قصص أمهات

ليلة العمر وأدق التفاصيل لكل عروس!

ليلة العمر وأدق التفاصيل لكل عروس!
النشر : سبتمبر 06 , 2018
آخر تحديث : سبتمبر 25 , 2023
عائلتي هي أولويتي أؤمن بأن الحياة هي مجموعة خيارات ونحن أصحاب القرار وماذا نختار... اعمل في مجال بناء الذات من خلال الlife coaching... المزيد

أتأمل في الفترة السابقة عدد الزفاف التي مرت عليَّ خلال العطلة الصيفية حيث لم يمر أسبوعٌ دون أن تظهر الصورة أو زفةً أو دعوةً إلى منتديات التواصل الاجتماعي أو زينةً في أحد البيوت أو زينةً ...

تأملت كثيراً في تفاصيل الأعراس واهتمام العروس لأن تكون على أجمل صورة تبدأ بجمال الفستان إلى باقة الورود التي ستحملها إلى تسريحة الشعر ومهارة الماكيير إلى نوع السيارة التي ستركبها وتزيينها الزفاف إلى تفاصيل مراسم العرس من مصور محترف إلى مكان حفل استقبال وزينة الطاولات إلى قائمة المدعوين ونوع الأغاني والزفة والقائمة لا تنتهي من أدق التفاصيل، تفاصيل جميلة ورائعة ومرتبة وقمة الأناقة طالما هذا ما يرغبان به وما يريدانه في "ليلة العمر" وأنا متأكدة بأن تلك التفاصيل ستصبح حديث الساعة لأسبوع أو أسبوعين على الأقل إذا كانت تلك التفاصيل ذات جودة عالية ومبهرة بالنسبة للمدعوين ، لتنتهي بأسباب إكمال تلك التفاصيل "أين سيقضيان شهر العسل" سؤالٌ يعطي انطباعاً العروس محظوظة بذلك العريس الذي لا يبخل عليها بشيءٍ في "ليلة العمر" ....تفاصيل وتفاصيل وتفاصيل أدق التفاصيل ....

أما بالنسبة لي أكثر وأدق التفاصيل التي تعجبني في " ليلة العمر" هي تفاصيل تلك النظرات نظرات العريس لعروسه نظرات فيها بريق رائع يعكس حبه وإعجابه لصاحبة الثوب الأبيض فتراه لا يترك يدها ولا يرغب أن يبعد يده عنها ... يبحث عنها إذا اختفت بين طاولات المدعوين ويلوح بيديه إذا ابتعدت ...

أَنظر إلى تفاصيل العروسين عندما يتهامسان ليقتربا من بعضهما البعض لتتصافح وجنتاهما وتتهامس أنفاسهما ليحضن خده خدها وتعانق كتفه وكتفها ويرقصان مع دقات قلبيهما ... تظهر الصورة مرة واحدة ليسمعا ليلتقيا في هذه الليلة الواحدة ليستمعا بعضهما معًا ، وهذه ليست أجمل الصور معًا ، الابتسامات العالية والتفاصيل الابتسامات والضحكات.

هذه التفاصيل أحب متابعتها بالنسبة لي مهمة ؛ تعبر عن أساس تلك العلاقة والمشاركة والاستمرارية والعطاء اللامحدود دون الشعور بالتعب أو الملل ؛ المشاركة والعطاء في أدق التفاصيل في مسيرة الحياة بقسوتها وفرحها مثلها مثل ذلك الكأس وذلك الطبقا شخصاً واحداً ... 

هذه النقطة في تلك النقطة هي النقطة التي يلتقيان فيها في "ليلة العمر " ، مثل هذه النظرات .... " ليلة العمر " ..... تشابك العقل والفكر مثل تشابك الأيدي والأكتاف في حفل الاستقبال ...

من ألبوم حفل زفافي

تلك التفاصيل تأخذني إلى سؤال يتبادر إلى ذهني في كل مرة أراها ... ما معنى "ليلة العمر " أهي ليلة واحدة فقط بتفاصيل رائعة ومبهرة نريد أن نحظى بإعجاب المدعوين لتصبح حديث الساعة ؟؟ أم هي عمر يتجسد بتفاصيله ... بأدق تفاصيله؟

عمر سيقضيان فيه بعضهما البعض لأيام وسنين وعقود ... عمرٌ فيه الفرح والحزن ، التحدي والنجاح ، الضحك والبكاء ... حتى نتواصل مع بعضنا بعضنا نتواصل مع بعضنا حتى نترك بعضنا نترك قصص نجاح لظروف مؤلمة ، ونعرف أن بعضنا بعضنا بعضنا حضن شريك. هناك شخص واحد يمثل مرة واحدة فقط ، وهو يمثل شخصًا يمثل جزءًا من التمثيل والقفص.

فبعد مرور سنين على تلك التفاصيل أدق تفاصيل "ليلة العمر" ... يتبادر إلى ذهني سؤال آخر: كيف نستطيع أن نحافظ على هذا البريق وهذه المسافة؟ كيف سنستطيع أن نبقي احترام تلك المشاعر مستمرة؟ وكيف نحافظ على تلك النظرات؟ وكيف نمنع أن تتلاشى نقطة الالتقاء تلك؟ كيف نبني ذكريات لنا ولأولادنا وأحفادنا ونجعل من ألبوم الصور واقعاً يتمناه كل من يرانا؟ كيف نجعل من تشابك الأيدي تشابكاً في الطموح والأهداف لتصبح واحدة وهي إنجاح تلك العلاقة؟

أنا وعائلتي

أعتقد بأنه لا يوجد هناك قاعدة لإنجاح أي علاقة ولكن إذا تأملنا ليلة العمر بتفاصيلها سنجد بأن العروس لن تتزوج بدون عريس والعريس لن يرقص دون عروسه!

كما في العلاقة لن يكون هناك فرصة لنجاحها إذا لم يكن هناك رغبة متبادلة من الطرفين بذلك، فالزواج مسؤولية وليست فرحة أو ليلة عمر أو حتى "سترة" للمرأة والزواج لن يجعل من الرجل "عاقلاً"، بل هي مسؤولية على الطرفين أن يفهماها جيداً فكل يبدأ من نفسه فيغير نفسه من أجل فهم سلوك الطرف الآخر قبل أن يطلب التغيير، فلا يبخلان بالمشاعر والاحترام على بعضهما البعض ولا يتعبان أو يملان من المثابرة ليستسلموا أمام أي تحدٍ في هذه الرحلة... فلولا التحدي لما فهما بعضهما!

 

فكما أن الليل هو بداية النهار كذلك المتاعب هي بداية الراحة فأي علاقة ناجحة هي نتاج للتعب والمثابرة من الطرفين معاً من أجل الوصول إلى السعادة الزوجية من أجل عمرٍ بأكمله بكل تفاصيله بحلوه ومره فإن لم يكن لدينا الاستعداد الحقيقي لهذا النوع من التحدي فالأفضل أن لا نبدأ "ليلة العمر" بل نكتفي بما نحن فيه فهذا أدق اختيار وأهم قرار.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية