قصص أمهات
كيف تعاملت مع موضوع غيرة أولادي
بقلم: ميرا الحوراني، أم لطفلين
ورد ذكر الغيرة في القرآن في سورة يوسف "يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا"، والغيرة هي حتماً من الخطايا السبع التي أهلكت الإنسان، لا يمكن نكران وجودها وفي الوضع الطبيعي تكثر لدى الفتيات بطبعهن أكثر من الأولاد وذلك لحب المنافسة لديهن أكثر.
لا أخفيكم فقد كانت أمرًا مقلقًا بالنسبة لي وتخيلت أنني سأعاني منها كثيرًا، ولذلك استعديت لها بقوة. وهنا سأشارككم خلاصة التجربة، ورغم أنني ما زلت في بداية المشوار، إلا أن النصائح التالية ستفيدك بإذن الله كما أفادتني.
قبل ولادة المولود الجديد:
• احرصي على تحضير ابنك في البداية لاستقبال أخ أصغر له وذلك من خلال الشرح المبسط ودعيه يربت على بطنك ويقبّله ويحاكي الجنين، فالمشاركة والحب يبدآن من هذه اللحظة. احرصي على أن تبدأي بهذا الحديث بعد الشهر السادس لأن الأطفال صبرهم قليل وقد يشعرون بالانزعاج من كثرة الانتظار.
• حضري ألبوم صور لابنك وأريه إياها منذ أن كان هو في بطنك واشرحي له أنه كان جنينًا صغيراً وكيف كبر وكان ينمو ...إلخ
• كوني قريبة من شخص يألفه ابنك ليكون هو الشخص الذي سيعتني به أثناء فترة الولادة ويوم الولادة، مثلًا الخالة أو العمة أو الجدة.
• أنصحك بقراءة كتاب لطفلك عن تصرفات الأطفال الرضع، الكتاب التالي ساعدني كثيرًا لأشرح لابنتي كيف أن الطفل الرضيع يبكي كثيرًا وكيف يتحتاج للحمل كثيرًا وللرضاعة وحتى متى يبتسم. فكانت جاهزة لجميع التصرفات ومستعدة.
الأهم من هذا كله، كيفية تعليم ابنك المشاركة مع شخص آخر، الغيرة تنبع من عدم الرغبة في المشاركة وحب التملك والتميز، لذلك إن كنت تسعين للتخلص من مثل هذه الأطباع عليك أن تكوني أنت المثل الأعلى، يجب على الطفل أن يرى والديه يتشاركون في الحياة وفي رعاية الطفل وحتى في الحب. اسعي أيضًا لأن يكون هنالك رفيق لابنك يتشارك معه اللعب من فترة للأخرى.
بعد ولادة الجنين :
وأما بعد ولادة المولود الجديد، فهذه المرحلة الحقيقية، وأنصحك بالتالي:
• احرصي على أن تظهري الحب والاهتمام الأكبر للطفل الكبير، لأن الطفل الصغير في أول أيامه ينام كثيرًا، وقد تستغلين هذا الوقت في التواصل واللعب مع ابنك الأكبر – طبعًا بعد أن تتعافي من الولادة.
• فكرة جملية وقد قامت بها كل أمهاتنا، بعد عودتك من المستشفى، قدمي لطفلك الأكبر هدية على أساس أنها من الطفل الصغير، كعربون محبة.
• دعي الطفل الكبير يشاركك العناية بالطفل الصغير، فجعله يتحمل المشسؤولية يعزز حب المشاركة.
• إياك، إياك، إياك أن تصرخي أو يكون رد فعلك عنيفًا أو به مفاجأة إذا حاول الأخ الأكبر التقرب من الطفل الصغير، يكون الفضول كبيرًا ولا يعرف الطفل كيفية التعامل بلطف، لذلك إذا شعر بأن سلوكه مستهجن وغريب سيشعر بالرفض وسيبدأ العناد. اطلبي ممن حولك أيضَا – شريكك وعائلتك- التعامل بنفس الطريقة.
• لا تنسي أن الشعور بالإهمال مزعج، وللأطفال حديثي الولادة لهفة لا تخبأ، لكن احرصي دائمًا بأن تمدحي الطفل الكبير وألا تلاعبيه بعيدًا عن أخيه، فلتكن المشاركة من هذه الللحظة، صدقيني سيشعر الطفل الصغير بحجم محبة كبير منك ومن أخيه وسيشعر الطفل الكبير بالمشاركة والاهتمام.
في النهاية أنصحكم ونفسي بالدعاء، فمسؤولية أكثر من طفل أمر ليس بالسهل وأنهي يومي دومًا بالدعاء بأن أكون أمًا عادلة وأن أعدل في مشاعري وتربيتي واهتمامي بكليهما.