القراءة
سلسلة للأطفال تعرف الطفل بالله وبأسمائه وصفاته
(بها ابدئي يا أمي) هي سلسلة كتب مكونة من 9 كتب موجّهة للأطفال من سن ثلاث سنوات فأعلى، من إعداد مريم الخطيب، وتصميم غادة الحمامة.
هذه السلسلة تضع بإذن الله حجر الأساس للمربي لبناءِ طفلٍ عارفٍ بالله وبأسمائه وصفاته. فإن أول ما يُربى عليه الطفل هو معرفة الله عز وجل.
قال ابن القيم رحمه الله: «فإذا كان وقت نطقهم فليلقَّنوا لا إله إلا الله محمَّدٌ رسولُ الله وليكن أوَّل ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده وأنَّه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا». تحفة المودود
وهذه عناوين الكتب الـ 9 في سلسلة بها ابدئي يا أمي:
- لا أحد يسمعني الآن، ولكن.. (وهو عن اسم الله السميع عز وجل).
- خلق فأبدع (اسم الله الخالق عز وجل).
- لكن الله يراني (اسم الله البصير عز وجل).
- فالله خيرٌ حافظًا (اسم الله الحفيظ عز وجل).
- كل ما حولي هو رزقٌ من ربي (اسم الله الرزاق عز وجل).
- هوا أحدٌ لا مثيل له (اسم الله الأحد عز وجل).
- هو صمدي (اسم الله الصمد عز وجل).
- ربي رباني (اسم الله الرب عز وجل).
- رحمة ربي أوسع رحمة (اسم الله الرحمن عز وجل).
وأجمل ما يميز الكتب هو أنها قريبة من قلوب الأطفال وأفهامهم فهي توصل معنى الاسم بشرح مبسط في بداية كل كتاب، محدود الكلمات ليستطيع الطفل تذكره ولا يتشتت، ثم بعد ذلك تبدأ الصفحات تطرح المواقف التي تناسب معنى الاسم ، فمثلا اسم الله السميع ، تذكير بأنه لا أحد يسمع الطفل حين يخبر سرًا ولكن الله يسمعه، ولا أحد يسمعه حين يغلق باب غرفته ولكن الله يسمعه، واسم الله الحفيظ فيه تذكير بأن الله يحفظنا حين نكون في الظلام، وحين نتعرض للمخاطر ونخاف سيكون معنا ويحفظنا ... وهكذا يُربط الاسم بالمواقف المختلفة في حياة الطفل وكل موقف مدعم برسومات وتصاميم معبرة جدًا تقربه لذهن الطفل فيتذكر جيدًا.
ثم بعد ذلك تسرد الصفحات الأعمال التي تترتب على فهم الطفل للاسم، فإذا عرف أن الله بصير سبحانه وتعالى، سيقوم دائمًا بكل الأعمال الطيبة لأنه يعلم أن الله يراه في كل وقت، وإذا علم أن الله هو الرزاق سيحاول أن يرضى ويقتنع بما رزقه الله من بيت وعائلة وألعاب وصفات شكليه ولا يسخط لوجود من هم أعلى منه في محيطه، وهكذا..
وأخيرًا يحتوي كل كتاب على أنشطة رسم وتلوين، وتجارب تناسب الاسم الذي يطرحه الكتاب، وينتهي بقصة جميلة أيضًا متعلقة بمعنى الاسم.
إن الطفل خُلق وقلبه متعلق بقوة خارقة وأحد عظيم يستمد منه قوته وأمانه ويقتدي به وينبهر بصفاته، وهذا ما فطن له وعرفه جيدًا صانعي أفلام الكرتون للأطفال، فطرحوا أفلام سوبر مان، وسبايدر مان، وبات مان .... وغيرهم من ذوي القوة الخارقة وتعلق بهم الأطفال بشكل كبير، والأولى أن ننتبه نحن لهذه الفطرة في قلب الطفل ونربطه قبل كل شيء بربه وبأسمائه وصفاته الكاملة العظيمة سبحانه وتعالى، ومن ثم قصص الأنبياء وبطولاتهم، وقصص الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فيمتلئ قلب الطفل بالأبطال الحقيقيين، ثم لا بأس في فضول الأوقات إن شاهد أفلام الكرتون للتسلية ولكن ليس هي الأساس الذي يُبنى عليه.
وقد تتصفح بعض الأمهات الكتاب فتظن أن طفلها لن يفهمه، ولكن ما أن يبدأ الأهالي بقراءته للطفل يتفاجأ الكثيرون باستيعابه وحبه وتعلقهم به، أذكر جيدًا حين مرت جائحة كورونا وفي أيام الحجر الصحي الأولى والتي كانت ثقيلة معنوياً ونفسياً على الجميع بما فيهم طفلي ذا الـ 4 أعوام، الجميع خائف على صحته وعلى مؤونته وعلى أحبابه من الفقد، فتذكر طفلي كتاب "فالله خيرٌ حافظًا" الذي كنتُ قد قرأته سابقًا له، واختاره للقراءة قبل النوم، قال لي يا ماما هذا الكتاب يطمئنني ويذكرني أن الله هو من سيحفظنا جميعا من هذا المرض.