المراهقة المبكرة 12-15 سنة
هل يحتاج طفلي إلى مدرِس خصوصي؟
يَرى مُعظَم الأهالي بأنَّ التعليم واحدٌ مِنْ أفضل الاستِثمارات التي يُمكنُ تَحقيقها في الحياة. لذلك تَتزايدُ الحاجةُ إلى التدريسِ الخصوصي، لِدرجة أن يكونَ أولويةً أساسية لدى العديدِ مِنَ العائلات وحتى لأصحاب الدخل المُتوسِط. كلُّ ذلك في محاولةٍ لمساعدةِ طفلهم في مواصلةِ دراسَتهِ بِنجاح. على مرِّ السنين، قابلتُ العديدَ من الآباء والأمهات يطلبون مساعدتي لترشيح معلِّم خاص لِطفلهم لأسبابٍ كثيرة ومختلفة. يَشعرُ البعض منهم بحاجةِ طفلِهم إلى التدريس الفردي نظراً لانخفاضِ تحصيلهِ الدراسي. بينما يستثمرُ البعضُ الآخر في الدروسِ الخصوصية للتغلبِ على أيّةِ صُعوبات في الشرح خلال الفصل الدراسي أو لإعطاء طِفلهم فرصةً كبيرة للحصولِ على مقعد في مدرسةٍ تنافسية. ويعتقدُ آخرون أنَّهُ عامل أساسي في تفوق طفلهم الأكاديمي، فيعلنون حالة الطوارئ في بداية العام الدراسي الجديد، ويعينون مُدرِّس خصوصي سواء احتاجهُ الابن أم لا، وما إذا كانَ بإمكانِهِم تَحمُّل مصاريف مالية إضافية أم لا. ويتساءل العديد من الآباء الآخرين عمَّا إذا كان طفلهم يحتاجُ حقاً المُدرِّس الخصوصي...
يجبُ عليَّ أن أُوضِحَ هُنا، أنهُ لا تُوجَد إجابة عامة، واحدة تناسبُ الجميع! باختصار، أنا اتفق على أنَّ التدريس الخصوصي يُمكِن أن يُحدِثَ فرقاً وتحولاً ملحوظاً في الأداء الأكاديمي للطفل في بعضِ الأحيان، وقد يُؤدي إلى زيادةِ ثِقتةِ بنفسه، وتحسُّن في درجات الاختبار وإعطاءه فرصة أفضل للاستيعاب ولطرح جميع الاسئلة التي يحتاجُ إليها.
مِن ناحيةٍ أُخرى، قد يكون للدروس الخصوصية مضار بعيدة الأثَر. حيثُ أنَّها تُعلِّمُ الطفل أن يبقى مُتّكلاً على الغيرِ حتى في المَهام البسيطة للتفكير النقدي أو حل المُشكلات، وتضُعف عنده أهمية تحمُّل المسؤولية في تحصيل درجاتِه، كما أنَّها قد تسببُ له التوتر والقَلق بسببِ ساعاتِ الدراسة الطويلة وتؤثِّرَ سلباً على الأنشطةِ اللامنهجية. لِذلك، مِنَ المُهِم جداً السعي للحصول على الدروس الخصوصية لأسبابٍ صحيحةٍ، وَذلِكَ لأنها تتطلبُ الجهدَ والوقتَ والالتزام والمال. لمُساعدتكِ في الحصولِ على رؤية أوضح واكتشاف ما إذا كان التدريسُ هو حقاً أفضل وسيلة لمُساعدةِ طفلِك في دراسَتهِ، بِبساطة أجيبي عن الأسئلةِ السَبعة التالية: ١. هل يواجه ابني صعوبات حقيقيه في دراسَتِهِ أم أنَّها مُجرَّد صعوبات عاديه ومؤقته؟ ٢. هل أعطيتُ طفلي الوقت الكافي للتغلّب على صعوباتهِ من تلقاءِ نفسِه؟ ٣. هل استعانَ طِفلي بالموارد المُتاحة في مدرستِهِ؟ ٤.ھل هوَ قراري أم قرارُ طِفلي وهل يمكنهُ أن يتحمّل ضغط ساعات الدراسة الطويلة؟ ٥. هل يُمكِنُني تحمُّل نَفقات التدريس الخصوصي؟ ٦.هل ستؤثرُ على الأنشطة اللامَنهجية الأُخرى؟ ٧. ما هي توقعاتي من الدروسِ الخُصوصية؟ هل لتلقين طفلي فقط أو لتحفيزه و توجيهه و مساعدته. فِي النهاية... وَكما يُقال، هُناك دائماً وِجهان لعملَة واحِدة! لِذلك، فالتدريس الخصوصي لهُ فوائِدُهُ ومضاره. ولكِن الحِكمة تَكمُنُ في اتخاذ قرارٍ صحيح ومُستَنير لِصالح الطفل، حتى لا تَتولد لديهِ مشاعر مِن الكراهية للدِراسة والتعلُّم بل تنمي عنده حبا لها فيتابعها بمُتعة وفائِدة.