الثلث الأول
لماذا تحتاج الحامل التي تعاني من مشاكل صحية إلى الدولا
لدي خبرة 8 سنوات كدولا، وأستطيع القول بأن أغلب الأمهات الحوامل اللاتي عملت معهن كان حملهن طبيعي تماماً، وكن يعانين في معظمهن من بعض الأعراض الشائعة كالتعب والغثيان وبعض الأوجاع.
إلا أنه بالطبع كان هناك العديد من النساء اللاتي يعانين من أعراض متعلقة بمرض مزمن موجود لديهن من قبل الحمل، وأخريات يصبن ببعض المضاعفات الصحية أثناء الحمل، كما أنني عملت أيضاً مع نساء شفين تماماً من أمراض موجودة لديهن قبل الحمل، فللحمل تأثير غريب على جسم الأم!
يفضل دائماً التواصل مع الدولا في وقت مبكر من الحمل لأن هذا يساهم في تكوين نوع من العلاقة أو الصداقة معها، مما يمنحها القدرة على فهم الحالة الصحية للأم بشكل أفضل.
وعند حدوث شيء من هذا القبيل، ستكون الدولا قادرةً على معرفة ما إذا كان هناك أي مشاكل متعلقة بصحة الأم تستدعي الاستشارة الطبية والعلاج. ذلك أن الأم قد تكون مرتاحة أكثر لمشاركة أي مشاكل صحية تمر بها مع الدولا بدلاً من مشاركتها مع طبيب النسائية والتوليد، فهي قد تشعر بالحرج من ذكر بعض المخاوف للطبيب ومن هنا تكون الدولا بداية جيدة للحديث عن هذه المشاكل، وربما تكون الدولا قد مر عليها مشاكل مماثلة من قبل فتنصح الأم بزيارة الطبيب في الوقت المناسب.
على سبيل المثال، مرضى السكري، سواء كان موجوداً مسبقاً أو ظهر مع الحمل فهو من أكثر المشاكل الصحية التي تصيب الحوامل، وعادة ما أجد أنه من المفيد الجلوس مع الأمهات والتحدث إليهن عن نظامهن الغذائي وتوجيههن لحضور حصص لتمارين رياضية أو استشارة أخصائية تغذية في أحيان أخرى.
العديد من العوارض الصحية يمكن أن تتأثر بالحمية والتمارين، خاصةً خلال الحمل. لذلك، حرصت أن تكون لدي شبكة مميزة من معلمي اليوغا واللياقة البدنية الذين تم تدريبهم خصيصاً لمساعدة النساء الحوامل وأحث الأمهات دائماً على الاستفادة منهم.
عندما أعمل مع عائلة كدولا، أستمر في دعمهم حتى بعد الولادة وأحياناً لسنوات بعد ذلك!
فإن مشاركتي لهم في تجربة الولادة عادة ما تشكل رابطة رائعة بيننا، وأجد الكثير من الأمهات يتصلن بي للسؤال عن مشاكل صحية بعد أسابيع أو أشهر من الولادة.
وعادةً ما أقوم بزيارات منتظمة إلى العائلات في الأسابيع التي تلي الولادة وأحياناً ألاحظ بعض الحالات الطبية التي تحتاج إلى مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات أكثر. فالدولا غير مدربةٍ للتعامل مع أي مشاكل طبية، لكنني أعتقد بأنها من الممكن اعتبارها كشبكة الأمان التي ترى أشياء يمكن أن تمر دون أن تلاحظها الأم نفسها.
من المهم جداً أيضاً أن تتمكن الدولا من ملاحظة علامات "اكتئاب ما بعد الولادة"، وهي حالة طبية من الأفضل أن يتم اكتشافها والتعامل معها بسرعة، فعادةً ما ترجع الأمهات مزاجهن السيء إلى الهرمونات والتعب، لكنني الآن أستطيع التمييز ما إذا كانت الأم تحتاج إلى دعم إضافي أم لا.
ومجدداً وبسبب الرابطة التي كنت أكونها مع الأمهات، فهن يشعرن بالراحة للحديث معي بصراحة عن مشاعرهن، وهذا أمر رائع! وحتى أن بعض الآباء تواصلوا معي للسؤال عن صحة زوجاتهم (الجسدية أو النفسية)، فقد يشعر الآباء بالعجز في هذه الأوقات، فيكون طرف ثالث من خارج العائلة مثل الدولا هو الشخص الذي تحتاجه الأم وتشعر بالراحة للتحدث إليه.
سواء كانت تعاني الأم من مشاكل صحية قبل أو أثناء أو بعد ولادة طفلها، يمكن أن تكون الدولا عضواً مفيداً جداً في هذه المرحلة، وشخصاً يكون قادراً على رؤية الأشياء من منظور مختلف، فتقدم للأم النصائح التي تفيدها وتدعمها والتي لم تنتبه لها أو تخطر في بالها.