الأطفال 6-11 سنة

لن تمر العطلة الصيفية دون استفادة نوعية

لن تمر العطلة الصيفية دون استفادة نوعية
النشر : يوليو 21 , 2022
آخر تحديث : أغسطس 03 , 2022
 يعمل محمد في قطاع التعليم منذ العام 2004، بدأها معلمًا في الغرفة الصفيّة للمرحلتين الأساسيّة والثانوية في مدارس القطاع الخاص والمدارس الحكومية،... المزيد

ترتبط العطلة الصيفية بأذهاننا بالتسلية والمرح، والتخلص من الروتين اليومي المرتبط بالمدرسة وواجباتها، ومنح الأبناء حرية بلا حدود في كثير من الأحيان، لذلك فإن كثيرًا من الأهالي يميلون إلى التساهل مع الأبناء فيها، ويتخلون عن الصرامة في تلبية طلباتهم، لكن دراسات علم نفس النمو لها رأي آخر في هذا المجال، إذ تفضل أن يبقى الأهل محافظين على الحد الأدني من التزام الأبناء في العطلة، وأن تبقى حدود للتصرفات المتاحة للأبناء في أوقات العطلة كلها؛ حتى لا يصبح لدى الأبناء جرأة على اختراق هذه القوانين بعد انتهاء العطلة، أو يدخلون في حالة مساومة مع الأهل لتخفيفها وتقليلها مستقبلًا.

وربما نتلمس العذر للأهل في هذا الأمر فهم ليسوا مختصين، ولا يعرفون الإدارة الفاعلة لوقت الأبناء في العطلة، وكون العطلة لا تأخذ عادة الاهتمام الكافي من علماء النفس وخبراء التربية، فيتركونها بلا تنظيم بحجة العام الدراسي الطويل ومتطلباته، فنفاجأ بأن الطلبة يحتاجون وقتا ليس قليلًا في بداية العام الدراسي الجدبد كي ينضبطوا ويعودوا إلى الروتين اليومي.

كيف نمزج اللعب والمرح والتسلية بالتعلم والفائدة في العطلة الصيفية؟ 

فراغ العطلة الصيفية الخالي من المهمات المدرسية صالح للعب والتعلم بالدرجة نفسها، إذ مثلما يهمنا إحراز أبنائنا علامات عالية، ومراكز متقدمة في الترتيب الأكاديمي بين طلبة الصف فإنه يهمنا كذلك تقوية شخصياتهم، وتعزيز حواراتهم، وتزويدهم بالمهارات الشخصية الإيجابية التي تمكّنهم من بناء علاقات صحية، والتفاعل مع المحيط الذي يكونون فيه عن طريق القيام ببعض الأنشطة التالية:  

  1. النادي الصيفي في البيت، فاستقبال الأقارب والأصدقاء، وإشراك الصغار في حواراتهم بناء على مراحلهم العمرية سيكون نشاطًا فاعلا في تنمية المفاهيم الاجتماعية لدى الطالب، إضافة إلى أن تربية الحيوانات الأليفة في البيت له دور في تعليم الطالب المسؤولية والاهتمام بالآخرين، والاعتماد على الذات، وترك مكان في البيت للقص والتركيب وتفكيك الألعاب دون الاعتراض على الفوضى التي قد تحدث نشاط آخر ينمّي مساحة الخيال لدى الطلبة. 
  2.  تخصيص وقت يومي للقراءة، وهذا الوقت يمكن تنفيذه في أي مكان تجنبًا للملل، ففي البيت أو في حديقة المنزل أو الحديقة العامة، وحتى في السيارة إن لزم الأمر، ويمكن تعميق هذا النشاط بزيارة أسبوعية لمكتبة عامة مخصصة للأطفال أو طلبة المدارس، أو تخصيص ساعة لمشاهدة برنامج تلفزيوني مفيد، بحيث يقدّم الطفل استجابة ذاتية حول المضمون الذي شاهده في البرنامج. 
  3. العبادات الدينية، وتخصيص وقت لتنمية المعتقدات الدينية بالطرق الصحيحة، إذ يمكن زيارة أضرحة الصحابة والمساجد والكنائس، واستعراض النصوص الدينية التي تسهم في تغذية الجوانب الروحية للأطفال
  4. المهارات الحسية والإنتاجية الإبداعية ستجد مجالًا واسعًا لتنميتها في الملاعب، أو الاشتراك بنادي الكشافة، والرحلات العائلية أو في مجموعات محددة، فهذه الأنشطة تكشف عن المهارات التي يمتلكها الطفل.
  5.  الثقافة الذاتية للطفل يمكن تعزيزها عندما نساعده في اختيار الألعاب الإلكترونية ذات المضمون الهادف والمشوقة في الوقت نفسه، فقضية أن الألعاب المشوقة هي العنيفة فقط صار فيها ظلم لكثير من الألعاب الأخرى التي تثير اهتمام الطفل وتجذبه وفي الوقت نفسه تنطوي على قيمة هادفة ورسالة إيجابية.

ومثلما نحرص على الأبناء بتنشئة صالحة وإيجابية فإن هذه المهمة لا تتحقق إلا عندما ينمّي الأهل مهاراتهم ويوسعون دائرة اطلاعهم، فمعرفة الأهل بالأنشطة التي تطور مهارات الأبناء في الحوار واحترام الآخر وتقبل الاختلافات، ومعرفتهم بالخصائص النمائية لأبنائهم والتغيرات المرافقة لنموهم يسهّل التعامل مع الأبناء، وتلبية احتياجاتهم بسهولة ونفع وفائدة، ويضمن قضاء العطلة بأكبر قدر من المتعة والتعلّم.

 

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية