الأطفال الصغار 18-24 أشهر
إجابات لأسئلة الأمهات عن مشكلاتهن اليومية مع أطفالهن
كنت قد أعددت مقالاً حول وضع الحدود لأطفالنا، وعدت إليه مؤخراً على صفحة موقع أمهات٣٦٠ على الفيسبوك لأفاجأ بقدر كبير جداً من الأسئلة التي طرحتها الأمهات حول التعامل مع الأبناء؛ فقررت أن يكون هذا المقال إجاباتٍ عن أسئلة الأمهات الشائعة حول التعامل مع الأبناء.
س1: أولادي لا يسمعون الكلام من أول مرة، وأقول لهم إن هذا خطأ أكثر من مرة، ثم أكون عنيفة جداً معهم وبعدها ينفذون كلامي. كيف أتصرف معهم؟
إجابة هذا السؤال تعتمد على عمر الأولاد، إذا كانوا صغاراً فإن استخدام عبارة "هذا خطأ" بشكل مستمر جداً ستفقد هذه الكلمة معناها. عليكِ أن تنتبهي إن كان الخطأ مقصوداً أو لا، فإن لم يكن مقصوداً فأخبري الطفل أن الحوادث تحصل وعلينا الانتباه في المرة القادمة. أما إن كان مقصوداً فعليكِ وضع حدود للطفل، ويمكنك الرجوع إلى المقال أعلاه لمعرفة ذلك. أما إن كان الأبناء أكبر سناً أو في عمر المراهقة، فيمكنك الجلوس معهم والتحدث عما يزعجكم جميعاً والاتفاق على قواعد يلتزم بها الجميع في المنزل. قوموا بكتابة جميع الأفكار التي يقولونها دون اعتراض، ثم اقترحي أفكارك الخاصة، ثم اتفقوا على ما يناسبكم منها وما لا يناسبكم بالحذف والإضافة، وبعد ذلك ضعي "الإرشادات" في مكان واضح في المنزل وشجعوا بعضكم على الالتزام بها.
س2: ابنتي عمرها ٤ سنوات وتعامل أباها بطريقة سيئة وكأنها لا بتحبه، ولا تريده أن يقترب منها ليحتضنها أو يقبلها، بل تريدني أنا فقط وإخواتها الأكبر منها، وذلك رغم أن أباها يحبها ويدللها ويفعل لها كل ما تريده.
قد تكون هنالك عدة عوامل تتعلق بهذا الأمر: إما لغياب الأب فترات طويلة في العمل، أو لأن هنالك موقفاً أزعجها بشدة منه فبقي هو السائد، أو أنه لم يفهمها أكثر من مرة فيما تقول أو تفعل فقررت أنه شخص لا تريد التعامل معه! من المهم هنا ألا يكون الأمر مباشراً، بل يمكن أن يدلل الأب بقية الأبناء ويعرض عليها أن يقترب منها، فإن رفضت يتقبل الأمر وينتظر. مرة بعد مرة سترغب ابنتك في ذلك الدلال مثل إخوانها. من المهم أيضاً وضع قاعدة عامة للجميع: يُمنع أن يصرخ أحد في وجه أحد، أو أن يضرب أحد شخصاً آخر (أو أي سلوك تقوم به ابنتك مع زوجك). ويجب على المخطئ أن يعتذر، وبهذا أيضاً يمكن أن يقل السلوك السلبي. على الأب أيضاً أن يمضي وقتاً نوعياً مع الابنة بمشاركتها اللعب والأنشطة التي تحبها معها ومع إخوانها، وبهذا يصبح أقرب منها بالتدريج.
س3: السلام عليكم. ابنتي عمرها ٤ سنوات وحين تخطئ أضربها، ثم حين يكون لدينا ضيوف تأتي وتقوم بالفعل نفسه وتصبح المشكلة أكبر.
كثير من الدراسات والكتب تبين حالياً أن الضرب ليس وسيلة نافعة على المدى البعيد. ثم إنها لن تتعلم شيئاً من الضرب إلا أن تخفي الأمر عنكِ أو أن تقوم به في موقف يصعب عليكِ التحكم فيه كما هو الحال في القيام بالسلوك الخاطئ أمام الضيوف. أتمنى أن ترجعي للسؤال الأول أعلاه لقراءة المزيد حول التعامل مع الأطفال عندما يخطئون.
س4: ابني الصغير لسانه طويل، يشتم ويقول "يا بارد.. يا معفن" لي أو لأبيه، وهو وأخوه الكبير يضربان بعضهما. أنا أضربهم ولكن دون فائدة، ماذا أفعل؟
الأطفال لا يخترعون هذه الكلمات من تلقاء أنفسهم. من الضروري أن تبحثي عن المصدر الذي يتعلمون منه هذا الإيذاء اللفظي والجسدي. من الواضح أنكِ تلجئين للضرب، وبالتالي سيتعلمون ذلك منكِ! أما الشتائم فعليكِ التأكد من أين تعلموها: منكما أم من المدرسة أم التلفاز أو غير ذلك؟ وبعد ذلك من الضروري أن تبدئي بنفسك أولاً بتغيير معاملتكِ معهم بالحديث عما يزعجهم وحل المشكلات بدل الضرب، ووضع قواعد صارمة وبعض الحدود التي تنطبق على الجميع كما أسلفنا.
س 5: ابني عمره 9 سنوات، وحين أطلب منه شيئاً يغضبني ويتأخر في التنفيذ، ثم ينتهي بي الأمر بضربه أو توبيخه.
طالما أن عمره 9 سنوات فيمكنك التفاهم معه جيداً. عليكِ أن تبدئي باختيار الوقت المناسب لطلب ما تريدينه منه، ليس حين يكون منهمكاً في اللعب أو الدراسة أو غير ذلك، وعليكِ شكره والابتسام له عند تنفيذ الطلب، وليس اعتباره واجباً. يمكنك العودة لقراءة المقال السابق مرة أخرى وتنفيذ النقاط الواردة فيه واحدة تلو الأخرى إلى أن تجدي الأنسب مع طفلك.
لاحظتُ أيضاً من الأسئلة -التي أجبت عنها والتي لم أجب عنها لتكرار محتواها- أن العقاب هو الطريقة السائدة في التعامل مع الأطفال بشكل عام. لذا، سيكون المقال القادم إن شاء الله عن بدائل العقاب في التعامل مع الأطفال، وكيف يمكننا أن نعمل لكي يصبح السلوك المرغوب نابعاً من دواخلهم بحب ورغبة، وليس خوفاً من العقاب.
اقرئي أيضاً: