الثلث الأول
فرط نشاط المثانة والتبول المتكرر خلال الحمل
هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهان الأمهات الحوامل حول الحاجة المتكررة لدخول الحمام مِراراً وتكراراً خلال اليوم الواحد! فيسألن أنفسهنّ:
لماذا تنتابنا هذه الحاجة خلال فترة الحمل؟ هل يمكننا التخلّص من هذا الشعور كَونه يسبب الإحراج الدائم لنا؟! لماذا يحدث تسرّب للبول عند الضحك أو العطاس؟ متى ستخف هذه الرغبة المتكررة في التبوّل؟
العديد من الأسئلة التي تنمّ عن استياء الحوامل من مِثل هذه الحالة ومحاولتهنّ التخلص منها بأي طريقة ممكنة.
وفي هذا المقال ستكون هناك إجابات لهذه الأسئلة جميعها.
أسباب الشعور المتكرر لقضاء الحاجة خلال الحمل
إن التبول المتكرر خلال فترة الحمل يستند غالباً إلى هذه الأسباب:
- التغير الهرموني في جسم الحامل الذي بدوره يسرّع من تدفق الدم إلى الكلى وبالتالي امتلاء المثانة بشكل أكبر وأكثر تكراراً مما يزيد من رغبتك في قضاء الحاجة.
- ازدياد حجم الدم خلال فترة الحمل إلى الضِعف تقريباً مما يزيد من السوائل الزائدة في جسمك والتي يجب التخلص منها عن طريق الكلى التي ستُلقي تلك السوائل في المثانة في نهاية الأمر.
- توسع الرحم لديكِ والذي سيعمل على زيادة الضغط على المثانة وازدياد الرغبة في دخول الحمام في أوقات متقاربة.
كيفية تجنب الرغبة المتكررة لقضاء الحاجة خلال الحمل
تفادي مثل هذه المشكلة أصبح مستحيلاً بالنسبة للعديد من الأمهات، لكن هناك بعض النصائح التي قد تحدّ من هذه المشكلة وتجعلها أقل حدوثًاً:
- تجنّب بعض المشروبات: حاولي الابتعاد عن شرب القهوة، الشاي، أو أيّة مشروبات غازية لأنها تعتبر جميعها مدرّة للبول -أي أنها تزيد من عمليّة تصنيع البول في الجسم-.
- فرّغي مثانتك تماماً، عند بدء عملية التبول حاولي ثني جسمك للأمام قدر المستطاع حتى تفرغي مثانتك بشكل كامل.
- لا تمنعي العملية من الحدوث! بمجرّد بدء الرغبة في دخول الحمام قومي بذلك بشكل سريع حتى لا تضعف عضلات منطقة الحوض لديكِ على المدى البعيد.
- إذا كنتِ تستيقظين بشكل متكرر ليلا ً لدخول الحمام، حاولي الحد من شرب السوائل قبل النوم.
- ممارسة تمارين كيجل يومياً خلال فترة الحمل، إذ أنها تعمل على تقوية وشد عضلات الحوض.
- الحفاظ على الوزن أو زيادته ضمن المعدّل المسموح، حيث أن السمنة تؤدي إلى زيادة الضغط على المثانة خلال فترة الحمل.
تسريب البول أثناء الضحك أو العطاس
إن ضغط الرحم على المثانة، وضعف عضلات الحوض قد يجعلك تسرّبين البول أثناء الضحك، السعال، العطاس، أو حتى حمل الأشياء الثقيلة والقيام ببعض التمارين الرياضية التي فيها ضغط على منطقة الحوض.
من الشائع حدوث مثل هذا الأمر في الثُلث الثالث من الحمل أو بعد الولادة. يمكنك تجنب مثل هذا الأمر بالتفريغ المتكرر للمثانة وعدم انتظارها حتى تمتلئ تماماً.
وفي حالات متقدمة، يمكنك وضع بعض الفُوَط القماشية التي تمتص مثل هذه التسريبات الفجائية والمحرجة في بعض الأحيان.
متى ستخفّ الرغبة المتكررة في التبوّل خلال فترة الحمل؟
يمكنك توقع نزول معدلات هذه الحالة بعد ولادة طفلك، ويمكن أن تستغرق ما بين 3-6 أشهر عند بعض النساء لاستعادة السيطرة الكاملة على المثانة.
متى عليكِ التحدّث إلى الطبيب حول عرَض التبول المتكرر خلال فترة الحمل؟
في حال كانت لديك الرغبة المستمرة في الذهاب إلى الحمّام "حتى بعد التبوَل مباشرةً"، أو عند ملاحظة تغيَر في لون البول من اللون الأصفر الباهت إلى اللون الداكن. حيث سيجري الطبيب عدّة فحوصات للتأكد من عدم وجود التهاب في المسالك البولية.
خطأ شائع ونصيحة لمساعدتك في التعامل مع التبول المتكرر أثناء الحمل
كثير من الأمهات يتوقفن عن شرب السوائل ظناً منهنّ أن هذا سيخفف من فرط نشاط المثانة وسيخلصهنّ من الإحراج الناتج عنها، لكن على العكس تماماً، إن عدم شرب السوائل سيجلب لهنّ مشاكل أخطر بكثير أهمّها الجفاف والتهابات المسالك البولية.
أنتِ وطفلك خلال فترة الحمل بحاجة إلى إمداد دائم للجسم بالسوائل لأنك تكونين أكثر عرضة للجفاف الذي يعتبر مشكلة حقيقية لك ولطفلك وأنت في غنى عن مثل هذا الأمر بالتأكيد.
لذلك احرصي على شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من السوائل يومياَ من ماء وعصائر طبيعية وما إلى ذلك مع اتباع النصائح المذكورة خلال المقال حتى تنعمي بفترة حمل مريحة وخالية من المشاكل بإذن الله.