الأطفال الصغار 24-36 شهر
٨ أسباب وراء سوء سلوك طفلك في الأماكن العامة أو المنزل
أولياء الأمور غالباً ما يعانون من مشاكسات أطفالهم في لحظات معينة أو حتى بشكل يومي، وأنا كأم لتوأم، أواجه هذا الأمر أيضاً! بينما قد تجعلك تصرفات طفلك تشعرين بالعجز أو الإحباط أو الانزعاج أوالتعب، أو حتى الخوف. هناك طرق يُمكنكِ استخدامها للتعامل مع هذه المشكلة بحيث تكونين قادرة على التعامل معها بشكل فعَّال حتى عندما يتكرر حدوثها.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يتصرفون بطريقة غير محببة. والخطوة الأولى والأهم في التعامل مع سوء التصرف لدى الطفل هي فهم الأسباب وراء ذلك.
وفي حين أنَّ كل طفل يختلف عن الآخر، سأذكر أدناه بعض الأسباب الشائعة لسوء السلوك لدى الأطفال:
-
عدم القدرة على التحكم بردود فعلهم الفورية:
المناطق المسؤولة في الدماغ عن ضبط النفس تكون غير ناضجة منذ الولادة ولا تنضج تماماً حتى نهاية مرحلة سن المراهقة، وهذا يفسِّر لماذا يكون الأطفال غير قادرين على السيطرة على أنفسهم والتصرف بشكل غير عقلاني. عندما نتفهم أنَّ أطفالنا لا يُمكنهم السيطرة دوماً على اندفاعاتهم، عندها ستكون ردود أفعالنا تجاه سوء سلوكهم أكثر لطفاً واستيعاباً.
-
الحالة الفيزيولوجية:
يتأثر الأطفال بشكل أكبر من البالغين في الظروف الفيزيولوجية مثل الشعور بالتعب أو الجوع أو العطش أو المرض. لذا علينا أن نكون واقعيين، فمثلاً عند أخذ الطفل إلى مركز التسوق التجاري عندما يكون تعباً أو يشعر بالنعس هو بالتأكيد سيعبر عن نفسه إما بالبكاء أو بنوبات غضب. كما أن تعريض الأطفال إلى العديد من الأنشطة والاختيارات والألعاب، يؤدي إلى تحفيزهم بشكل مفرط. فالأطفال يحتاجون إلى الكثير من الهدوء والسكون لتحقيق التوازن في وقت النشاط واللعب، لذلك من المهم أن نقدم لأطفالنا وقت كافي من الهدوء، والراحة بدون لعب لتجنُّب تولُّد سوء السلوك.
-
الحاجة إلى الحركة واللعب:
يمتلك الأطفال حاجة تطورية للحركة وقضاء بعض الوقت في الهواء الطلق. لِذا لتجنُّب سوء السلوك، من المُهم حقاً تنظيم وقت للعب الحر حيث يُمكنهم الركض وتفريغ بعض الطاقة المختزنة داخلهم.
-
الحاجة إلى الاستقلال:
لا شك أنه من المزعج عندما يقاوم الطفل أو يُصِّر على القيام بتصرف ما، إلَّا أنَّه يفعلون ما يُفترض عليه فعله بالضبط ليصبح شخصاً مستقلاً. حينما نُدرِك أنَّ هذهِ السلوكيات الغير مرغوب بها هي في الواقع ما يشكِّل شخصية الطفل ونقاط القوة لديه، بالتالي يُساعدنا على الاستجابة بمزيد من التَّفهم.
-
الرغبة في الحصول على الاهتمام:
عليكِ أن تدركي بأنَّ الطفل قد يستخدم نوبة الغضب كوسيلة للحصول على الاهتمام، حتى لو كان الاهتمام سلبي. حاولي أن تُعطي طفلك اهتماماً إيجابياً بشكل منتظم حتى لو كنتِ مشغولة، فالأمر يستغرق دقيقة واحدة فقط لتقديم فعل إيجابي يُعزِّز سلوكهم الإيجابي.
-
تغيرات جذرية في الروتين اليومي أو في حياتهم:
إنَّ التغيرات الحياتية مثل قدوم طفل جديد إلى العائلة أو تغيير المدرسة، لها تأثير كبير على الطفل مما سيؤثر على سلوكه أيضاً. في هذه الحالة حاولي تحديد وقت خاص لكِ مع طفلك للاستماع إلى ما يقلقه ويحزنه دون إصدار الأحكام. -
التأثر بمزاج الأهل:
يتأثر الأطفال تبعاً لحالتنا المزاجية. في حال كنا في تشتت ذهني، نشعر بالغضب، الحزن، أو في حالة من التوتر بشكل دائم، يقتبس الأطفال هذه المزاجية. عندما نشعر بالهدوء والرضا، يتَّبع الأطفال هذا النموذج ونوعية المزاج.
-
وضع حدود متضاربة:
التقلُّب في وضع الحدود - يوم نقول نعم ويوم آخر نقول لا – يؤدي الى شكوى الطفل واحتجاجه إما بالغضب، والبكاء، أو الصراخ. يحتاج الأطفال تماماً مثل البالغين إلى معرفة ما يمكن توقعه.
لذلك، يعد فهم الأسباب الكامنة وراء سوء سلوكهم هو المفتاح وكما ذكرتُ سابقاً هو الخطوة الأولى لحل أي موقف غير سار. أما الخطوات الأخرى سأقوم بذكرها في مقالي القادم "٥ خطوات تساعدك على التعامل مع سلوك طفلك الخاطىء" والتي ستساعدك على وضع منهجية محددة وبسيطة للتعامل مع طفلك في المواقف الصعبة وفي أي مكان.
اقرئي أيضاً: