الأطفال الصغار 24-36 شهر
٣ طرق مدهشة للتعامل مع نوبات غضب طفلك
"د. ليندا، إن طفلي البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، بدأت تصيبه الكثير من نوبات الغضب وتقلبات في المزاج منذ ولادة أخته الصغيرة. كيف أمنع ذلك؟"
إنه من الطبيعي جداً أن يشعر طفلك بالغيرة بعد قدوم أخته الصغيرة إلى المنزل، فقد كان يحظى بكامل الاهتمام من والدته طوال الوقت، والآن هي مشغولة بالعناية بالطفلة الجديدة بعيداً عنه، وهو بطبيعة الحال لم يحب هذا التغيير الذي طرأ في حياته.
لذا، فإنه ليجذب انتباه أمه، بدأ يقوم بأمور لا ينبغي أن يقوم بها، ويظهر غضبه وانفعاله ومزاجيته في كل حين، وذلك لأنه متأكد تماماً بأن ذلك لابد يجذب انتباه والدته، عندها يكون أي اهتمام حتى لو كان سلبياً أفضل من عدمه!
الأطفال عادةً يستخدمون أجسامهم للتعبير عن مشاعرهم، فهم يركضون ويلعبون ويغنون ويعانقون ويرقصون عندما يفرحون، كما أنه تنتابهم نوبات من الغضب عندما يشعرون بالإحباط أو الجوع أو الغيرة أو التعب.
لقد كان لكل من طفليَّ آراء ومشاعر قوية يحبان التعبير عنها بكل الطرق، أذكر أنني كنت أشعر بالحرج في كل مرة يقوم بها أحدهما بانفعالات غاضبة في مكان عام. حاولت تجنب الخروج لفترة طويلة لكن ذلك لم ينجح وكاد أن يصيبنا جميعنا بالجنون، فكان عليَّ أن أجد حلاً آخر!
بعد فترة من البحث وجدت بعض الأدوات التي من الممكن أن أستخدمها لكي أساعد كل من طفلي في التعبير عن مشاعرهم باستخدام أجسادهم لكن بطريقة يقبلها المجتمع
لم أرد لأطفالي أن يكبتوا مشاعرهم، لقناعتي أن جميع المشاعر التي لا يعبر عنها من الممكن أن تبقى حبيسة في أجسادهم لتظهر لاحقاً على شكل آلام في المعدة أو إمساك أو صداع أو صعوبات في النوم أو تغيرات سلوكية مختلفة.
في هذا المقال سأتحدث عن 3 طرق علمتها لأطفالي ولغيرهم من الأطفال خلال حياتي العملية، إنها طرق صحية ومسلية ومقبولة مجتمعياً لكي يعبروا عن مشاعرهم السلبية دون أن يظهروا أي نوبات من الغضب.
إنها تستخدم خيال الأطفال لتريهم أن هناك طرق أخرى للتعبير عن مشاعرهم، الأمر الذي يطور لديهم القدرة على التحكم بأعصابهم وانفعالاتهم، وهذا أمر مهم جداً للأطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة.
1. الغوريلا الغاضب
عندما ترين أن طفلك غاضب ومنزعج، اطلبي منه أن يتظاهر بأنه غوريلا غاضب، وأن يتجول وهو يضرب بأقدامه على الأرض ويصدر أصواتاً مضحكة تشبه أصوات الغوريلا، وأن يضرب على صدره مثلها ومن ثم يقفز للأعلى وللأسفل بشكل متكرر.
دعيه يطلق العنان لخياله وهو يتخيل نفسه غوريلا غاضب، هكذا حتى يتحسن ويفرغ طاقته السلبية.
2. الفيل الغاضب
كما في الطريقة الأولى، لكن هذه المرة دعيه يتظاهر بأنه فيل يضرب بقدميه في الغابة، اطلبي منه أن يتحرك على أربع ويصدر أصواتاً تشبه صوت الفيل حتى يطلق كل طاقته السلبية ويهدأ.
بالطبع قبل استخدامك للطريقتين السابقتين تأكدي بأن طفلك يعرف هذه الحيوانات، من الممكن أن تقرئي له كتاباً عنها، تشاهدا فيلماً عنها أو أن تصطحبيه إلى حديقة الحيوانات ليتعلم عنها.
3. الرقص
الرقص هو الطريقة المفضلة لدي للتعامل مع مشاعر الأطفال، فليس هناك ما هو أقوى منه للتعبير عن المشاعر وإخراجها من داخل الأطفال!
نحن الكبار مشغولون دائماً، وربما نسينا كم هو مهم أن نعيش أوقات من المتعة والفرح، أن نرقص بتلقائية وكأن لا أحد يشاهدنا عدا عن أطفالنا، ومن ثم نحثهم على مشاركتنا.
في كل مرة تنتاب طفلك نوبة غضب ليس عليك سوا إشعال الموسيقى بصوت عالٍ ومن ثم ابدئي بالرقص، هذا سيشجع طفلك على الانضمام إليك والتعبير عن مشاعره الغاضبة بالرقص. دعيه يبتكر حركاته الخاصة بالضرب بالقدمين على الأرض أو التصفيق أو تحريك اليدين أو الشقلبة على الأرض.
ماذا بعد ذلك؟
بعد أن تقومي بإحدى هذه الطرق مع طفلك، وترين أنه قد تحسن فعلاً وعبر عن مشاعره، عليك أن تقومي بالتالي:
- خذي بعض الوقت لعناق لطيف أو دغدغة طفلك.
- تحدثي لطفلك بشكل مختصر كيف أنكما تستطيعان الترويح عن نفسيكما والشعور بالتحسن باستخدام هذه الطرق.
- شجعيه على صنع "حيل" أو طرق خاصة به تشعره بالتحسن في كل مرة يشعر فيها بالغضب، هذه طريقة جيدة لتشعري طفلك أنك تثقين به وبقدرته على إيجاد حلول جديدة خاصة به، وهذا من شانه أن يقوي ثقته بنفسه.
اقرئي أيضاً:
كل ما تحتاجين معرفته عن نوبات الغضب لدى الأطفال
ما هي أنواع نوبات الغضب وكيفية التعامل معها؟
١٤ عبارة لتهدئة الطفل الغاضب
العصبية والصراخ على الأطفال: هل ينفعان حقاً؟!
ثورات الغضب عند الأطفال.. لماذا كل هذا؟!
كيف يمكنك أن تساعدي طفلك في التغلب على سلوك غير مقبول؟
هل تعتقد أن حماية طفلك من المشاعر السلبية هو واجبك كأب أو أم؟