"تشعرين بالصداع؟ لماذا لا تتناولين حبة مسكن لتخفيف الألم؟"

تتكرر هذه النصيحة من الجميع للجميع، وهي لا تحمل أي خطأ سوى أننا صرنا نستسهل تناول جرعات من هذه الأدوية المسكنة والتي تحتوي على الباراسيتامول، دون أي انتباه لتبعات الإكثار منها وتناولها بجرعات زائدة.

ما هو الباراسيتامول؟

يعتبر الباراسيتامول من الأدوية الشائعة التي تستخدم في تسكين الآلام وخفض الحرارة لكل من البالغين والأطفال، وهو لا يحتاج إلى وصفة طبية، ويباع في أغلب صيدليات العالم.

يحرص أغلب الناس على وجوده في منازلهم طوال الوقت، لاستخدامه كدواء إسعافي عند الضرورة للكثير من العلل والأمراض أغلبها متعلقة بآلام مثلا ألم الصداع، والحمى، وآلام العضلات والمفاصل، وألم الأسنان، والزكام وغيرها.

الإدمان على الباراسيتامول

أصبح بعض الناس مدمنين على بلع أقراص الباراستامول كلما شعروا بأي ألم مهما كان خفيفاً، وربما يصل بهم الأمر إلى بلع شريط كامل خلال فترة وجيزة دون أن يأخذوا بعين الاعتبار الجرعة القصوى والمناسبة من الدواء!

ورغم أن استخدام الباراسيتامول يعتبر آمناً إذا استخدم بالجرعة المناسبة ولمرات محددة في اليوم، إلا أن استخدامه بجرعات كبيرة أو بشكل متكرر يومياً قد ينتج عنه مخاطر كثيرة مثل: ضرر كبير في خلايا الكبد قد يدخل المريض في حالة فشل كبدي، واعتلال في الجهاز العصبي قد يدخل المصاب في غيبوبة ويسبب له الوفاة.

والأخطر يكون عندام يتناول المريض البارسيتامول عن طريق الوريد، فهو يدخل إلى الدورة الدموية بشكل مباشر وسريع.

لذا لتجنب الإدمان على الباراسيتامول، يجب الانتباه لما يلي:

1. الحرص على أن لا تزيد الجرعة عن 10 ملغم لكل كغم من وزن الجسم. 

   وأن لا تزيد عن 4غم في اليوم للكبار (أي ١غم كل ست ساعات غالباً تكون قرصين لكل قرص ٥٠٠ ملغم)، وبالنسبة للصغار يجب أن تحدد الجرعة حسب الوزن.

2. يجب أن يتم تحديد عدد مرات أخذ الدواء خلال اليوم وخاصة عندما يكتب الطبيب للمريض (حبة عند الضرورة).

   يجب مراعاة هذه العبارة جيدا، لأن المريض قد يرى أن الضوررة تكون في ابتلاع قرص كل ساعة او ساعتين، وهذا يهدد سلامة وصحة المريض خاصة مع وجود مشاكل صحية مثل مشاكل الجهاز البولي والكلى والكبد.
   يجب أن يتم إعلام المريض بأن أخذ أقراص الباراسيتامول عند الضرورة يجب ألا يتعدة ال 6 ساعات بين الجرعتين، وألا يزيد عن 4 مرات في اليوم.
   
   

3. الابتعاد عن استخدام الباراسيتامول بشكل يومي أو شبه يومي منعاً للإدمان، إلا في حالاتمعينة يحددها الطبيب.

4. ضرورة إجراء فحص لأنزيمات ووظيفة الكبد عند استخدام البارسيتامول بجرعات تفوق الجرعة المحددة.

5. عند حدوث تسمم في الكبد بسبب الباراسيتامول، علينا إعطاء المريض مضاد للتسمم او ما يسمى بـالترياق (Antidote) والذي يعرف أيضاً بأسيتيل سستائيينAcetylcystien . ويعطى تحت إشراف الطبيب المختص .

بشكل عام، إن كثرة تناول أدوية الباراسيتامول لها آثار سلبية وخطيرة أحياناً على الصحة العامة، خاصة على خلايا الكبد، لذا يُنصح مرضى الكبد بالابتعاد عنها تماماً أو استخدامها بحذر شديد وبأقل جرعات ممكنة تحت إشراف الطبيب، وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الأصحاء يجب أن يحرصوا على تناولها بشكل صحيح و بجرعات مناسبة لتجنب أي مضاعفات ومشاكل هم في غنى عنها.