مقابلات
عُمر: "أكبر تحدًّ لي، أن أستلم دور الأم والأب في الوقت نفسه"
عمر معاذ أب محب لابنه ذو الأعوام الخمسة “فاروق”. شاءت الظروف أن لا يقتصر دوره على الأب فحسب، بل وعلى الأم كذلك.
عمر يهوى السيارات والتصوير الفوتوجرافي والفيديو. ويعمل كمحرر ومنتج لفيديوهات في إحدى الشركات الرائدة في عمّان، الأردن.
أمهات٣٦٠: هل لك أن تحدّثنا عن نفسك وعن ابنك الصغير؟
عمر: أنا عمر معاذ، عمري ٣٧ سنة، ابني فاروق عمره ٥ سنوات.
أمهات٣٦٠: ماذا غيّرت الأبوة فيك، وخصوصاً أنك أب أعزب؟ وما الذي شكل أكبر تحدّي لك؟
عمر: بصراحة، منذ لحظة ولادة إبني فاروق تغيرت في داخلي أمور كثيرة. شعور الأبوة شعور لا يوصف بالكلمات لكن كأب أعزب بدأت أفهم مدى صعوبة دور الأم، وكم تعاني من أجل تربية أولادها، وهو أمر ليس بالسهل أبداً، وخصوصاً بالنسبة الأم العاملة.
دخلت في تحدٍّ كبير تفوقت فيه على رجولتي، فليس بالعادة - خاصة في مجتمعنا - أن يتحمّل الرجل وحده مسؤولية الطفل من ناحية الإوضاع وتغيير الحفاض والاعتناء به في الحياة اليومية. هذا كان أكبر تحدٍّ لي، أن أستلم دور الأم والأب في الوقت نفسه. أتوقع أن هذا الدور أسهل على الأم لأنه شعور يأتي لها بالفطرة. جميع الأمهات يستحقن كل التقدير على مجهودهن الرائع.
أمهات٣٦٠: ما هو مصدر معلومات التربية لديك؟ من الكتب، أم العائلة، أم الأصدقاء؟
عمر: المرجع الأول لديّ هو والدتي، فهي أكبر عون لي. ولكن هذا لم يمنع تعرّفي على آباء وأمهات يمرّون بنفس الظروف، حيث كوّنا مجموعة دعم تسمّى (Single moms & dads) حيث نقدّم الدعم لبعضنا البعض. قد يطرح أحدنا مشكلة معيّنة ويتلقى رأي الآخرين بخصوصها، بحكم أن كلاً منا له خبرة معينة. كل شخص منهم له قصة نجاح بعد أن أصبح أب أعزب/أم عزباء.
أمهات٣٦٠: كيف توفّق بين عملك ودورك كأب لفاروق؟
عمر: الفضل كلّه يرجع لوالدتي، حيث يقع على عاتقها الجزء الأكبر من العناية بفاروق. فهي تهتم به في الفترة الصباحية، وأنا أهتم به في الفترة المسائية بعد عودتي من العمل.
أمهات٣٦٠: هل تحصل على الدعم الذي تحتاجه؟
عمر: في معظم الأحيان نعم، من عائلتي ومن الناس بشكل عام. وأرى التقدير من الناس من خلال نظراتهم وكلماتهم. لكني لا أريد نظرة الشفقة أو التعاطف من الناس، لأنني أب وهذا دوري ويجب أن لا أقصّر بأدائه وأن أقدّم له كامل طاقاتي.
أمهات٣٦٠: هل لك أن تصف لنا روتينك اليومي مع فاروق؟
عمر: يبدأ نهارنا بالاستيقاظ باكراً. في العادة، أجهّز ملابسه وحقيبته في الليلة السابقة، ويأخذ تغيير ملابسه وتجهيزه الوقت الأكبر من هذا الروتين! وبعدها أبدّل ملابسي، بينما تقوم والدتي بتحضير وجبة فاروق المدرسية. وإذا لم تستطع عمل ذلك لأي سبب أقوم أنا بذلك. بعدها أوصله إلى المدرسة. نقضي فترة المساء باللعب والتدريس، وتقوم والدتي بمساعدتي في كثيرٍ من الأحيان. أما وقت نومه، فهو بين الساعة الثامنة والتاسعة مساءً.
أمهات٣٦٠: ما هي وجبة فاروق المفضّلة؟ وهل تقوم بالطبخ في بعض الأحيان؟
عمر: وجباته المفضّلة هي المنسف (أكلة أردنية) والملوخية. نعم، أطبخ في بعض الأحيان أكلات بسيطة، ويقوم فاروق بمساعدتي.
أمهات٣٦٠: هل لديك أية مواهب أو قدرات خفية؟
عمر: إنها ليست مواهب بالمعنى الحقيقي، ولكني كنت أتحدى نفسي في بعض الأحيان -بغرض التسلية- بتقليل وقت تغيير الحفاض إلى وقت قياسي وأن أتفوّق على نفسي في كل مرّة!
أمهات٣٦٠: ما هي نصيحتك للأب الأعزب والأم العزباء؟
عمر: نصيحتي هي: استمتعوا بكل جانب من دوركم كآباء وأمهات. ستمرّون بأيام صعبة وأيام جميلة بالتأكيد. لكن بالنسبة لي حين أسمع كلمة (أحبك بابا) من إبني، تختفي كل المشاكل والضغوطات في حياتي.