قصص أمهات
١٠ طرق لتصبحي أكثر سعادة في حياتك
هل أنت سعيدة حقاً؟ إذا كنت تريدين أن تشعري بسعادة أكبر، جربي واحداً من هذه الاقتراحات.
بقلم: جريتشن روبن
قبل عدة سنوات، وفي صباح يوم مثل باقي الأيام، أدركت فجأة بأن حياتي مهددة بأن تذهب سدى، حيث أنني أحسست وأنا أحدق من خلال شباك الباص المبلل بماء المطر، بأن السنوات تفلت بسرعة من بين أصابعي.
“ماذا أريد من حياتي؟” سألت نفسي. “أريد أن أكون سعيدة“. كان لدي العديد من الأسباب لأكون سعيدة: زوجي الوسيم حب حياتي، ولدينا طفلتان رائعتان، وأنا أعمل ككاتبة، وأعيش في مدينتي المفضلة. لدي أصدقاء، وأتمتع بصحة جيدة. ولكني كنت في العديد من الأحيان أهاجم زوجي وأنتقده. كنت أشعر بالكآبة حتى ولو كان السبب مشكلة صغيرة في حياتي المهنية. كنت أفقد أعصابي بسهولة. هل يتصرف الإنسان السعيد بهذه الطريقة؟
قررت حينها أن أبدأ بدراسة منظمة لموضوع السعادة. (قد يكون في هذا نوع من المبالغة ولكنني أحب عمل الأشياء بهذه الطريقة). في النهاية، قضيت عاماً كاملاً أجرب بنفسي الحكم الغابرة عن السعادة، والدراسات الحديثة، والنصائح المتداولة. كنت أريد أن أعرف: إذا اتبعت جميع النصائح، هل سأشعر بالسعادة؟
انتهت السنة الآن وأستطيع القول: أن النصائح كانت ناجحة، واستطعت أن أجعل من نفسي انسانة أسعد. وفي هذه الرحلة تعلمت الكثير عما يجعلنا سعداء أكثر. إليك بعض هذه الدروس:
- لا تبدأي بالأمور المتعمقة. عندما بدأت بمشروع السعادة الخاص بي، أدركت سريعاً بأنه بدلاً من الغوص في الأمور العميقة مثل جلسات التأمل الطويلة، وإجابة أسئلة عميقة عمن أكون، علي البدء بالأمور الأساسية مثل الذهاب للنوم في ساعة مبكرة، وأن لا أترك نفسي فريسة للجوع. إن الدراسات العلمية تؤكد هذا، حيث أن لهذين العاملين تأثير كبير على الشعور بالسعادة.
- لا بأس من الذهاب للنوم وأنت تشعرين بالغضب. لقد اعتدت على التعبير عن غضبي فور شعوري بذلك. كنت أتأكد من أني أنفس عن كل المشاعر السلبية بداخلي قبل الذهاب للنوم. ولكن تشير الدراسات الآن إلى أن التنفيس عن الغضب بهذه الطريقة ليس مفيداً. إن التعبير عن الغضب المرتبط بأمور صغيرة وتمضي بسرعة يعزز من المشاعر السلبية، بينما عدم التعبير عن الغضب في هذه الحالة يدع لهذه المشاعر الفرصة للتلاشي.
- قومي بادعاء الشعور بالسعاة إلى أن تشعري بها حقاً. إن المشاعر تتبع الأفعال. إذا كنت أشعر بالحزن، فأنا أتعمد التصرف بمرح وسعادة وعندها أجد نفسي أشعر بسعادة أكبر. إذا شعرت بالغضب تجاه شخص ما، أقوم بفعل شيء لطيف من أجله، مما يخفف من غضبي تجاهه. إن هذه الاستراتيجية تنجح في كل مرة.
- إن أي شيء يستحق المحاولة حتى لو لم تتقني عمله. إن الجِدّة والتحدي من العناصر المهمة لتحقيق السعادة. إن الدماغ يتحفز بعنصر المفاجأة، والتعامل الناجح مع المواقف غير المتوقعة يعطي شعوراً غامراً بالرضا. إن الأشخاص الذين يقومون بعمل أشياء جديدة، مثل تعلم لعبة أو السفر إلى أماكن غير مألوفة، أشخاص أسعد من أولئك الذين يلتزمون بنشاطات مألوفة يتقنون القيام بها. أنا أذكّر نفسي كثيراً بأن “أتمتع بتجربة الفشل” لكي أقبل على التحديات الصعبة.
- لا تتعاملي مع مشاعر الحزن بأن تكافئي نفسك بـ”شيء” تحبينه. في أغلب الأحيان تكون الأشياء التي أختارها كمكافآت ليس مفيدة لي. إن المتعة تستمر لدقيقة، ولكن مشاعر الذنب وفقدان السيطرة وغيرها من النتائج السلبية تزيد من شعوري السيء. من السهل أن أفكر: سيتحسن شعوري بعد أن آكل علبة من الأيس كريم، أو بعد تدخين سيجارة، أو بعد أن أشتري جينز جديد، ولكن من الأفضل أن أتوقف وأن أسأل نفسي إذا كانت هذه الأشياء حقاً ستجعل الأمور أفضل بالنسبة لي.
- اشتري بعض السعادة. إن احتياجاتنا النفسية الأساسية تشمل الشعور بالحب والأمان وأن نقوم بعملنا بشكل جيد، بالإضافة إلى شعورنا بأننا نملك نوعاً من السيطرة على حياتنا. إن النقود لا تلبي بالضرورة هذه الاحتياجات، ولكنها بالتأكيد تستطيع المساعدة. لقد تعلمت أن أبحث عن طرق لإنفاق النقود من أجل أن أبقى قريبة من أهلي وأصدقائي، ولكي أعتني بصحتي، ولكي أعمل بكفاءة أكبر، ولأزيل مصادر القلق والإزعاج والمشاكل مع زوجي، ولكي أدعم قضايا مهمة، ولكي أحصل على خبرات تجعلني شخصاً أفضل. مثال: عندما تزوجت أختي، قمت بشراء كاميرا عالية الجودة. لقد كانت مرتفعة الثمن، ولكنها جلبت لي الكثير من السعادة.
- توقفي عن الإصرار على الحصول على الأفضل. هناك نوعان من متخذي القرار. الذين يتخذون قراراً عندما يتم تلبية كافة المعايير التي يطلبونها. عندما يعثرون على الفندق الذي يناسب احتياجاتهم أو الوجبة التي تتوفر فيها النوعية التي يطلبونها، يشعرون بالرضا. وهناك من يريد اتخاذ أفضل قرار ممكن. حتي في حال عثورهم على دراجة أو حقيبة تناسب متطلباتهم، لا يستطيعون اتخاذ قرار إلى أن يقوموا باختبار جميع الخيارات. يميل النوع الأول أن يكون سعيداً أكثر من النوع الثاني، لأن النوع الأخير يمضي الكثير من الوقت ويستهلك الكثير من الطاقة في عملية اتخاذ القرار، وهم يشعرون في العادة بالكثير من القلق تجاه خياراتهم. في بعض الأحيان يكون القرار الجيد، جيد بما فيه الكفاية.
- قومي بممارسة التمارين الرياضية لزيادة مستويات الطاقة. أنا أعلم بأن هذه النصيحة ناجحة، ولكن كم من المرات أخبرت نفسي “أنا متعبة ولا أستطيع الذهاب إلى النادي”؟ إن التمارين الرياضية من الأمور المضمونة لتحسين المزاج، حتى الخروج للمشي لمدة ١٠ دقائق يحسن من نظرتك للحياة.
- توقفي عن التذمر والإلحاح. كنت أعرف بأن التذمر والإلحاح الذي أقوم به لا يحقق نتيجة، ولكنني كنت أعتقد بأنني إذا توقفت، فإن زوجي لن يقوم بعمل أي شيء في المنزل. كنت مخطئة، بالعكس، أصبح يقوم بعمل المزيد. بالإضافة إلى أن شعوري بالسعادة ازداد بعدما توقفت عن هذه العادة. لم أكن أدرك تأثير هذه الطريقة في الكلام على شعوري بالغضب والانزعاج. لذا قمت باستبدال التذمر والإلحاح بأدوات مقنعة: تلميحات خالية من الكلمات (مثل أن أترك اللمبة الجديدة على الطاولة)، أو استخدام مفردات قليلة (مثل “نحتاج إلى الحليب” بدلاً من الاستمرار في الحديث والألحاح)، وعدم الإصرار على أن يتم عمل الأشياء وفقاً لجدولي الخاص، وأكثر طريقة فعالة كانت أن أقوم بعمل المهمة بنفسي. من قال أنني أنا من يحدد من عليه أن يقوم بماذا؟
- أخذ المبادرة والقيام بما علي عمله تجاه سعادتي. يعتقد البعض بأن السعادة تعتمد على مزاجنا وشخصيتنا التي نولد بها. لا يقتصر الأمر على هذا، فبالرغم من أن الجينات تلعب دوراً مهماً، إلا أن ٤٠٪ من سعادتنا تقع ضمن سيطرتنا.إن أخذ الوقت للتفكير، وأخذ خطوات واعية لجعل حياتنا أسعد أسلوب ناجح يحقق النتائج المرجوة.
استعملي هذه النصائح وابدئي بمشروع السعادة الخاص بك، وأنا أعدك بأن الموضوع لن يستغرق منك سنة كاملة!
نشر المقال الأصلي في موقع REALSIMPLE