الأطفال ما قبل المدرسة 3-4 سنة

10 نصائح لمعالجة قلق الانفصال عند طفلك

10 نصائح لمعالجة قلق الانفصال عند طفلك
النشر : يناير 27 , 2022
آخر تحديث : يناير 27 , 2022
أم لأربعة بالغين ناجحين (ولدان وبنتان)، خلال تربيتها لأبنائها مرت بالعديد من التحديات والمراحل الصعبة، من الطفولة إلى المراهقة  حتى تمكنت من... المزيد

يمر الأطفال بتجارب من الخوف والقلق في مراحل نموهم المختلفة، حيث يمكن للأطفال الرضع قبل بلوغهم عامهم الأول المرور بتجربة الخوف من الظلمة أو العتمة، أو من الحيوانات، أو من الأصوات المرتفعة، أو الخوف من الغرباء خاصة عند ابتعادهم عن والديهم أو من يعتني بهم من المقربين، وهذه مخاوف طبيعية ومتوقعة.

يحدث قلق الانفصال عند الأطفال في المراحل العمرية الأولى ابتداءً من أشهر الطفولة المبكرة وحتى سن الثانية. ويحدث ذلك عندما يبدأ الأطفال بفهم ذاتهم البشرية، وعندما يدركون أنهم أشخاص لهم كيانهم المنفصل عن والديهم، وعندما يبدؤون بمحاولة التأقلم مع محيطهم، و ينظر إلى هذا النوع من القلق كمرحلة طبيعية للنمو الصحي و الآمن لدى الأطفال. ويظهر القلق عند الأطفال عندما يتم فصلهم عن والديهم لأنهم يجدون فيهم السلامة والطمأنينة، ولا يدركون أن والديهم سوف يعودون، كما لا يكون لديهم تصور لمفهوم الوقت.


إلا أن هذا يدل على نمو شعورهم بالارتباط بوالديهم، ويعتبر مؤشراً إيجابياً على وجود تعلق صحي بين الطفل ووالديه، حيث أشارت بعض المصادر إلى أنه لا يمكن إعطاء تشخيص دقيق إلا بعد سن الثالثة، ولذلك لا يعد سبباً لقلق الوالدين ولا يحتاج الى تقييم الطبيب عادة.

أعراض قلق الانفصال


تختلف أعراض قلق الانفصال من طفل إلى آخر حسب عمر الطفل ودرجة القلق الذي يعاني منه كما تعتمد بشكل كبير على طريقة وكيفية استجابة الوالدين له:


في عمر 8-18 شهراً

  • البكاء وعدم الشعور بالأمان عند بقاء الطفل وحده في الغرفة ومغادرة والديه (في الغالب الأم) لأنه لم يتكون لديه مفهوم الديمومة بعد.

  • التعلق بأحد والديه وغالباً الأم وعدم الرغبة بتركها للعب مع باقي الأطفال وخاصة عند وجود غرباء أو الذهاب الى مكان جديد غير مألوف.

الأطفال الأكبر سناً

  • رفض الذهاب إلى المدرسة أو مرحلة ما قبل المدرسة في أول أيام الدراسة، وأحياناً بعد المكوث في البيت لفترة طويلة بسبب المرض أو الإجازة.

  • يزعم الطفل ويشكو من آلام مختلفة في صباح كل يوم مدرسي مثل آلام في البطن، أو صداع في الرأس، أو ألم في الحلق . وتختفي و تزول هذه الأعراض والآلام بمجرد السماح له بالبقاء في المنزل.

  • التشبث والإلتصاق بالأهل و أحياناً البكاء ورفض تركهم بالرغم من محاولات الأهل تأكيد عودتهم للطفل، ومحاولات المدرسة ترغيب الطفل وتقديم العديد من الأنشطة الممتعة والمثيرة.

  • يعبر الطفل عن خوفه وقلقه و يرفض فكرة الإنفصال عن أهله بعدة أشكال مثل خوفه من حدوث كارثة له أو لوالديه في حال غيابهم، أو إصابته بالمرض، ومن الممكن أن يستصعب الخلود إلى النوم وحده أو في غرفة منفصلة وقد يرافق ذلك تعرض الطفل لكوابيس أثناء النوم.

أسباب وعوامل تزيد من قلق الانفصال

  • الخسارة التي تؤدي إلى فقدان أحد الأحباء والمقربين أو أحد الوالدين أو النزاعات العائلية والطلاق مما يشعر الطفل بعدم الاستقرار العاطفي.

  • الانتقال إلى بيئة جديدة، كالانتقال إلى مكان سكن جديد أو إلى مدرسة جديدة أو مرحلة دراسية جديدة.

  • صفات موروثة مثل وجود أشخاص من المقربين في العائلة يعاني من مشاكل القلق والتوتر.

  • استجابة الأهل لهذه الأعراض بقلق وتوتر واضح مما يزيد من شعور الطفل بعدم الأمان.
  • بعض العوامل البيئية مثل حدوث كوارث تؤدي إلى تغييرات كبيرة في حياة الطفل.

نصائح لتخفيف حدة قلق الانفصال

يستمرّ قلق الانفصال حتى بلوغ الأطفال السنتين تقريباً، يتعلم الأطفال في هذه المرحلة العمرية ديمومة الأشياء ونمو الثقة. ديمومة الأشياء هي معرفة أن شيئًا ما (مثل والديهم) يبقى موجوداًحتى عندما لا تتم مشاهدته أو سماع صوته. كما  يتعلم الأطفال أن يثقوا بأن والديهم سوف يعودون في نهاية المطاف.

يجب على الوالدين أن لا يتخلوا عن حياتهم الطبيعية أو أنشتطتهم المفضلة استجابة لقلق الانفصال عند طفلهم لأن ذلك قد يؤثر على نمو الطفل ونضجه بشكل سوي وصحيح. ولذلك ينصح  البدء في السن الصغيرة بـ:

  • منح الطفل الكثير من الحب والاهتمام، العناق الجسدي، الحضن، وقضاء وقت معه للعب أو القراءة أو التحدث معه خلال اليوم.

  • التواصل مع الطفل عند مغادرة الغرفة و الرد عليه من الغرفة الأخرى وعدم الاستجابة السريعة لبكائه بالحضور إليه والاكتفاء بتأكيد وجودهم والرد من مكانهم بالرغم من عدم رؤيته لهم.
     
  • اللعب مع الأطفال لعبة النظرة الخاطفة ( بيكا بو) لطمأنتهم بأن البعيدين عن الأعين لا يعني أنهم ذهبوا إلى الأبد، وللأطفال الأكبر سناً لعبة (الغميضة).

  • التأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم والتغذية الجيدة لأن قلق الانفصال يزيد عندما يكون الطفل متعباً  أو جائعاً.

  • زيارة المدرسة أو الروضة مسبقاً والتعرف إليها وإلى الأشخاص المسؤولين عن رعاية الطفل للتأكد من أن المكان أصبح مألوفا بعض الشيء بالنسبة له.

  • تشجيع الطفل على اللعب مع أقرانه أو اللعب بالدمى والألعاب أو المشاركة بأي نشاط آخر والطلب من المعلمة مساعدة الطفل على الاندماج.

  • التقليل من الاستجابة لبكاء الطفل قبل مغادرة المكان.

  • محافظة الأهل على هدوئهم، وعدم إظهار التوتر والقلق ومحاولة طمأنة الطفل.

  • يجب توديع الطفل قبل المغادرة مع ضرورة أن يكون الوداع سريعاً وقصيراً. مع التأكيد على طمأنة الطفل بعودتهم.
  • يفضل عدم التأخر في العودة لاصطحاب الطفل في الأيام الأولى حتى يألف الطفل أكثر وتنمو لديه الثقة بعودة والديه ويطمئن لذلك.

 

من المتوقع أن يقل قلق الانفصال و يتراجع مع مرور الوقت. ولكن عندما يؤثر ذلك على نمو الطفل الطبيعي واندماجه واللعب مع أقرانه فإنه علامة على الإصابة باضطراب قلق الانفصال.

 

اضطراب قلق الانفصال  Separation Anxiety syndrome


يكون القلق أكثر شدة ويتجاوز ما هو متوقع لعمر الطفل ومستواه النمائي، ويحدث هذا الاضطراب بشكل شائع عند الصغار و نادراً بعد البلوغ. و يمكن وصفه بأنه  خوف وقلق مفرط بشكل  يؤدي إلى ظهور أعراض حقيقية مثل آلام في المعدة أو القيء أو الإسهال، أو إرتفاع في درجة الحرارة، و يرافقه توتر مستمر وغير مبرر . في مثل هذه الحالات يجب مراجعة طبيب مختص للقيام بالتشخيص استناداً إلى شدة الأعراض وحدتها ودرجة تكرارها والمدة الزمنية التي تستمر فيها.

كما ينصح بالعلاج السلوكي العائلي الذي يكون فعالاً عادة. وتهدف المعالجة إلى تخفيف حدة القلق وزيادة شعور الأطفال بالأمان و تمكينهم من العودة إلى المدرسة بسهولة ويسر وفي أسرع وقت ممكن.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية