قصص أمهات
أم أصبحت مؤلفة لقصص الأطفال لتحضر طفلتها للبلوغ... كيف؟
قصة الأم: أميرة جاد الله
أجرت المقابلة: آية صرصور
يقولون إن الحاجة أم الاختراع، وهو ما أثبتته أميرة جاد الله من خلال تأليف كتابها " رحلة للبنات فقط"، والذي تحاول من خلاله أن تساعد الفتيات في سن البلوغ على فهم هذه المرحلة وتبعياتها، وبالتالي مساعدتهن على تقبل ذواتهن وتجاوز هذه المرحلة.
أميرة أم لطفلين حنين ويحيى، كرست حياتها مثل أي أم لرعايتهما وتربيتهما، وقد تحدثنا معها لنعرف أكثر عن الأمور التي دفعتها لتأليف هذا الكتاب.
ما هو كتابك رحلة للبنات فقط؟
كتاب (رحلة للبنات فقط) هو كتاب توعوي بقالب قصصي عن مرحلة البلوغ عند الفتيات، لغته علمية واضحة ومباشرة لتثقيف الفتيات الصغيرات حول موضوع البلوغ بطريقة آمنة، بحيث يشبع الفضول المبدئي للفتيات في المرحلة الصغيرة ويجيب عن أسئلتهن المتوقعة، ويحضرهنّ للمرحلة التالية في حياتهن دون غموض أو إرباك، تتحدث فيه بطلة القصة نور اليقين عن رحلتها منذ بداية ظهور علامات البلوغ عليها وحتى شارفت على النضج، يغطي الكتاب عدة موضوعات تندرج تحت موضوع التغييرات الجسدية التي تصاحب البلوغ: أهمها الدورة الشهرية و موضوع الهرمونات وأثرها على حب الشباب، تقبل أشكالنا والشعور بجمالنا كما خلقنا الله دون مقارنة، التنمر بين الفتيات على صفاتهن الشكلية (الخُلقية).
ما الذي ألهمك لتأليف الكتاب؟
حين بلغت ابنتي حنين السبع سنوات بدأت أحضّر نفسي كأم لمرحلة البلوغ، وبحثت عن كتب تتحدث عن البلوغ تكون موجهة للفتاة نفسها وليس للأم، وفعلاً وجدت العديد من الكتب التعليمية والتثقيفية باللغة الإنجليزية الموجهة للفتيات، استعرتها كلها من مكتبة الحي الذي كنت أعيش فيه للاطلاع عليها، لكنها للأسف الشديد كانت كلها غير ملائمة، فهي وليدة مجتمع غربي مختلف عنّا بعاداته وثقافته، بدأت البحث عن كتب باللغة العربية فلم أجد ضالتي وقررت أن أكتب بنفسي الكتاب الذي كنت أبحث عنه لابنتي.
ما الهدف الذي تنوين تحقيقه من خلال الكتاب؟
أطمح أن أصل إلى عدة أهداف من خلال هذا الكتاب:
أولاً، أتمنى أن يصل الكتاب لجميع الفتيات في مرحلة ما قبل البلوغ بحيث تشعر الفتاة التي تقرؤه بأنها تعرفت على المرحلة التالية التي ستمر بها وأنه أشبع فضولها وأجاب عن كثير من الأسئلة التي تراودها، وأنه فتح لها باباً للحديث مع والدتها عن هذا الموضوع وغيره، بحيث حين تبدأ في مرحلة البلوغ تكون أكثر ألفة وتقبلاً لما يحصل معها، فالخوف قرين الجهل
ثانياً: من أهداف الكتاب أن يمهد وييسر على الأم مهمة التطرق لهذا الموضوع الحسّاس مع ابنتها دون خجل أو ارتباك أو حيرة.
ثالثاً: أرجو أن يكون هذا العمل محفز على أعمال أخرى تستهدف اليافعين واليافعات في المواضيع التي تمسهم بطريقة تلائم المرحلة العمرية والخصائص النفسية لهم، هذه فئة مظلومة في مجتمعنا من ناحية الكتب الموجهة لهم، مثلاً موضوع التغييرات النفسية التي يمر بها اليافعون في مرحلة البلوغ من المواضيع التي لا تزال تنتظر من يكتب فيها.
كيف كانت ردود فعل الأهالي لهذا الكتاب؟
الحمد لله وصلتني عشرات الرسائل والتعليقات على مختلف وسائل التواصل من الأمهات يشكرن هذا العمل ويعبّرن عن فرحهن بتوفر كتاب يطرق هذا الموضوع، وصلتني العديد من الرسائل تتمنى توفيره باللغة الإنجليزية للفتيات المسلمات في الغرب، والكثير من الطلبات بتوفيره مطبوعاً، وقد كانت ردود الفعل الحمد لله إيجابية ومشجعة جداً، أكثر الرسائل التي تفرحني هي التي تخبرني فيها الأم أن الكتاب حلّ لها مشكلة الحيرة في كيفية التحدث مع ابنتها، أو التي تنقل لي فيها سعادة ابنتها الشديدة بالكتاب.
كيف كان رد فعل ابنتك عندما استلمت الكتاب؟
قدمت لحنين الكتاب قبل نشره، وشرحت لها بشكل مبسط عن البلوغ قبل ما أسلمها إياه، وقد أعجبها كثيراً وكانت تأتي إلي بالأسئلة من فترة لأخرى وتناقش الكتاب مع غيرها لأنني قمت أيضاً بإعطاء صديقاتها نسخ منه أيضاً، وطبعاً كانت سعيدة أن أمها هي التي ألفت الكتاب.
هل وجدتِ أية ردود فعل سلبية؟
بصراحة ردود الفعل السلبية الوحيدة التي وصلتني كانت من دور النشر، ، لم أتوقع رفضهم لنشره لأنهم اعتبروا الموضوع جريء وغير مناسب. وهذا كان قبل أن أقرر التعاقد بنفسي مع الرسامة لأنشره على الإنترنت بشكل إلكتروني مجاني، رغم أنني كنت أبحث عن دار نشر لأنشره ككتاب ورقي كما رغبت من قبل.
ما هي رسالتك للأمهات اللاتي لديهن فتاة في سن البلوغ؟
العلم نور وإيمان، وأن تبذل الأم بعضاً من وقتها في تثقيف نفسها أولاً والقراءة حول موضوع البلوغ والتغييرات الجسدية والنفسية التي تصاحبه سيسهل عليها التمهيد لهذا الموضوع مع ابنتها بطريقة طبيعية وتلقائية حتى تصل الفتاة لمرحلة البلوغ، وهي معدة إعداداً كاملاً وجاهزة دون مفاجآت مربكة أو ذكريات غير لطيفة أو مخاوف لا داعي لها حول هذه المرحلة.