أعياد الميلاد
٨ أفكار بسيطة ورائعة لحفلات أعياد ميلاد أطفالك
كلما مر عامٌ من حياة أبنائنا، نفرح بهم ونسعد بما أنجزوه خلال تلك السنة من تطورات مهما كانت بسيطة أو كبيرة. بالنسبة إليَّ شخصياً، أجدها مناسبة للاحتفاء بما أنعم الله به علينا بأبنائنا: بوجودهم في حيواتنا أولاً، وبتطورهم لحظةً بلحظة ثانياً. ومع قدوم يوم ميلادهم، نفكر فيهم وربما نحتفل حسب قدراتنا.
إلا أن ما لفت انتباهي هو زيادة المبالغة في أعياد الميلاد في الآونة الأخيرة، وتحولت من لحظات للتجمع والفرح إلى مبالغة في كل شيء ومدعاة للمقارنة والتفاخر بين الأهل.
وحين فكرت في كتابة هذا المقال، احترت في اختيار ما أكتب عنه: هل أكتب عن الأمور التي يمكن أن نفكر في مراعاتها، أم في بعض أفكار الاحتفال حسب العمر، وقررت أن يكون مزيجاً من هذا وذاك.
فلنبدأ:
- الأهم هو بناء الذكريات: سواء كان طفلك صغيراً أو كبيراً، فالأهم هو بناء الذكريات التي حين ترجعون إليها تجدون أنها كانت سعيدة وممتعة. لا شيء يستدعي التوتر أو الصراخ، أو المنافسة ليكون عيد الميلاد أفضل من عيد ميلاد فلانة أو فلان، ولا المبالغة في الاحتفال حتى لو كان الطفل صغيراً جداً. ألصقي ذكرى جميلة تجعلكم حين تلقون نظرة على الصور تشعرون بالفرح والامتنان.
- جلسات التصوير: أجد أن جلسات التصوير المحترفة تكفي في الأعمار الصغيرة تحديداً. فإذا أقمتِ احتفالاً وعمر الطفل أصغر من أن يدرك ما يحدث، وربما يشعر بالتعب نتيجة الأصوات والأحداث ويبدأ في البكاء معظم الوقت. من أجمل لحظات ابنتي في عامها الأول جلسة التصوير التي قمنا بها لها، والتي أخرجت لنا صوراً جميلة نحتفظ بها ونسعد كلما نظرنا إليها جميعاً.
- لا تبالغي: سواءً في الديكور، أو أصناف الطعام، أو النفقات المبالغ فيها، أو "الضغط على نفسك" لدعوة أشخاص لا تريدين دعوتهم حقاً. اختاري ما يلائمك وما يسعدك ولا يشعرك بأنك مضطرة لفعل شيء. لكن طالما أن ذلك في قدرتك وإمكاناتك وطاقتكِ فافعلي واستمتعي به! المهم ألا يكون ذلك فوق طاقتك النفسية أو المادية. شخصياً أحب إعداد الكعكة على الأقل بنفسي كل مرة، وأحاول أن يكون الاحتفال في المنزل ما أمكن.
- اطلبي من أبنائك التحضير للحفل كاملاً! خصوصاً للأبناء الأكبر عمراً (9 سنوات فما فوق): ساعديهم بإعداد الميزانية واختيار من سيدعون للاحتفال ولماذا، وماذا سيحضرون بأنفسهم وماذا سيشترون. ستكون هذه فرصة جميلة لتعليمهم التخطيط واستخدام ما هو متوافر وإعداد ميزانية والالتزام بها!
- استخدمي الأشياء أكثر من مرة: من الأمور المحببة إلى قلبي أنني أعددت لوحة لعيد ميلاد لابنتي عندما أتمت العام، وأصبحت أستخدمها في كل عام. كما أنني أحتفظ بالشموع والبلالين والديكورات غير المستخدمة لاستخدامها في سنوات لاحقة.
- فكروا في التطوع كأسرة: من الأمور التي يمكن أن تكون مميزة أن تمضوا وقتاً في التطوع: إما بالمساعدة فعلياً في مركز لجمع أو تصنيف التبرعات، أو في قضاء وقت مع الأيتام أو في دار للمسنين، أو تنظيف حديقة معاً. بعد ذلك يمكنكم الاحتفال مع الأشخاص المتواجدين وإدخال السرور على قلوبهم. سيكون ذلك مجزياً ودعوة للتفكر في النعم التي لدينا وكيف يمكننا إسعاد الآخرين.
- اختيار نشاط مميز: كما قلنا في النقطة الأولى، فإن بناء الذكريات هو الأهم. بالنسبة للأطفال الصغار فإن تجربة نشاط جديد ممتع سيكون ذكرى تعلق في ذاكرة الجميع. ليس من الضروري أن يكون ذلك مكلفاً، بل المهم أن يكون مميزاً. يمكنك مثلاً إعداد نشاط يدوي مميز بحيث يحصل كل منهم في نهاية الاحتفال على هدية مميزة يأخذها معه: كإطارٍ لصورة مثلاً، أو لوحة صغيرة. قمت في إحدى المرات بإعداد مساند للأكواب (Coasters) مع الأطفال والكبار بخطٍّ عربي حتى للأجانب منهم! وفوجئت أن المعظم وضعها كديكور في المنزل وبعضهم علقها حتى! كانت الفكرة مميزة وسارة للجميع، خصوصاً أنها غير شائعة.
- إمضاء الوقت مع أبنائنا هو الأهم: خصوصاً بالنسبة إلى الأهل الذين يعملون. قد يكون التخطيط مسبقاً لأخذ اليوم إجازة للجميع والخروج في رحلة أو تناول وجبة أو التنزه معاً أجمل هدية لأبنائكم من دون "دوشة" الاحتفال! فتكون فرصة للراحة والاستمتاع للجميع والتحدث فيما يهمكم وفي جديدكم.
هذا المقال وما فيه يشكل بعض أفكاري الحالية والمستقبلية، خصوصاً مع اقتراب عيد ميلاد ابنتي! كل عام وأنتم وأبناؤكم وأحبابكم بكل خير وصحة وعافية!