قصص أمهات
للعيد في الغربة قصة أخرى أود مشاركتها معكن...
اقترب العيد، واقتربت تجهيزاته الكثيرة ولكن للعيد في الغربة قصة أخرى، خصوصاً عند العيش في منظقة نائية يقل فيها العرب والمسلمون.
في بداية انتقالي للعيش مع زوجي في الخارج، لم يكن يهمني كثيراً موضوع التأهب للعيد؛ إذ كنا مسرورين معاً، وأحياناً قد يجتمع بعض العرب احتفالاً بالعيد، وكان ذلك يكفي ويزيد. لم أهتم كثيراً بصنع الكعك أو غيره. لكن الأمر اختلف تماماً حين أصبحت أماً.
فجأة وجدتني أريد ألا يمر هذا اليوم دون احتفاء خاص به. لم يكن الأمر مهماً جداً في السنة الأولى من عمر ابنتي إذ كانت ما تزال صغيرة، لكن سنة بعد سنة أصبح الأمر يزداد أهمية، خصوصاً أنني أخبرها بأننا لا نحتفل بالمناسبات الأخرى (كعيد الحب أو الهالوين أو غيره)، بل إننا نحتفل بالعيد. فأصبح من الأهمية بمكان أن نفعل حقاً!
وفيما يلي أشارككم تجربتي الخاصة في الاحتفال بالعيد، بعضها قمت به سابقاً بالفعل، وبعضها سأقوم به هذا العيد إن شاء الله.
- زينة العيد: لم أكن أهتم بالديكورات أو التحضيرات الخاصة بالعيد سابقاً حتى في منزل أهلي قبل زواجي، فالسرور بادٍ على محيا الجميع بالفعل حين ننتهي من الصيام، وكانت زينة عيد الأضحى مقتصرة على البيوت التي عاد أصحابها من الحج. ولكن مرة أخرى لقلة ذلك في الغربة بدأت أهتم به. في العيد الماضي أعددت ديكوراً خشبياً كان رائعاً لخلفية صور العيد، وقد أعددته من أحرف خشبية كبيرة دهنتها بطلاء ذهبي، ثم غلفت باطنها بورق بتصميم بارز ذي طابع عربي إسلامي. كان مميزاً وسأستخدمه في كل عام بطريقة مختلفة.
- أطعمة العيد: ورغم سعادتي بها إلا أنها تأخذ مني جهداً ووقتاً! إذ أعد أكلات العيد بنفسي لقلة توافرها. بدءاً من إفطارنا الجميل بالحمص والفول والفلافل، وحتى إعداداً للحلويات الخاصة ككعك العيد، وإذا كنت محظوظة، قد تتوافر لدي حلويات عربية أحضرتها معي من سفرٍ قريب! هذا العام سأعد صينية التمر التي طالما أحببناها من يدي أمي بدل الكعك لأنه أسهل وأسرع.
- صلاة العيد: أحرص إن أمكن أن آخذ ابنتي لنصلي العيد، لكن في أحيانٍ كثيرة لا يكون هذا الخيار متاحاً، إما لظروف عمل زوجي أو لعدم توافر مكان للنساء أو لأي سبب آخر. في كل الأحوال، من الجميل أن تكون ملابس الصلاة الخاصة بها جاهزة في حال تمكننا من الذهاب للصلاة.
- أغاني العيد: أذكر منذ طفولتي أغنية العيد التي كان يبثها التلفاز ليلة العيد، لذا أقوم بتشغيل بعض الأغاني القديمة والحديثة الخاصة بالعيد وفرحته منذ ليلة العيد وفي اليوم الأول منه.
- جمع الأصحاب في يوم العيد للاحتفال: لا تقتصر الدعوة على أصدقائنا العرب والمسلمين، بل أدعو حتى أصدقاءنا من أهل الدولة التي نعيش فيها لمشاركتنا، خصوصاً أننا عادةً ما ننقطع قليلاً عنهم في رمضان لتغير روتيننا فيه! لقد قمت بذلك في العام الماضي، وطلبت من كل عائلة إحضار طبق طعامٍ للمشاركة! وكان يوماً رائعاً للكبار والصغار من المسلمين وغيرهم على حد سواء. وأتمنى أن يكون العيد هذا العام كذلك أيضاً.
- قصص وكتب عن العيد: سأبدأ هذا الأمر منذ هذه السنة، سواءً كانت القصص مطبوعة أو رقمية أو صوتية، وباللغة العربية أو الإنجليزية. طلبت لها قصة باللغة الإنجليزية حالياً (قد أقرؤها بصوتٍ عالٍ مع صديقاتها الصغيرات!)، وسأبحث عن بعض القصص العربية لطباعتها، كما أنني بانتظار كتابٍ سيصدر باللغة الإنجليزية عن تقاليد العيد حول العالم لكي أشتريه. وأفكر في أننا ربما نطبق منه فكرةً من كل دولة في كل عام من الأعوام القادمة! إن أعجبتك الفكرة فيمكنك البحث عبر موقع يوتيوب عن مختلف التقاليد حول العالم في عيد الفطر وتجربة بعضها وبعض الأطعمة الجديدة! (لقراءة المزيد: كتب الأطفال مع مي - قصة العيد)
- أوراق التلوين: طبعت بعض الزخارف الإسلامية ورسوم العيد الجاهزة للتلوين لكي تقوم صغيرتي مع صديقاتها بتلوينها يوم العيد، أو أخذها إلى المنزل لتلوينها لاحقاً. ابحثي عبر جوجل عن "Free Eid Coloring Pages" لتجدي الكثير من الرسوم. يمكنك طباعة بعضها واستخدامها. سأجهز أيضاً بعض البطاقات لتكتب ابنتي عبارة "عيد مبارك" بالعربية والإنجليزية كتدريب بسيط على الكتابة ومعرفة هذه الحروف.
- الخروج في نزهة أو رحلة: نخطط أن تكون نزهتنا ثاني أيام عيد الفطر هذا العام، وستكون نزهة العيد. وفي عيد الأضحى فإننا نقوم بمثل هذه الرحلة أيضاً بدل دعوة الأصدقاء للاحتفال، إذ إنه قريب جداً على عيد الفطر، فنكتفي بالخروج في عيد الأضحى دون أن نقيم احتفالاً آخر. إلا أن الملابس الجديدة والبهجة والقيام بشيء خارج الروتين كلها أمور مهمة جداً الآن مع ابنتنا. (لقراءة المزيد: ١٦ فكرة ممتعة لعطلة العيد)
- الرسم بالحناء: صادف أن وجدت في متجر عالمي بعض الحناء الجاهزة للاستخدام، وسأستخدمها هذا العيد لأرسم لنفسي ولابنتي بعض التصاميم البسيطة على أيدينا، وقد نشارك ذلك مع من تحب من صديقاتها أن تجرب الحناء في يوم العيد!
- اللباس التقليدي: اهتممت في العيد الماضي بأن ترتدي ابنتي فستاناً جديداً، لكن حين أتت صديقتها الهندية بالزي التقليدي الهندي (الساري) أعجبتني الفكرة! لذا قررنا هذا العيد أن نرتدي ثوباً فلسطينياً أهدته لها جدتها. قد أستمر في ذلك في كل عيد، أو، إذا جربنا فكرة تقاليد العيد من كل دولة، قد نجرب أزياءَ من دولٍ عربية وإسلامية أخرى!
أتمنى أن يلهمك هذا المقال لتجربة أمور جديدة مع عائلتك، وكل عامٍ وأنتم وأحبابكم بألف خير!