صحة الأطفال الرضع
كل ما تحتاجين معرفته عن ختان الذكور
لا بد وأن كثيراً من الأمهات اللاتي أنجبن أطفالاً ذكوراً قد مررن بتجربة ختان صغارهن الذكور (الطهور)، إما في المشفى بعد الولادة أو في الأيام الأولى من حياته، فختان الذكور (male circumcision) هو عملية منتشرة وشائعة في مجتمعنا العربي وفي العالم ككل، فنصف ذكور العالم مختونون، كذلك الأمر بالنسبة لما يزيد عن ٧٠٪ من الذكور في الولايات المتحدة.
وعملية الختان لا ينصح بها للإناث، حيث تتجاوز مضارها فوائدها بأشواط كثيرة، لذلك أصبح الختان للإناث ممنوعاً قانوناً في كثير من الدول، ويعاقب كل طبيب يفعل ذلك.
في عام 2008، اعتمدت منظمة الصحة العالمية قراراً (ج ص ع61-16) بشأن التخلّص من ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث)، علماً بأنّ ذلك القرار يؤكّد على ضرورة اتخاذ إجراءات منسقة في جميع القطاعات- الصحة والتعليم والمالية والعدالة وشؤون المرأة.
أما عند الذكور، فالأمر مختلف لسببين أساسيين :
-
سبب ديني
كما في اليهودية والإسلام. -
سبب صحي وعلاجي
له فوائد صحية تحمي من تضيق الفتحة الصغيرة، واختناق القلفة (الجلدة التي تزال عند الختان)، والالتهابات الموضعية، أو للوقاية من التهاب المجاري البولية (أكثر من 10%)، والأمراض الجنسية له ولشريكته في المستقبل (حسب منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، ختان الذكور يعطي 50% حماية من مرض الإيدز مثلاً)، ومن السرطان لأن المادة التي تتشكل تحت القلفة مسرطنة وللمحافظة بشكل أكبر على النظافة الشخصية.
لهذا تنصح هيئات طبية كثيرة بختان الذكور، وأما من يرفضون ذلك فدعواهم:
-
أن الختان لا يخلو من المشاكل كالنزيف ومخاطر أخرى. ولكن يمكن تفادي ذلك بالالتزام بالقواعد الطبية.
-
أنه يقلل الإحساس باللذة، ولا يوجد دليل علمي على هذا الادعاء.
-
أنه يتم دون رضى الطفل، وهذا غير منطقي لأنه في هذه الحالة سنؤخر الكثير من الإجراءات المفيدة.
-
أسباب أخرى ثقافية ودينية، وهذه حرية شخصية.
متى يفضل أن تجرى عملية الختان للطفل؟
يفضل أن يتم الختان بعد الولادة بينما الطفل ما زال في المشفى. ففي هذا السن يتم الشفاء سريعاً، سواء كان الطقس بارداً أم دافئاً وأن لا يتأخر عن سن السنة حيث يفضل أن يتم الختان حينها بتخدير كامل.
قبل إجراء العملية، لا يلزم إجراء أية تحاليل طبية إلا في حالات خاصة يقررها الطبيب. لكن أخذ تاريخ مرضي دقيق يعد ضرورياً.
اخبروا الطبيب إذا كان أحد أقارب الطفل لديه أمراضاً في الدم مثل النزيف، أو أن أحدهم نزف بكثرة بعد الختان أو أية عملية جراحية، أو أنه عانى من الرعاف الشديد أو شدة نزف الجروح.
العملية بسيطة، وتجرى بعدة طرق جميعها جيدة، المهم أن يتقن الطبيب الطريقة التي اعتاد عليها، فالخبرة والالتزام بالمعايير الطبية، خاصة استخدام معدات جراحية معقمة، أو تلك التي تستعمل لمرة واحدة، فذلك يقلل من أية مضاعفات أو مشاكل تتطلب علاجاً بعد العملية.
اطرحوا على الطبيب أية أسئلة تشغل بالكم، قبل وبعد العملية. و لكي تتذكروا قوموا بتسجيل الأسئلة.
كيف تتم عملية الختان؟
يقوم الطبيب قبل إجراء العملية بحقن مخدر موضعي يمنع الألم، ثم قطع الجزء الذي يسمى بالقلفة، أما بكاء الطفل فهو غالباً بسبب تقييد حركته خلال العملية، وخوفه وهو ممدد ينظر إلى الوجوه الغريبة التي تحدق به من أعلى. قد يصف الطبيب المعالج أحياناً بعض الأدوية، عليكم باتباع نصيحته.
ما هي المضاعفات المحتملة لعملية الختان؟
و هو نادر الحدوث، لكنه يعد أهم المضاعفات التي تستدعي المراقبة. راقبوه لمدة يومين على الأقل، وإذا حصل فغالباً ما يمكن السيطرة عليه. يكون غالباً على شكل خيط دقيق من دم أحمر قانٍ يسيل من الجرح، أو أن الشاش أو الحفاظ يكون مصبوغاً بدم قانٍ (أحمر غامق).
في هذه الحالة قوموا بالضغط بلطف على مكان النزف أو على كامل الجرح بواسطة قطعة من الشاش أو القطن النظيف أو محارم ورقية، ثم توجهوا فوراً إلى طوارئ المشفى، ولا تنتظروا الاتصال بالطبيب الذي قام بالعملية.
أما اللون الزهري فيدل غالباً على البول المصبوغ ببقايا الدم، وهو ما قد يخيف الأهل، لكنه ليس بنزيف، ولا يوجب القلق. لكن للتأكد والاطمئنان يمكنكم الاتصال بالطبيب الذي قام بالعملية، أو تصوير الجرح وإرساله له.
معظم الأطباء يستعملون خيوطاً جراحية تسقط تلقائياً، فقد تجدونها في الحفاظ، وقد لا تلاحظونها. لا تحاولوا نزع الشاش بقوة، وإذا كان ملتصقاً رشو عليه بعض المحلول الملحي واتركوه لدقيقة أو اثنتين لتسهيل نزعه.
-
التلوث الجرثومي
من علامات التلوث الجرثومي وجود إفرازات صديدية مع احمرار وورم وألم ورائحة نتنة، عندها يجب مراجعة الطبيب. أما بعض الإبيضاض على الجرح فلا يدل على التلوث، وعند الشك عليكم الاستشارة. -
قد يحصل بعض الالتصاقات التي يمكن إزالتها بسهولة عند الطبيب.
-
ليس من الضروري دوام الألم بعد العملية.
لكن البعض قد يصف مسكنات للألم لمدة يوم أو أكثر بعد العملية، وكرأي شخصي لا أنصح بها سوى في حالات خاصة جداً، وليس بشكل روتيني.وفي حال تأخر الشفاء عن حوالي أسبوع، أو استمرار الورم لأكثر من ثلاثة أيام، أو أي أمر مثير للشك، فعليكم بمراجعة الطبيب.
-
قد يؤدي الاحتكاك مع الحفاض إلى التهاب فتحة البول
ولمنع هذا الاحتكاك يترك الحفاض فضفاضاً لأسبوع أو اثنين.مع دهن المنطقة بقليل من الفازلين.
ليس من الضروري استعمال مراهم مطهرة أو مسرعة للالتئام، أو غسل الجرح بالسوائل المطهرة إلا إذا وصفها الطبيب، ولا تستعملوها من تلقاء أنفسكم. يكفي المحافظة على قواعد النظافة العامة، الغير مبالغ بها.
وأخيراً، في أقل من عشرة أيام ستحتفلون بالشفاء بإذن الله.