تحتار الأم الجديدة عادةً في أنواع الطعام التي يمكن أن تقدمها لطفلها الرضيع منذ تاريخ ولادته وحتى يبلغ العام، فتسمع وتقرأ الكثير هنا وهناك، فهذا ممنوع قبل الستة أشهر وذاك مسموح، احذري أن تعطيه البيض قبل أن يبلغ العام، أو لا بأس في ذلك.

كل هذه المعلومات المتضاربة تدفع الأم للارتباك، خاصة إذا كانت تستمع أيضاً إلى إملاءات الجدات عن طريقتهن في رعاية الأطفال بينما تقرأ في الكتب والمواقع الإلكترونية  معلومات بعضها يعاكس أقوالهن.

فيكون اللجوء إلى مصدر علمي موثوق في هذا الخصوص هو أفضل الخيارات لضمان سلامة طفلك الرضيع وصحته خاصة في هذه المرحلة الحساسة من عمره.

وهنا نضع بين يديك جدولاً لطعام الأطفال الرضع يمكنك اتباعه لتقديم الغذاء المناسب لطفلك في الشهور الأولى من حياته وذلك حسب ما أوردت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في بريطانيا.

من عمر 0 إلى 6 أشهر

حتى عمر الستة شهور يعتبر حليب الأم أفضل غذاء للطفل، فهو مجاني ومتوافر دائماً وبدرجة حرارة مناسبة تماماً للطفل، ثم يأتي الحليب الصناعي كبديل في حال لم تتمكن الأم لأسباب معينة من إرضاع طفلها، أو أنها اختارت أن تستخدمه كمكمل للرضاعة الطبيعية.

في المقابل، لا يجوز إعطاء الطفل أنواع أو بدائل أخرى للحليب بما في ذلك حليب البقر كشراب وغذاء رئيسي حتى عمر ال 12 شهراً.

وعند استخدام الزجاجة، لا يجوز وضع أي محليات أو حبوب من نوع معين مع حليب الأم أو الحليب الصناعي.

أما بالنسبة للفيتامينات، فإنه يوصى بإعطاء الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية مكملاً يومياً من فيتامين د يحتوي على (8.5 إلى 10) ميكروغرام منذ الولادة، سواءً كنت تتناولين مكملات فيتامين د أم لا.

أما الأطفال الذين يتناولون 500 مل أو أكثر من الحليب الصناعي يومياً فلا يجب إعطاؤهم مكملات من فيتامين د، ذلك لأن الحليب الصناعي غني بفيتامين د وغيره من العناصر الغذائية.

في عمر الستة أشهر

في البداية لا يحتاج الأطفال إلى 3 وجبات في اليوم، فيفضل إعطاؤهم كميات قليلة تتناسب مع معدتهم الصغيرة، فقط قطع صغيرة من الطعام أو بضع ملاعق صغيرة تكفي في اليوم، بالإضافة إلى وجبات الحليب الاعتيادية (حليب الأم/ الحليب الصناعي).

بشكل عام، يجب أن يكون حليب الأم أو الحليب الصناعي هو الشراب الأساسي للطفل مع الابتعاد عن إعطائه الحليب البقري خلال السنة الأولى من عمره.

وابتداءً من عمر ال 6 أشهر يمكن للأم إعطاء الطفل رشفات من الماء مع الوجبات، واستخدام الكوب المفتوح بدون صمامات، فهذا يعلم الطفل كيفية الشرب (الارتشاف) وهو أفضل لأسنانه.

أما بالنسبة للطعام فيمكن للطفل تناول الآتي:

• الخضراوات والفواكه المهروسة أو المطبوخة والطرية (بدون إضافة السكر) مثل: البروكلي، والبطاطا، والبطاطا الحلوة، والجزر، والقرنبيط، والإجاص، والتفاح، والخوخ، والبطيخ، والموز، والأفوكادو. وينصح بالبدء بالأقل حلاوة، فهذا يساعد الطفل في الاعتياد على العديد من النكهات، ويمنعه من أن يتحول إلى طفل انتقائي في الأكل عندما يكبر.
• الأطعمة المسببة للحساسية مثل: زبدة الفول السوداني، والبيض المسلوق جيداً، الخبز (الجلوتين)، والسمك. يمكن البدء بها واحدة تلو الأخرى وبكميات قليلة لتتمكني من معرفة ما إذا كان طفلك يتحسس من أحدها.
• منتجات الألبان كاملة الدسم، مثل الجبن الصلب المبستر كامل الدسم، والزبادي بدون منكهات، اختاروا المنتجات التي لا تحتوي على سكر مضاف.
• النشويات المطبوخة مثل: البطاطا، والبطاطا الحلوة، والمعكرونة، والأرز.
• اللحوم بدون عظم مثل الدجاج ولحم الضأن.
• البقوليات مثل الفول والعدس.

تأكدي أن أي طعام مطبوخ قد انخفضت حرارته لدرجة تناسب الطفل ليتناوله، وابتعدي تماماً عن إضافة الملح والسكر إلى طعام طفلك.

تجنبي أيضاً إعطاء طفلك الطعام القاسي غير المطبوخ كي لا يتعرض للاختناق، مثل: حبات المكسرات والجزر والتفاح النيء دون أن تطبخيه.

من عمر 7-9 أشهر  

في هذا العمر سيبدأ الطفل بتناول 3 وجبات في اليوم بالإضافة إلى وجبات الحليب الاعتيادية، التي تكون عادةً 4 وجبات يومياً.

كلما تناول طفلك المزيد من الطعام الصلب كلما قلت حاجته لشرب الحليب عند كل وجبة، حتى أنه يمكن أن يتخلى عن إحدى وجبات الحليب المعتادة.

حاولي بالتدريج التنويع بين الأطعمة التي تقدمينها لطفلك ليحصل على العناصر الغذائية الضرورية له.

ويمكن أن تشمل هذه الأطعمة الآتي:

• فواكه وخضراوات بنكهات قليلة الحلاوة، مثل البروكلي، والقرنبيط، والسبانخ، والملفوف.
• النشويات مثل: الخبز، والأرز، والمعكرونة.
• الفاصولياء والبقوليات والأسماك والبيض واللحوم وغيرها من مصادر البروتين غير الألبان.
• منتجات الألبان المبسترة كاملة الدسم، مثل الزبادي غير المنكه والجبن، حاولي أن تكون خياراتك قليلة الملح.
• الأطعمة الغنية بالحديد، مثل: اللحوم، والأسماك، وحبوب الإفطار المدعمة، والخضراوات داكنة اللون، والفاصولياء والعدس (حاولي إدخالها في كل وجبة).

ومجدداً، تجنبي إضافة الملح أو السكر لطعام طفلك. وتذكري أن تقدمي له الأطعمة بشكل مهروس أو مطبوخ أو على شكل أصابع طعام طرية ليحملها ويتناولها بيده.

من عمر 10-12 شهراً

في هذا العمر يكون طفلك قد اعتاد على تناول 3 وجبات من الطعام الصلب، بالإضافة إلى وجبات الحليب.

بالنسبة للأطفال الذين يرضعون طبيعياً سيغيرون من كميات الحليب الذي يأخذونه بناءً على ما يحصلون عليه من الطعام الصلب، أما الأطفال الذين يأخذون الحليب الصناعي سيشربون ما يقارب ال 400 مل يومياً.

وفي هذا العمر يكون الطفل قد اختبر أنواع مختلفة من الأطعمة والنكهات، وتصبح لديه ثقة أكبر في التعامل مع الطعام فيمكنه التقاط الأطعمة الصغيرة ومضغها في فمه، واستخدام الكوب للشرب بشكل أفضل.

يمكن أن تشمل وجبة غداء الأطفال في هذا العمر، الوجبة الرئيسية، ونوع فاكهة، وحلوى مصنوعة من منتجات الألبان (غير محلاة). وتذكروا أن تناول الطفل لطعامه مع العائلة يساعد في تكوين عادات أكل صحية لديه.

*المصدر من موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)