نصائح عن الصحة
كيف أثر فيروس كوفيد-19 على النظام الغذائي والصحة العقلية
بالنسبة للعديد من الأشخاص، قدمت جائحة كورونا مجموعة جديدة تمامًا من التحديات، التي أجبرتنا على تغيير روتين حياتنا المعتاد، وأثارت القلق والتوتر في أنفسنا، وكل هذا التغيير المفاجئ قد يؤدي إلى تغييرات في الصحة العامة.
الجميع مر بتغييرات جبرية في فترة الحظر والاضطرار للبقاء في المنزل، منها تغييرات في العادات الغذائية أو تغييرات في أنماط النوم أو الروتين اليومي المعتاد.
وبعد مرور فترة الإغلاق والعودة إلى حياتنا الطبيعية تواجهنا أيضاً تحديات مختلفة للتكيف مع الوضع الجديد.
تستكشف هذه المقالة كيف غيّر كوفيد-19 أنماط حياتنا، وكيف نجد الوضع الطبيعي أعقاب مرورنا بهذه التجربة والتغييرات، وكيف يمكن للنظام الغذائي والتغذية أن يدعم صحتك العقلية في هذه العملية.
كيف أثر كوفيد-19 على صحتنا العقلية
لقد ثبت بالفعل أن الإجهاد المفرط أو طويل الأمد قد يؤثر سلبًا على الصحة العقلية، وبالتالي، فليس من المستغرب أنه مع ارتفاع مستويات التوتر أثناء الوباء، ساءت الصحة العقلية في نفس الوقت.
على مدار فترة الوباء أبلغ الناس في جميع أنحاء العالم عن زيادة القلق والاكتئاب وتغيرات الحالة المزاجية.
وجدت دراسة شملت أكثر من 100000 رجل وامرأة أن أعراض الاكتئاب المعتدلة والشديدة زادت من 6.4٪ إلى 8.8٪ أثناء الوباء لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا - خاصة عند الشابات.
وجدت دراسات أخرى أيضًا أن الأمهات والنساء بشكل عام يبدو أنهن أكثر عرضة للاكتئاب والقلق أثناء الوباء.
ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى وجود روابط بين الصحة العقلية والنظام الغذائي وممارسة الرياضة.
قد تكون بعض التغييرات التي لاحظها الأشخاص في صحتهم العقلية أثناء الحجر الصحي مرتبطة بالتغييرات في عاداتهم الغذائية وعادات النشاط البدني.
لاحظت إحدى الدراسات الاستقصائية أن الأشخاص الذين أبلغوا عن تغييرات سلبية في عاداتهم في ممارسة الرياضة أثناء الوباء أفادوا في نفس الوقت بأن صحتهم العقلية أضعف، في حين أن أولئك الذين قاموا بتحسين عادات ممارسة الرياضة تمتعوا بصحة نفسية أفضل.
وجدت دراسة أخرى للمراهقين نتائج مماثلة، حيث لوحظ أن أولئك الذين لديهم تغذية أفضل وممارسة رياضية معتدلة أثناء الوباء أبلغوا عن أعراض أقل للاكتئاب والقلق.
كيف غير كوفيد- 19 عاداتنا الغذائية
بعد وقت قصير من ظهور الوباء، بدأ الناس في ملاحظة تغييرات في نظامهم الغذائي.
وقد وثقت الدراسات أيضًا حدوث تغيير ملحوظ في عادات الأكل خلال فترة الوباء، على الرغم من أن التغييرات لم تكن هي نفسها بالنسبة للجميع.
المزيد من الوجبات الخفيفة والمعجنات
في دراسة شملت ما يقرب من 8000 شخص، أفاد 30 ٪ من البالغين أنهم قاموا بتناول المزيد من الأطعمة غير الصحية أكثر من المعتاد خلال الوباء.
وجدت دراسة أخرى أجريت على حوالي 2500 شخص أن 45٪ تناولوا وجبات خفيفة أكثر من المعتاد أثناء الوباء، و50٪ تناولوا طعامًا أكثر بشكل عام.
على الرغم من أن الناس أفادوا بأنهم قاموا بتناول كميات أقل من الطعام الجاهز والطهي في المنزل أكثر من المعتاد، إلا أنهم تناولوا المزيد من المعجنات والأطعمة المقلية.
وجدت العديد من الدراسات الأخرى نتائج مماثلة - مع الأشخاص الذين يأكلون أقل، ولكن لا يزالون يستهلكون المزيد من الطعام والوجبات الخفيفة بشكل عام.
ومع ذلك، لم يلاحظ الجميع نفس التغييرات في تناول طعامهم، ولاحظ بعض الناس تغييرات صحية مثل تناول المزيد من الفواكه والخضروات أثناء تناول الطعام في المنزل.
انعدام الأمن الغذائي
في بعض الحالات، تأثرت الخيارات الغذائية وعادات الأكل بانعدام الأمن الغذائي أثناء الجائحة.
يتسبب انعدام الأمن الغذائي في تغيرات سلبية في مدخول الطعام والأنماط الغذائية بسبب نقص الموارد المالية.
أشارت دراستان إلى أن الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم، أو كان لديهم عمل أقل من المعتاد، أو عانوا من تغيرات مفاجئة في وضعهم المعيشي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن انعدام الأمن الغذائي أثناء الجائحة.
للتعامل مع هذه التغييرات، تناول بعض الأشخاص كميات أقل واشتروا أطعمة أرخص من المعتاد، فقام البعض باستبدال بعض الأطعمة الأغلى ثمناً مثل اللحوم بأطعمة أرخص ثمناً، وبالتالي أثر على جودة الطعام الذي يتناولونه ونظامهم الغذائي بشكل عام
التأثيرات على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل
يبدو أن الوباء قد أثر أيضًا على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل.
جعلت إرشادات التباعد الاجتماعي وقيود الإغلاق من الصعب على البعض الوصول إلى العلاج والدعم الذي يحتاجونه.
استطلعت إحدى الدراسات التي شملت 5469 شخصًا، 180 منهم لديهم تاريخ في اضطرابات الأكل، ووجدت أن أولئك الذين يعانون من اضطرابات الأكل قد عانوا من سلوكيات التقييد المفرط والنهم وممارسة الرياضة أثناء الوباء.
ومن المثير للاهتمام، أنه وُجد أنه حتى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ في عادات اضطرابات الأكل عانوا من مستويات أعلى من الشراهة والأكل المقيد أثناء الوباء.
في حين أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يصابون باضطراب في الأكل، فقد تكون الصحة العقلية أحد الأسباب البارزة التي كان لها تأثير كبير أثناء الجائحة.
بعض النصائح للتغلب على هذه الآثار والعودة للنظام الطبيعي:
- البدء في الالتزام بوقت معين لعمل تمارين يومية سواء عبر الذهاب للنادي أو مجرد المشي لنصف ساعة يومياً.
- القيام بتحديد هدف للأشياء التي تود تغييرها في نظامك، ثم كتابة هذه الأهداف بشكل واضح والبدء في العمل عليها.
- وضع خطة واضحة للعادات والروتين الذي يحتاج لتغييرات.
- التركيز على تغيير العادات الغذائية واستبدال الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بأطعمة صحية ومفيدة.
- أخذ الوقت الكافي وعدم استعجال النتائج، تغيير وكسر العادات يحتاج إلى وقت للتأقلم.
المراجع:
https://www.healthline.com/nutrition/diet-and-mental-health#exercise-weight