المراهقة 15-18 سنة
فورت نايت... اللعبة التي تسببت بإدمان المراهقين على اللعب!
تحتل لعبة "فورت نايت - Fortnite" مرتبة الصدارة في العالم اليوم. كما أصبحت هاجساً ينتشر كالفيروس بين المراهقين. ففي حديث مؤخر لي مع طلبة في مدرسة ثانوية، هاج الجميع وتحمسوا فور ذكري لكلمة "فورت نايت". والجدير بالذكر أنه خلال الشهر الماضي لوحده فقط لُعبت اللعبة من قبل أكثر من ٤٠ مليون شخص، كما قد تم الإعلان عن كأس العالم للعبة فورت نايت Fortnite: World Cup بجائزة تفوق قيمتها ١٠٠ مليون دولار أمريكي.
هناك من قد يقول: " مراهقون يلعبون ألعاب الفيديو، ما الأمر المهم في ذلك؟"
وصلتني رسائل كثيرة يتذمر فيها الأهل من هذه اللعبة، قائلين أنهم يفقدون أبناءهم بسبب الإدمان على الفورت نايت- حيث أن إحدى السيدات أرسلت لي بريداً الكترونياً تخبرني فيه بأنها اكتشفت بأن ابنها قد سرق بطاقتها الائتمانية وأنفق أكثر من ٢٠٠ دولار على هذه اللعبة.
وفي المملكة المتحدة، تم إرسال فتاة تبلغ من العمر ٩ سنوات لمركز إعادة تأهيل بسبب إدمانها على لعبة فورتنايت بعد أن بللت نفسها من أجل مواصلة اللعب. فضلاً عن قيامها بمهاجمة والديها عندما قاما بمنعها عن اللعب.
فهل ينبغي عليك القلق حيال لعبة فورتنايت؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما الذي يمكنك فعله؟
ولكن، ما هي لعبة فورتنايت: باتل رويال؟
التصنيف: أعمار اللاعبين 12 سنة فما فوق.
التكلفة: مجانية، ولكن هناك تصاريح المعركة متاحة للشراء لكسب مكافآت إضافية.
تتضمن نسخة "باتل رويال" التي تتطلب عدة لاعبين على عدد من الأشخاص يصل إلى ١٠٠ شخص يلعبون ضد بعضهم وهي النسخة التي ربما يلعبها طفلك أو يرغب في لعبها (على عكس النسخة المنفردة Save the Day المتوفرة أيضاً ولكنها على الأرجح ليست هاجساً لدى طفلك).
ولعبة فورت نايت عبارة عن لعبة رماية (نفس فكرة ألعاب Hunger Games) حيث يتم إسقاط اللاعبين دون سلاح على جزيرة. وهناك، يجب أن يشقوا طريقهم إلى "المنازل"، حيث يجدون أسلحة يستخدمونها بعد ذلك في إطلاق النار والقتل، كما يقومون ببناء استراتيجيات وخطط ويحاولون تجنب العاصفة المدمرة التي تهدد الجميع خارج منطقته الآمنة. يعتبر اللاعب الذي يصمد أخيراً بعد أن يقتل الجميع هو الفائز.
وعلى عكس العديد من ألعاب الإنترنت حيث "تعود إلى الحياة" في حال الموت وتتمكن من الاستمرار في اللعب، فإن البقاء على قيد الحياة هو الفارق بين الفوز والخسارة ويعني الكثير في لعبة فورتنايت مقارنة بالعديد من ألعاب الرماية الأخرى.
علامات تحذيرية من إدمان لعبة "فورت نايت"
إن الإدمان على ألعاب الفيديو حقيقة، ولقد صنفتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً تحت التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11).
ويوصف اضطراب اللعب بأنه نمط سلوكي ينطوي على اللعب المستمر أو المتكرر، والذي قد يكون متصلاً بالإنترنت أو غير متصل، ويتضح من خلال:
- العجز في السيطرة على اللعب (كالمباشرة باللعب وتكراره وشدة التعلق به ومدته وإنهاءه وسياقه).
- الإفراط في إعطاء الأولوية للعب إلى الحد الذي يكون فيه للعب الأولوية على مصالح الحياة والأنشطة اليومية الأخرى.
- مواصلة أو زيادة اللعب بالرغم من حدوث عواقب سلبية.
- تولد نمط سلوكي شديد يؤدي إلى ضعف كبير في المجالات الشخصية أو الأسرية أو الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية أو غيرها من مجالات العمل الهامة.
النمط السلوكي في اللعب يمكن أن يكون مستمر أو عرضي ومتكرر. ويمكن تشخيصه عادة خلال فترة لا تقل عن ١٢ شهراً حتى يتم جمع الأدلة الكافية لإصابة شخص ما به- إدمان اللعب. وفي بعض الحالات الأخرى، قد يتم التشخيص بأقل من ١٢ شهراً بسبب ظهور الأعراض بشكل واضح وعندها يكون استيفاء متطلبات التشخيص أسهل وأسرع.
كيف يمكنكم مساعدة أطفالكم؟
من المحتمل أنكم جربتم طرقًا لا تحصى مع أطفالكم المراهقين، ولكن ما عليكم معرفته هو بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأهل لمساعدة أبنائهم على التوقف عن اللعب، مثل:
- ما حاولت القيام به: قمت بإزالة أجهزتهم وأخذت المودم.
سبب فشل هذه الطريقة: يصاب المراهق بنوبة غضب شديدة بحيث تخاف على حياته. وقد يلجأ إلى العنف كذلك. كما لا يزال المراهق بحاجة إلى الاتصال بالانترنت لإتمام فروضه المنزلية، فبالتالي وبكل بساطة فإن إزالة الأجهزة حل غير واقعي.
يمكنكم تجربة الطريقة التالية بدلاً من ذلك: يجب عليكم إشراكهم في العملية. حيث أن حجب الانترنت عنهم دون مساعدتهم في ملء ذلك الفراغ أمر بالغ الخطورة. لذلك، عليكم التحدث معهم وتحضير قائمة من الأنشطة والمهام التي يمكنهم عملها عند حجب الانترنت عنهم.
- ما حاولت القيام به: أخبرته بأن أصدقائه على الانترنت ليسوا أصدقاء حقيقيين.
سبب فشل هذه الطريقة: إن أصدقائهم على الانترنت هم أصدقائهم الحقيقيين. وعادةً ما يكونون أصدقاء حقيقيين. فعندما تطلب منهم التوقف عن اللعب، فإن ما يسمعونه بالفعل هو التوقف عن تكوين صداقات.
وبدلاً من ذلك يمكنكم تجربة ما يلي: إنهم بحاجة إلى تكوين صداقات جديدة خارج إطار اللعب. ولا يعرفون من أين يبدؤون كما أنهم لا يمتلكون أحاديث يجرونها مع الآخرين غير الحديث عن اللعب. إن معظم الأطفال يلعبون في المدرسة. لذلك، يمكنكم مساعدتهم على الانضمام إلى النوادي والتعرف على نشاطات جماعية جديدة.
- ما حاولت القيام به: أخبرته بأن الألعاب تهدر طاقاتهم
سبب فشل هذه الطريقة: يمنحهم اللعب شعوراً بالإنجاز. وعندما تخبرهم بأن اللعب يهدر طاقاتهم فكما أنك لا تقر بالإنجازات المذهلة التي حققوها في اللعب. "أتمنى أن يدركوا أهمية ما حققته في الألعاب على مر السنين..."- Rushlite
وبدلاً من ذلك يمكنكم تجربة ما يلي: من خلال إبداء الفضول والتعرف أكثر عما حققه ابنك أو ابنتك من إنجازات في ألعابه، ستبني علاقة وثيقة معهم وستوطد هذه العلاقة الثقة فيما بينكم والذي يخلق بدوره تأثيرًا إيجابياً. ابدأ بفتح نقاشات معهم حول اللعب- ما هي الألعاب التي يلعبونها وما هو الأمر الذي يجدونه ممتعاً فيها وهكذا. وكونوا صادقين معهم!
- ما حاولت القيام به: تركتهم يواصلون اللعب محملاً إياهم المسؤولية تجاه قراراتهم.
سبب فشل هذه الطريقة: إنهم غير قادرين على إدارة وقتهم. ويستمرون في اللعب بالرغم من معرفتهم أن الألعاب تؤثر سلباً على حياتهم. إن 84% من مدمني الألعاب كانوا يعرفون بأنهم يواجهون مشكلة منذ أكثر من 12 شهراً!
وبدلاً من ذلك يمكنكم تجربة ما يلي: قدموا لهم الدعم في تحسين قدرتهم على إدارة مهاراتهم وساعدوهم على خلق بيئة مواتية لقدراتهم في التركيز كإحضارهم إلى مكتبة بهدف الدراسة. حيث يجب عليك أن تكون داعماً لهم في اتجاهين بحيث تمنع السلوك الإشكالي من الاستمرار.
- إليك ما حاولت القيام به: اشتريت لهم اللعبة أو الكونسول (وحدة تحكم) المفضل لديهم.
سبب فشل هذه الطريقة: لقد صُممت الألعاب خصيصاً ليتعلق ابنك المراهق بها. حيث تستخدم شركات الألعاب أحدث الأساليب وتستعين بالأخصائيين النفسيين السلوكيين لجعل ألعابهم ممتعة (وتؤدي إلى الإدمان عليها) قدر الإمكان.
وبدلاً من ذلك يمكنكم تجربة ما يلي: من خلال فهم المزيد عن سبب انجذاب ابنك المراهق للألعاب، وكيفية تصميم الألعاب بشكل يضمن تعلق المراهقين بها، ستتمكن من دعم ابنك لبناء علاقة صحية مع الألعاب (والتكنولوجيا).
من الجيد أن تبقوا على تواصل مع أطفالكم والدخول إلى عالمهم حتى يشعروا بالأمان ليشاركوا كل ما يجول في خاطرهم. وإن واجهتكم مشاكل في هذا النطاق لا ضير من التواصل مع أخصائيين ليرشدوكم إلى الطريق الصحيح.
*صدر المقال باللغة الإنجليزية على موقع Game Quitters.
اقرئي أيضاً: