قصص أمهات
حكايتي مع ابنتي مريم، حلمنا الذي أصبح حقيقة
بقلم: ريهام ماضي
كان ياما كان يا سادة يا كرام بنوتة حلوة اسمها مريم، مريم كانت حلم في يوم من الايام لوالدها ووالدتها، وبفضل الله الحلم تحقّق وبقي حقيقة، ويتبقى أيام على أول عيد ميلاد لها.
مريم هي الطفلة الجميلة التي أراد ربنا عز وجل أن يسعد بها قلب والديها بعد فقدانهم لثلاثة أطفال كانوا في بطن أمهم ولم يشأ الله أن يكتملوا، هي الفرحة التي جاءت بعد ستة سنوات من الحزن والتعب والارهاق الجسدي والنفسي، للاسف كنت محط سخرية البعض بسبب تأخر الانجاب رغم الحمل أكثر من مرة، وكنت أتعجب من كلام الناس وخصوصا النساء عن حالتي وهم يعلمون جميعاً مدي معاناتي وأن الله لطيف بعباده والا كانوا في وضعي في يوم من الايام، ولكني قررت الصمود وغلق كل النوافذ اللي يمكن ان تؤذيني او تجعلني أستمع لكلامهم المزعج، وكنت اشكوا بثي وحزني لله كل ليلة، وحتي اني اصبحت جافة في تعاملي مع كل الناس وكأن بيني وبينهم أسوار عالية تحميني منهم وتصدهم عني.
عانيت كثيرا بعدم معرفة الاطباء لحالتي وسبب الاجهاض المتكرر ومعاملتي كفأر تجارب
عانيت كثيرا بعدم معرفة الاطباء لحالتي وسبب الاجهاض المتكرر ومعاملتي كفأر تجارب، ولكن الله الرحيم جعلني اقابل الدكتور المحترم الذي عاملني كأبنته مخففا عني وجعي النفسي قبل الجسدي وتابع حالتي والوحيد الذي عرف ماهي مشكلتي وبأمر الله تعالي وكرمه حملت بأحلي بنوتة في الدنيا، ويوم معرفتي انها بنت ضحكت من كل قلبي لاني لطالما تمنيت ان يكون لي طفلة، والحمد لله مرّت مراحل الخطر والحمل والولادة على خير، وأنجبت مريم، اسميتها تيمنا بمريم العذراء تفائلا بصمودها وقوتها وكنت لطالما استمعت بالصدفة - خلال حملي- في اكثر من مكان لآيات من القرآن الكريم من سورة مريم فاعتبرتها علامة من الله عز وجل.
لا استطيع ان أصف فرحتي بك وانتِ تنادي ماما او بابا أو عندما تنتبهين لدخول والدك من باب الشقة وتضحكي له، أو عندما تقبليني لأنني اطعمتك ولعبت معك.
يوم ولادتها ورؤيتها لأول مره لم أبكي كما توقعت بل اندهشت وكأني رأيتها قبل ذلك! نفس الملامح التي كنت ادعو الله ان تكون عليها، نعم هي نفسها بالضبط! فضحكت من كل قلبي وشكرت الله علي نعمته وانه عوضني خيرا، وعشت معها أيام السهر وعدم النوم والارهاق وبالطبع الضحك والبكاء حتي تعودنا على بعض ومرت الايام بسرعة وها هي أصبحت فتاة جميلة علي أعتاب أول سنة لها، لا استطيع ان أصف فرحتي بك وانتِ تنادي ماما او بابا أو عندما تنتبهين لدخول والدك من باب الشقة وتضحكي له، أو عندما تقبليني لأنني اطعمتك ولعبت معك، مع أن المفروض أن اشكرك انا علي البهجة والسرور الذين دخلوا بيتنا وقلوبنا بوجودك، كل عام وانتِ بخير يا صغيرتي، كل عام وانتِ أميرتنا الصغيرة المدللة، أدام الله عليكِ نعمة الصحة وأطال عمرك بيننا.