قصص أمهات
لغة الحوار والتفاهم مع طفلي هي إنجازي!
بقلم: ديمة الخطيب - أم لطفل
أود مشاركتكن في أمر عملت عليه جاهدة مع ابني سعيد والذي -الحمد لله- أوصلنا لنتائج مبهرة بعد ست سنوات فقط.
بدأت تتشكل لدي الصورة منذ أن كان سعيد طفلاً صغيراً جداً، لاحظت أن طريقته لفرض رأيه هي الصراخ والبكاء حتى نخاف ونعطيه ما يريد ليهدأ. من هنا بدأ تحدي "أنت لا تستطيع التحكم بنا، توقف عن البكاء حتى تستطيع الحصول على ما تريد" وبالفعل مع مرور الأيام تمكنت من السيطرة على هذا الموضوع وأصبح بمقدوره التحدث وطلب ما يريد بكل هدوء وحتى لو لم أفهم ما يريد لا يبدأ بالبكاء بل يشرح لي بوضوح طلبه.
كنت كل سنة تقريباً أدخل له مفهوماً جديداً يتعلمه عن الحياة عن طريق الجلوس معه والتحدث عن مواضيع معينة مثل أن اشرح له وجهة نظري أو اترك له المساحة للتجربة والخطأ حتى يرى النتائج بعينه. كل هذا يحتاج جهداً كبيراً وحرق أعصاب ومواجهة صعوبات حتى تستطيعي الاستمرار.
بعد أن قمت في بناء طرق التواصل هذه فيما بيننا، تطورت علاقتنا بشكل كبير لأننا قمنا في بنائها على "الأخذ والعطا " فبدأت بيننا لغة الحوار والتفاهم... نعم التفاهم، فمنذ أن بلغ من العمر ثلاث سنوات ونحن نتحدث عن الحياة من حوله.
كنت أقوم باستغلال هذه الفرص لغرس مبادئ أساسية في الحياة مثل احترام الكبير- أي لا يجب أن تجلس وهناك شخص كبير واقف أو لا ينبغي علينا شراء الحاجيات التي لا نحتاجها بالفعل على الرغم من مقدرتنا على شرائها... ومن المبادئ التي وصلنا إليها مؤخراً هي "عامل الناس كما تحب أن تعامل" وطبعاً مثل هذه المفاهيم والمبادئ لا ترسخ في عقل الطفل في وقت قصير أو على دفعة واحدة بل تحتاج إلى سنوات.
حتى تستطيعي الالتزام بهذه المهمة وهي إعطاء طفلك مبادئ الحياة الأساسية، تحلِّي بالصبر والمثابرة وخاصة عندما يتقدمون في العمر ويبدؤون في الاختلاط مع الأطفال الآخرين فليس من الضروري أن تكون لديهم نفس المبادئ التي تتبعونها في منازلكم وبين عائلاتكم. أعلم أن هذا التحدي كبير وأنها عقبات متتالية ولكن يجب أن تتحلي بالقوة دائماً لأننا ما دمنا نزرع قيماً مهمة ففي نهاية المطاف سنكون الأقوى وسنعمل على إنشاء شبابٍ قوي متمكن واثق من نفسه متعاطف مع الآخرين، لأن كل ما علمناه إياه بات جزءً لا يتجزأ من كيانه.