التدخل والعلاج
تأخر النطق لدى الأطفال وعلاقته بطيف التوحد
طيف التوحد أصبح أحد الاضطرابات التي بدأنا نسمع عنها أكثر في السنوات الأخيرة. بغض النظر عن سبب الازدياد في نسب التوحد مؤخراً، أصبح الأهل في قلق دائم عما إذا كان تأخر النطق لدى طفلهم دليلٌ على إصابته بطيف التوحد.
من المهم جداُ عزيزتي الأم أن تعلمي أن وجود صعوبة في التواصل هو أحد مؤشرات اضطراب طيف التوحد، لكن ليس بالضرورة أن يكون كل تأخر لغوي مؤشر للتوحد!
فما هو اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum disorders وعلاماته؟
هو اضطراب نمائي يؤثر على تفاعل وتواصل الشخص مع المجتمع. في الواقع، كثرت الشائعات عن أن اللقاحات تسبب التوحد ولكن الدراسات تؤكد عدم صحة هذا الموضوع.
أيضا، تجدر الإشارة إلى أن السبب الرئيسي لهذا الاضطراب ما زال غير محدد. بالرغم من ذلك، اكتشف الباحثون عوامل خطر تزيد من احتمالية إصابة الطفل بالتوحد.
علامات اضطراب طيف التوحد
قد تختلف علاماته من طفل لآخر وتظهر عادة خلال السنة الأولى من حياة الطفل، منها أن:
- لا يشير الطفل إلى الأشياء لإظهار اهتمامه بها (كالإشارة للضوء أو لعبة معينة).
- لا ينظر إلى الأشياء عندما يشير شخص آخر إليها.
- يواجه صعوبة في التواصل مع الآخرين.
- يعاني من ضعف في التواصل البصري مع الآخرين.
- لا يستجيب لاسمه.
- يفقد مهارات كان قد اكتسبها سابقاً، مثلاً التوقف عن استخدام الكلمات المكتسبة والمستخدمة سابقاً.
- يواجه صعوبة في اللعب "التظاهري" (مثلاً التظاهر بإعطاء اللعبة شيء تشربه)
- يواجه صعوبة في التعاطف وفهم مشاعر الآخرين.
- يواجه صعوبة في تكوين الصداقات.
- يفضل عدم حمله أو احتضانه.
- يكرر كلمات أوعبارات قيلت له (ما يعرف بالمصاداة).
- لديه سلوكيات نمطية وتكرارية مثل الرفرفة باليدين، الدوران، الاهتزاز.
- لديه اهتمامات وأنشطة محدودة.
- يواجه صعوبة في التكيف عند حدوث تغير في الروتين.
ما هي العلاجات المتوفرة لطيف التوحد؟ و ما هو دور المعالج اللغوي مع أطفال التوحد؟
هناك عدة علاجات متوفرة للتوحد، من ضمنها العلاج اللغوي الذي يهدف إلى تحسين مهارات التواصل الاجتماعية و المهارات اللغوية عند الطفل.
أما العلاجات الأخرى فقد تتضمن أيضا العلاج الانشغالي و/أو التحليل السلوكي-التطبيقي وغيرها. وبما أن العلامات تختلف من طفل لآخر، فإن نوع العلاجات التي يتلقاها الطفل أيضا تختلف وفقا للصعوبات.
للمعالج اللغوي دور مهم مع أطفال التوحد، فهو يقيم مهارات التواصل الاجتماعي والمهارات اللغوية لدى الطفل، من ثم يضع خطة علاجية محددة بناءً على نتائج التقييم. أيضا يقدم النصائح والإرشادات للأهل حول كيفية التعامل مع صعوبات اللغة لدى الطفل.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن التعاون المستمر بين الأهل والاختصاصيين والمعلمين ضمن الفريق المتعدد الاختصاصات أمر بالغ الأهمية، حيث يساهم كل عضو ضمن هذا الفريق بخبراته ومهاراته لمصلحة الطفل وتطوير قدراته وفق الخطة العلاجية المقترحة.
نصائح لأهالي الأطفال من ذوي طيف التوحد
- ارفقوا الكلام مع الإشارات مع طفلكم.
- احرصوا على استخدام لغة بسيطة وواضحة (جمل قصيرة وبسيطة) مع طفلكم.
- اعطوا طفلكم الوقت الكافي ليجيب عن أسئلتكم.
- اعطوا الطفل الخيارات دائماً، مثلاً:هل تريد الموز أم التفاح؟
- اعتمدوا جدولاً بصرياً مع طفلكم يتضمن صوراً تسلسلية لنشاطاته اليومية مثل: وقت الطعام، استخدام الحمام، الذهاب إلى المدرسة، الذهاب للعلاج، وقت النوم..،هذا الجدول من شأنه أن يخفف من القلق الذي قد يتصاحب مع الانتقال من نشاط إلى آخر.
- احرصوا أن تخبروا الطفل مسبقاً عن أي تغيير مفاجئ قد يحصل خلال يومه لتجنب نوبات الغضب.
- كافؤوا السلوك المرغوب به من خلال التعزيز الإيجابي، أي أن الطفل يحصل على مكافأة معينة لتعزيز تكرار سلوك معين في المستقبل. من المهم استشارة الاختصاصي المناسب لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع.
- اهتموا وتحدثوا عن السلوكيات الإيجابية التي ترونها في القصص أو في الحياة اليومية، مثلا:" انظر، هذه الفتاة قالت شكراً لصديقها".
- حاولوا أن تبحثوا عن مسببات أو ما يساهم في حصول مشاكل سلوكية لدى الطفل، من أجل تجنبها مستقبلاً.
في حال انزعاج الطفل من المثيرات الحسية في البيئة المحيطة به، قوموا بتعديلها. مثل الأصوات، الضوء، الحرارة...
في النهاية، نصيحتي الأخيرة لكم هي باستشارة الطبيب والاختصاصيين المناسبين فور ملاحظة أي علامات تأخر في نمو مهارات الطفل ومن ضمنها النمو اللغوي.
فالدراسات أثبتت أهمية التدخل المبكر وآثاره الإيجايبة على تطور مهارات الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد.