قد تبدأ الأم بملاحظة توسع الأوردة وظهورها على شكل انتفاخات مميزة باللون الأزرق في الساقين أو في أي جزء من النصف السفلي من جسمها خلال الحمل، قد تبدو مخيفة أحياناً، لكنها بالغالب غير مؤذية وتظهر عند 10-20% من الأمهات الحوامل.

وما هذا إلا عَرض طبيعي من أعراض الحمل يطلق عليه اسم "دوالي الأوردة".

ما سبب توسّع الأوردة خلال الحمل؟

يحدث اتساع الأوردة نتيجةً لتأثير هرمون البروجستيرون خلال الحمل، والذي يعمل على توسيع الأوردة الدمويّة وزيادة حجم الدم المُتدفق في الجسم خلال الحمل بمعدل 20-40%؛ لتزويد جنينكِ بالمواد الغذائية اللازمة لإتمام نموه؛ مسبباً حدوث الاتساع في الأوردة وظهورها بشكل أكبر وبلون أغمق.

ويعود السبب في انتفاخ الأوعية الدموية وتوسّعها في الساقين أو في أي منطقة في الجزء السفلي من جسمكِ (أو حتى في منطقة المستقيم Rectum، ويُعرف في هذه الحالة باسم داء البواسير / (Hemorrhoids إلى الضغط الناشئ عن زيادة حجم الجنين داخل الرحم خلال الحمل على الوريد الأجوف السفلي (Inferior Vena Cava) الموجود في الجهة اليُمنى من جسمكِ، مما يؤدي لزيادة ضغط دم الأوردة في الساقين المتدفق أصلاً باتجاه معاكس للجاذبية الأرضية.

كيف أتعامل مع دوالي الأوردة عند ظهورها خلال حملي؟

إليكِ عزيزتي الأم النصائح التالية التي يمكنها المساعدة في تخفيف ظهور دوالي الأوردة، لكن لا يوجد ما بإمكانه منع هذا العرض من الظهور نهائياً:

1. حافطي على تدفق الدم في جسمك بالشكل الصحيح.

   مدي ساقيكِ أثناء جلوسكِ، وارفعي قدميكِ عند الاستطاعة للحفاظ على تدفُّق الدم فيهما.

بيّنت الدراسات أنّ وضعية القدم فوق الأخرى، قد تزيد من توسع الأوردة في منطقة القدمين خلال فترة الحمل، لذا حاولي الجلوس بشكل مريح لقدميكِ خلال هذه الفترة.

2. التزمي بتمارين رياضية يومية لتجنُّب وتخفيف دوالي الأوردة خلال فترة الحمل.

3. ارتدي ملابس فضفاضة ومريحة وتجنّبي البناطيل الضيّقة والأحزمة أو حتى الأحذية الضيّقة والعالية.

4. اشربي كميات كافية من الماء وخففّي نسبة الأملاح في نظامكِ الغذائيّ؛ لِما قد تسببه الأملاح من انتفاخات وانحباس للسوائل في قدميكِ.

5. جربي ارتداء الجوارب الضاغطة (الجوارب الداعمة / Compression Stockings)، حيث تقوم بضغط الساقين مما يعزز الدورة الدموية فيهما.

6. راقبي وزنكِ خلال الحمل.

   وحاولي إبقاءه ضمن الحدود الطبيعية التي يحددها الطبيب، لأن الوزن الزائد خلال حملكِ سيستدعي المزيد من العبء على الدورة الدموية في جسمكِ.
   
   

7. استلقي على جانبكِ الأيسر.

   لتخفيف الضغط على الوريد الأجوف السفلي المعني بنقل الدم من الجزء السفلي إلى العلوي في جسمكِ.
   
   

8. لا تُجهدي نفسكِ في البقاء بوضعية جلوس غير مريحة.

   لما لها من أثر واضح في تفاقم مشكلة توسّع الأوردة.
   
   

9. تأكّدي من حصولكِ على كميات كافية من فيتامين سي (Vitamin C) في طعامكِ.

   لفعاليّته في تصنيع الكولاجين والإيلاستين(Collagen and Elastin) في الجسم, المهمّان في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية وبنائها.
   
   

ما العوامل التي تزيد من احتمالية ظهور دوالي الأوردة خلال الحمل؟

1. العامل الوراثي.

2. عدد مرات الحمل؛ إذ تزداد ملاحظتكِ لظهور دوالي الأوردة مع كل حمل بشكل أكثف من مرات الحمل السابقة.

3. الوزن الزائد.

4. حالات حمل التوائم.

5. وقوف الأم الحامل لفترات طويلة خلال اليوم.

يمكنكِ أيضاً مُلاحظة ما يُسمى بشبكة الأوردة العنكبوتية خلال حملكِ (المُسمّاة بذلك بسبب شكلها العنكبوتيّ المميز) "Spider veins", وهي تفرُّعات عشوائية لأوعية دموية دقيقة بالقرب من سطح الجلد، خصوصاً في مناطق الركبتين والساقين والوجه.

ما الأمور التي تستوجب استشارة الطبيب بشأن دوالي الأوردة خلال الحمل؟

عزيزتي الأم عليكِ استشارة الطبيب في الحالات التالية:

1. فور ملاحظة دوالي الأوردة خلال الحمل، لارتباط ظهور دوالي الأوردة بإمكانية الإصابة بحالة مرضية تُسمى بجلطة / خُثار الأوردة العميقة (Deep Vein Thrombosis)، وارتباطها أيضاً بإمكانية حدوث التجلُّطات الدموية (Blood Clots) في الجسم بشكل عام.

2. حدوث انتفاخ شديد في الساقين خلال الحمل.

3. ظهور تقرحات في الساقين.

4. تغيرات في لون الجلد المجاور للأوردة المتوسعة والبارزة.

كيف يُمكنني التخلُّص من دوالي الأوردة بعد الولادة؟

ينصح بالمداومة على الأمور التالية بعد الولادة لمعالجة وتخفيف دوالي الأوردة قدر الإمكان:

1. الاستمرار بممارسة التمارين الرياضية.

2. الاستمرار بارتداء الجوارب الضاغطة (الجوارب الداعمة / Compression Stockings).

3. محاولة رفع القدمين حين استطاعتكِ للحفاظ على تدفُّق الدم فيهما، وتجنب الوقوف لفترات طويلة حتى بعد الولادة.

عادةً ما يزول عرض دوالي الأوردة بعد (3 - 4 أشهر) من الولادة، في بعض الحالات قد يستمر هذا العرض لفترات أطول، أو قد يلازم الأم في حالات الحمل المتتالية والمتقاربة.

وفي نهاية هذا المقال نتمنى لكِ عزيزتي الأم ولمشاكسكِ القادم السلامةَ الدائمة!