قصص أمهات
هكذا هيأت طفلي الأكبر لاستقبال المولود الجديد
بقلم: نهى حمادي، أم لطفل
أنا: آدم، هل تريد أن يصبح لك أخ أو اخت؟
آدم: طبعا ماما لكن كيف ذلك؟
أنا: يعني أن يصبح لدينا طفلٌ صغير، إما أخت أو أخ لك يشاركك حياتك معنا.
آدم: يعني مثل يوسف ومحمد أمين؟
أنا: نعم تماماً كذلك، أخبرني الآن هل تريد؟
آدم: طبعاً أريد.
أنا: إذن دعني أخبرك اننا بانتظار مولودٍ جديد إن شاء الله.
فاجأتني تلك الفرحة التي رأيتها في عيني آدم والابتسامة التي ارتسمت على وجهه، حيث قفز إلى حضني يقبلني ويتساءل عن موعد قدوم المولود الجديد، وأخبرني أنه متحمس جداً لذلك الموعد، وأنه سيتعلم العديد من الأشياء التي من شأنها أن تساعده لاستقبال هذا الزائر القريب.
آدم من أشد المعجبين بالموسوعات العلمية والبرامج الوثائقية التي تعنى بجسم الإنسان، حتى أنه وفي أحد الأيام بينما كنا نتحدث حديثنا المعتاد قبل النوم، سألني سؤالاً أضحكني وجعلني أشعر في الوقت ذاته بالفخر وبالاطمئنان إلى أنه حقاً مستعد ليكون أخاً كبيراً للطفل القادم بإذان الله.
سألني: أمي هل ينمو الصغير في بطنك وحين يشعر أنه مستعد للخروج يطرق جدار بطنك ليعلمك باقتراب موعد الولادة؟ أليس كذلك؟
لقد رسخ ما شاهدناه وتعلمناه في الفترات السابقة في ذهنه ليفهم بذلك كيفية نمو الجنين في رحم أمه وولادته!
ثم استرسل قائلاً: "وهل سيخرجه الطبيب بفتح بطنك مثلما فعل لي أم بطريقة أخرى؟" لأنني سبق وتحدثت لآدم عن أن ولادتي له كانت قيصرية، فحينما طرح علي هذا السؤال كانت إجابتي نعم، وحاولت شرح العملية ببساطة كي يدركها ولا يستصعب فهمها.
ربما لم تكن طريقتي في إخبار آدم بقدوم مولودٍ جديد بعد بضعة أشهر قليلة من حملي كما توقعها الآخرون، وربما كانت بأسلوب أكبر بقليل من عمره، فهو قد بلغ منذ أيام قليلة الأربع سنوات، لكن أردت ووالده أن نخبره دون تخطيط مسبق ولا تعقيد للأمور خوفاً من ردة فعله أو غيرة محتملة قد لا تحدث.
نصيحتي لكل أم تنتظر مولودها وتريد أن تهيئ طفلها الأول لاستقباله، هي بأن تضعه في الصورة منذ البداية حسبما اعتدت عليه واعتاد عليك، تماماً مثلما فعلنا مع آدم، حيث كان حبه للتعرف على جسم الإنسان وفيسيولوجيته هو ما سهل من فهمه واستيعابه للأمر.
الآن آدم مدرك تماماً لما يحدث معي ولتغيرات جسدي كزيادة الوزن وكبر بطني، وعدم قدرتي أحياناَ على القيام ببعض الأعمال بسبب الدوخة و التعب.
وهو مدرك أيضاً أن هناك كائنٌ صغير سيشرفنا قريباً ليتشارك معنا الحياة ويصبح جزءاً منها، نسأل الله السلامة وأن تتم الأمور بخير وفي أوانها.