صحة الأطفال
أهمية النشاط الحركي اليومي للأطفال
إن ممارسة الرياضة بالنسبة للأطفال هي المساحة التي يحتاجونها للعب والاستمتاع والقيام بما يحبونه من النشاطات البدنية المختلفة، فهم يمارسونها في المدرسة، أو عند لعب كرة القدم مع أصدقائهم، أو أثناء ركوب الدراجات، أو عند لعب الغميضة، وغيرها من الأنشطة.
إلا أن مشكلة أطفالنا في وقتنا هذا هي قلة الحركة! فهم يقضون ساعات طويلة كل يوم أمام الشاشات من تلفاز، وبلاي ستيشن، وأجهزة لوحية، وهواتف محمولة، ذلك لأنها حلول سهلة توفر لهم المتعة التي يحتاجونها، بينما يرتاح الأهل وينعمون بالهدوء بعيداً عن صراخ أطفالهم وطلباتهم التي لا تنتهي، إلا أن هذا ينعكس سلباً على نشاط الأطفال وبالتالي على صحتهم في المستقبل! فما الذي يمكن فعله لتفادي ذلك؟
واحدة من أفضل الطرق لجعل الأطفال أكثر نشاطًا هي الحد من مقدار الوقت الذي يقضونه في الأنشطة الخاملة كمشاهدة التلفاز أو الشاشات الأخرى. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الأهالي بما يلي:
- ضعوا قيوداً على الوقت الذي يقضيه الطفل في استخدام الأجهزة بما في ذلك التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو. يجب ألا تحل هذه الوسائل محل النوم الكافي والنشاط.
- حددوا وقت الشاشة ليكون ساعة واحدة في اليوم أو أقل للأطفال بين السنتين وال 5 سنوات.
- لا تشجعوا أي وقت أمام الشاشة، باستثناء اتصال الفيديو، للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهراً.
- اختاروا برامج هادفة وشاهدوها مع أطفالكم لمساعدتهم على فهم ما يرونه.
- أبعدوا أجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو عن غرف نوم الأطفال.
- أغلقوا الشاشات أثناء وجبات الطعام.
لنرى الآن ماهي الجوانب الصحيه التي سيستفيد منها الأطفال النشيطون:
- ينام الأطفال الذين يتمتعون باللياقة البدنية بشكل أفضل.
- يكونون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات الجسدية والعاطفية.
- يتمتعون بعضلات وعظام أقوى.
- أجسامهم أكثر رشاقة.
- يكونون أقل عرضة لزيادة الوزن.
- تكون لديهم فرصة أقل للإصابة بمرض السكري من النوع.
- أقل عرضة لانخفاض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم.
- يتمتعون بنظرة أفضل للحياة.
ماهي العناصر الثلاثة للياقة البدنية التي نحرص عليها في أنشطة الأطفال؟
هل سبق وأن شاهدتم لعب الأطفال في الحديقة، عندما يلاحق الأطفال بعضهم أثناء لعبة الغميضة وهم يمارسون الركض (القدرة على التحمل) وتسلق القضبان (تمارين القوة)، والانحناء لربط أحذيتهم (المرونة).
تتطور القدرة على التحمل عندما يمارس الأطفال نشاطًا هوائياً بانتظام، فأثناء التمرينات الهوائية، تتحرك العضلات الكبيرة، وينبض القلب بشكل أسرع، ويتنفس الشخص بصعوبة، وهو ما يقوي القلب ويحسن قدرة الجسم على إيصال الأكسجين إلى جميع خلاياه.
يمكن أن تكون التمارين الهوائية ممتعة لكل من البالغين والأطفال، وتشمل:
- كرة السلة.
- ركوب الدراجات.
- كرة القدم.
- السباحة.
- التنس.
- المشي.
- الهرولة.
- الركض.
أما تحسين القوة لا يعني بالضرورة رفع الأثقال، بدلاً من ذل، يمكن للأطفال القيام بتمارين الضغط، وتمارين البطن، وتمارين السحب كما في لعبه شد الحبل، وتمارين أخرى للمساعدة في تقوية العضلات وتمرينها. كتمارين التسلق أو الوقوف على اليدين.
بينما تساعد تمارين الإطالة على تحسين المرونة، مما يسمح للعضلات والمفاصل بالانحناء والتحرك بسهولة خلال نطاق حركتها الكامل. فالأطفال يحصلون كل يوم على فرص للتمدد عندما يحاولون الوصول إلى لعبة او غرض معين.
ما المدة التي يجب أن يقضيها الطفل في النشاط الحركي؟
يجب على الأهالي التأكد من أن أطفالهم يحصلون على تمرين كافٍ، فالمراهقون مثلاً يجب أن يحصلوا على ٦٠ دقيقة أو أكثر من النشاط البدني المعتدل إلى القوي يوميا.ً
أما الأطفال الصغار وأطفال ما قبل المدرسة فيجب أن يلعبوا ويمارسوا النشاطات عدة مرات في اليوم وأن يحصلوا على 60-120 دقيقة على الأقل من اللعب النشط كل يوم، يجب أن يشمل هذا الوقت النشاط البدني المخطط له بقيادة الكبار واللعب الحر النشط غير المنظم.
يجب ألا يظل الأطفال الصغار غير نشيطين لفترات طويلة تزيد عن ساعة واحدة إلا إذا كانوا نائمين، أما الأطفال في سن المدرسة فلا يجب أن يكونوا غير نشيطين لفترات تزيد عن الساعتين.
وأخيراً، الجمع بين النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي الصحي هو المفتاح لنمط حياة صحي لطفلك، اجعلي النشاط جزءاً من حياته اليومية، مثل صعود الدرج بدلاً من المصعد.
احتضني بنفسك أسلوب حياة أكثر صحة، لتكوني نموذجاً إيجابياً لعائلتك. اجعلي الأمر ممتعاً، ليستمتع أطفالك بما ينفعهم ويحسن من صحتهم.