قصص أمهات
بعد تجربتي الطويلة في التربية هذا ما نجح معي...
أنا أم لشابين يافعين يبلغان من العمر ٢٧ و٢٥ عاماً، ما زلت أجد نفسي "أم" مع أنهما معتمدين على أنفسهما الآن. بعد تجربتي الطويلة في التربية أحببت أن أقدم لكم نصائح و طرق في تربية الأطفال قد تنجح معكم كما نجحت معي!
لربما أهم أساسيات تربية الأطفال تكمن في أهمية إدخال أطفالك في روتينك اليومي ومهامك اليومية وفي نفس الوقت إعطائهم المساحة الكافية ليكبروا ويجربوا الحياة من منظورهم الشخصي.
كنت في كل يوم أجرب أنشطة وطرقاً للفت انتباههم ومن بعض الطرق الرائعة التي اخترتها لإدراج أطفالي في عالمي هو مشاركتهم لي في بعض المهام المنزلية مثل مساعدتي في المطبخ. وبما أن شغفي هو الطهي، المكان الذي أحب أن أتواجد فيه دائماً هو المطبخ، كنت أطلب من أطفالي أن يكونوا طهاتي المساعدين إما في الطبخ أو الخبز. كما كنت أطلب منهم مساعدتي في تحضير وجبات غدائهم للمدرسة لليوم التالي وكان مطلوب منهم أن يكتبوا لائحة بالأطعمة التي يريدون تحضيرها لكل يوم.
وبالفعل، اعتادوا هذا النظام وأصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي وحياتهم. وحتى يومنا هذا لا زالت ابنتي تحضر غداءها الذي ستأخذه معها إلى عملها لأنها تتمتع بنمط حياة صحي، في حين أن ابني يحب قضاء وقته في المطبخ وتجربة وصفات جديدة. فكما يقال: "العلم في الصغر كالنقش على الحجر!"
عندما قررت أن أساهم مع موقع أمهات ٣٦٠، سألت ابنتي عن رأيها حول الموضوع الذي اخترته وكان ردها: "أمي، عليك أن تتذكري أنك قمت بتربية أطفال في جيل مختلف" وكانت على حق.
كنت أسمح لأطفالي بمشاهدة التلفاز لمدة ثلاثين دقيقة فقط يومياً، وكان من المتوقع منهم أن يقرؤوا قصة ما قبل النوم قبل أن يناموا (والتي أصبحت عادة حتى اليوم، كلاهما يحبان المطالعة كثيراً).
أنا أعتبر نفسي محظوظة لأن عالم الهواتف الذكية وأجهزة التابلت لم تكن موجودة، الذي أعطاني الفرصة للانخراط في أنشطة مختلفة معهم، وهذا ما أنصحكم أن تبدؤوا بفعله منذ طفولة أطفالكم المبكرة، اطلبوا منهم المساعدة في أشياء صغيرة مثل شراء أغراض البقالة، والخبز.
على الرغم من الطرق المختلفة والنصائح المقدمة من الجميع في تربية الأولاد إلا أن إعطائهم المساحة التي يحتاجون للتجربة والخطأ هي أفضلها ... صدقوني فما زالت ابنتي تعتقد بأنني مذنبة لعدم إعطائها المساحة الكافية ولكن، أنا كأي أم تتردد في إعطاء المساحات من خوفها على أطفالها ورغبتها في دعمهم وإرشادهم طوال الوقت ليعيشوا بسعادة وأمان. إلا أن علينا التغاضي عن شعورنا هذا في بعض الأحيان، لأنهم سيشعرون بالغضب تجاهنا لعدم إعطائهم الفرصة لتجربة أشياء جديدة ودعونا نكن واقعيين لا يوجد الكثير مما يمكننا فعله حيال هذا الأمر!
فعلى سبيل المثال، ابنتي تحب ممارسة الرياضات التي تملؤها التحديات، والتي أجدها شخصياً خطرة، لكنها اختارت أن تمارسها لأنها تجعلها سعيدة. لقد سقطت كثيراً، وأصابت نفسها عدة مرات، ولكنها دوماً ما تعود لعيش مثل هذه التجارب. وأنا كأم أدعو ربي دائماً أن تعود سالمة غانمة فقط!
ما أقصد قوله أن هناك خط رفيع بين إنشاء علاقة مع أطفالك وإشراكهم في حياتك وبين إعطائهم مساحة للاستكشاف، فهذه أصعب مهمة للأم وهي أن تجد هذا الخط ولكنه ليس بالأمر المستحيل!