صحة الأطفال
تأثير الاستخدام الخاطئ للإنترنت على الأطفال
بينما أصبحت كل المعلومات متاحة، وأصبح الوصول إليها سهلاً بكبسة زر، أصبحت كذلك مخاطر التعامل معها كبيرة أيضاً تغزو كل منزل بسبب الاستعمال الخاطئ أو المفرط للهاتف الذكي عموما والإنترنت بشكل خاص.
عرف العالم الإنترنت منذ عام 1969م، وكان في البداية شبكة اتصالات أثناء الحروب، بدأ العمل على الإنترنت على يد وزارة الدفاع الأمريكية ثم تطور بعدها لينقسم إلى شبكة عسكرية، وشبكة مدنية، وأخذت الشبكة في التطور حتى أصبحت سهلة الاستخدام للجميع حتى الأطفال، ولكن بالإضافة إلى إيجابيات الإنترنت المعروفة فهو يحمل بين طياته الكثير من السلبيات وخاصة على الأطفال، حيث يجب أن يستخدموه تحت إشراف كامل من الأسرة، تجنباً للمخاطر.
مع غياب الرقابة الفعالة أصبح الإنترنت خطراً داهماً يؤثر علينا وعلى أطفالنا في عدة مستويات: المستوى الجسدي والنفسي والاجتماعي.
المستوى الجسدي
يؤثر الإنترنت سلباً على صحة الأطفال عند الاستخدام الخاطئ لساعات طويلة، أو عندما تكون طريقة جلوس الطفل غير مريحة فيؤدي إلى:
- أمراض في العمود الفقري.
- تشنج في العضلات.
- الصداع.
- جفاف العين.
- نوبات التشنجات والصرع لبعض الأطفال، نتيجة الوميض المتسارع والرسوم الملونة الفاقعة والأحداث المتسارعة في الألعاب الإلكترونية.
- أمراض السمنة نتيجة قلة الحركة.
- الكسل والخمول المستمر.
- اضطرابات النوم مثل: الأرق، ورؤية الكوابيس، والنوم المتقطع.
- اضطراب في الشهية وعدم انتظام الوجبات.
- تراجع القدرات الحركية لدى الأطفال.
المستوى النفسي
يتعرض الطفل للكثير من المخاطر بسبب ذلك العالم المجهول والأشخاص المجهولين ويمكن أن يعترضه في أي وقت وبأسهل الطرق. مثل:
- التنمر.
- العنف اللفظي.
- الابتزاز أو التهديد.
- التعرض لمحتوى غير لائق وغير مناسب لسن الطفل.
- الإنهاك المعلوماتي وهو الإجهاد نتيجة تصفح كثير من المواقع والتعرض لكثير من المعلومات في وقت قصير جداً لا يستوعبه الطفل.
- ضعف التفكير المنطقي والتخيلي، وهي موهبة يبدأ الطفل في تطويرها في سن الخامسة.
- تراجع مهارات الابتكار والإبداع.
- انخفاض مستوى ذكاء الطفل.
- الوحدة والانطوائية.
- ضعف الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الذات نتيجة ربط الطفل مفهومه عن ذاته بإنجازاته في ذلك العالم الوهمي.
المستوى الاجتماعي
يؤثر الاستخدام الخاطئ للإنترنت على حياة الطفل الاجتماعية وعلاقاته بمن حوله. فيؤدي إلى:
- فقدان التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة.
- التفكك الأسري وضعف الروابط.
- ضعف توكيد الذات.
- عدم القدرة على تكوين الأصدقاء.
- ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر والاحتياجات.
- الشعور بالوحدة والعزلة.
- انهيار المجتمعات.
كيف نحمي أطفالنا من عالم الإنترنت ومخاطره
بدايةً يجب أن نتفق أن الهواتف الذكية وشبكة الإنترنت هي تقدم هائل ونعمة عظيمة إذا أحسنا استغلالها، فالمواقع العلمية تزخر بكل ما يمكن أن نتخيله أو نتساءل عنه يوماً، أصبح كل مجهول معروفاً بكبسة زر، كما تساعد الألعاب التعليمية الصغار على اكتساب المعلومات بطريق
ة جذابة وتنمي مهاراتهم بطريقة ممتعة، لذا هدفنا هنا هو استخدام الإنترنت بذكاء عن طريق ترشيد استخدامه وانتقاء المفيد لا منعه، فقد أصبح لغة العصر، واستخدامه ضروري.
إليكم بعض الأفكار التي ستساعد على استخدام الإنترنت استخداماً صحيحاً مفيداً وحماية صغارنا من مخاطره:
- تشديد الرقابة وعدم ترك الأطفال أمام الشبكة العنكبوتية في غرف مغلقة، والحرص على أن يستخدموا الإنترنت في مكان مفتوح أمام أعين الكبار.
- تحديد عدد معين من الساعات لاستخدام الأطفال للإنترنت، على ألا تزيد المدة عن نصف ساعة يومياً، وتعليم الأطفال ضوابط السلامة النفسية والاجتماعية عند استخدام الإنترنت.
- استخدام برامج حماية الأطفال سواء في الحاسوب أو الهاتف المحمول.
- مساعدة الأطفال على تصفح المواقع الهادفة والمفيدة في تكوين شخصياتهم ودعم قدراتهم ومهاراتهم.
- إشراك الأطفال في أنشطة رياضية واجتماعية وترفيهية خارج المنزل لتنويع مصادر معارفهم.
- عمل تعاقد سلوكي مع الطفل يشتمل البنود الواجبة لاستخدام الإنترنت والمكافآت للالتزام.
وتنص البنود على:
- لا كلمة سر.
- الاستخدام في مكان جلوس الأسرة فقط.
- لا هاتف في غرف النوم.
- ساعة واحدة في اليوم واثنتين في يوم العطلة.
- الهاتف يخصنا جميعاً ويمكنك استخدامه فقط إذا التزمت بالشروط.
- نحن عائلة واحدة وأكثر من يحبك على الإطلاق.
وينبغي أن ينص التعاقد على مكافآت عند الالتزام به بشكل جيد، وعواقب إذا لم يتم الالتزام، ويوقع كل من الطفل وولي الأمر على ذلك. ويجب الحرص أن يكون العقد لمدة معينة ويتم تجديده.
- مناقشة الطفل ومحاورته حول ما يلعب به أو ما يشاهده على الإنترنت، وتوجيهه للمحتويات النافعة والمفيدة.
- إعطاء القدوة، بأن يكون هناك وقت محدد لاستخدام الهواتف يلتزم به جميع من في المنزل.
- القيام بأنشطة عائلية جماعية والالتزام بوقت محدد وثابت لتجتمع فيه الأسرة، للحفاظ على الترابط الأسري وليتعلم الطفل أن الأسرة والحياة الحقيقية هي أهم من كل شيء.
- القصص مؤثرة جداً في حياة الصغار، لذا يمكنكم استخدام القصص المصورة أو المكتوبة أو أن تحكوا لهم قصة من تأليفكم لإيصال الفكرة لهم بشكل غير مباشر.
- إعطاء البديل دائماً، لا بد من إشغال وقت الطفل بأنشطة مفيدة والاشتراك معه في اللعب أو قراءة قصة أو ممارسة الرياضة، كي لا يهرب الطفل إلى ذلك العالم الخيالي بسبب الملل.
- حسن معاملة الصغار واحتوائهم والحرص على وجود لغة حوار دائمة، لمعرفة كل ما يحدث معهم ومساعدتهم لحل مشكلاتهم بدلاً من الهروب منها.
- جعل الهاتف كمكافأة بعد الانتهاء من الواجبات والمهمات المطلوبة، وليس وسيلة لإسكات الطفل أو إلهائه.
في النهاية، التربية عملية شاقة تستلزم الكثير من الجهد والتعب، لكنها تستحق، فثوابها وأجرها عظيم عند الله، ولطالما كانت الوقاية أهم وأنفع من علاج قد يصيب وقد لا يجدي. وكما نحرص على حماية صغارنا من الأخطار والأمراض وننتقي لهم كل صحي وجميل من الطعام والملابس، واجب علينا أيضاً حمايتهم من ذلك العالم المجهول قدر المستطاع.
حفظ الله صغارنا ومتعهم بالصحة والعافية.