل الصحيح.

 

انظري أيضاً: كيف تحمون أطفالكم من فيروس كورونا في أماكن اللعب

 

بالإضافة إلى أن المدرسة كانت قد حددت جميع الاحتياطات اللازمة كوضع الأقنعة الواقية للمعلمات ومراقبة درجة حرارة أجسام الأطفال كل ساعتين. 

وعدم الدخول للأقسام والغرف الصفية بالأحذية التي كانوا يرتدونها في الخارج، وغسل اليدين جيداً بالماء والصابون تحت إشراف المسؤولة عن نظافة المكان.

أيضاً الحفاظ على مسافة الأمان بين الأطفال في الغرف الصفية وحتى أثناء الخروج للحديقة فهم يخرجون على شكل مجموعات، وعدم السماح للغرباء وحتى أولياء الأمور بالدخول لاستلام أطفالهم، فيكون التسليم عند البوابة الرئيسية.

لقد نجحت في تهيئة طفلي لكل هذا حتى بات حذراً جداً في تعامله مع الأمور والأشياء في المدرسة، وملتزماً بكلام المعلمات وإرشاداتهم.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية