قصص أمهات

هكذا انتهت قصتي مع سكري الحمل..

هكذا انتهت قصتي مع سكري الحمل..
النشر : أبريل 21 , 2021
آخر تحديث : يونيو 23 , 2024
أم لطفلين، هما الامتداد المُشرق بين قلبي والحياة.أبحثُ عن المعنى، عن القيمة في كل شيء. درستُ الصحافة بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الملك عبدالعزيز... المزيد

بدأ حملي الأول  بدايةً معتادة كما سمعتُ من المحيطات بي عن بدايات حملهن، حيث رافقتني أعراض الوحام التي كانت تشتد تارة، وتمرّ ببعض الأيام خفيفة وهينة نوعًا ما، وكانت كل الأمور مطمئنة حتى نهاية الثلث الأول من حملي.  حتى حان الثلث الثاني من حملي بابنتي الحبيبة التي انتظرت مقدمها إلى حياتي بكل شوق، وفي موعد الشهر الخامس تحديدًا، طلبت الطبيبة الفحوصات المتوقعة لهذه الفترة من الحمل والتي كان منها تحليل سكر الدم، وكانت المفاجأة في النتيجة إصابتي بسكري الحمل. 

 

بدأت توصيات الطبيبة لي بأن أكثف مواعيد متابعة الحمل للاطمئنان أولاً بأول لعدم حصول المضاعفات، وتكراري لتحليل السكر باستمرار. وكان رأي الطبيبة أن وجود سكر الحمل في هذا الوقت المبكر من أشهر الحمل قد يدل على إصابتي به قبل الحمل، حيث أن سكر الحمل الطارئ من الشائع أن يحصل في شهور الثلث الأخير من الحمل أي في السابع وما بعده..

 

فقمت بإجراء تحليل السكر التراكمي للتأكد من وقت الإصابة به، وكانت النتيجة في حدود المعدل الطبيعي إلا أنها في أعلاه، وهي ما تُسمى (مرحلة ما قبل السكري)، فكانت الخطة العلاجية مع الطبيبة أن اقترحت عليّ العلاج بإبر الإنسولين، إلا أني رفضت ذلك وتخوّفت من هذه التجربة، وفضلتُ اتباع حمية غذائية وإحداث تغيير في نمط الحياة بزيادة معدل الحركة والنشاط لرفع الحرق.

 

ولكني أخفقتُ في ضبط شهيّتي لتناول أطعمة الحمية، فزاد ارتفاعه في الأشهر الأخيرة مما اضطرني لتعاطي إبر الإنسولين، ومن ثم التعديل عدة مرات على الجرعات، حتى وصلنا للجرعة الملائمة، واستقر معدل سكر الدم.

 

وقد أوصت الطبيبة بممارسة المشي بعد الوجبة بنصف ساعة، لمدة نصف ساعة فطبقت ذلك حرفيًا، وقد كنتُ أقوم بقياس السكر قبل المشي ثم بعد المشي وكنت أفاجئ بالتباين في القراءات واعتدال السكر بعد المشي، وقد كان هذا إجراءً بديلاً لرفع جرعة الإنسولين. كما ألزمتني الطبيبة بتسجيل القراءات اليومية في جدول، لاطلاعها عليها في الموعد.

 

ثم لاحظتُ أمرًا وأكّدت لي الطبيبة صحة ملاحظتي وهو صغر حجم الجنين عن الوزن الافتراضي لمن هم في نفس الأسبوع من الحمل، فأخبرتني أن الفكرة الشائعة عن سكري الحمل بأنه دائمًا ما يتسبب في زيادة وزن الجنين، فقد يتسبب بالمقابل أيضًا في حالات بنقص وزن الجنين!

 

وفي موعد الشهر الثامن وحين فحص العلامات الحيوية تبيّن وجود ارتفاع في ضغط الدم، وكانت هذه بداية إصابتي بتسمم الحمل، والذي يُعد أحد مضاعفات سكري الحمل، فهو يزيد من خطر الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل، وهي حالة يرتفع ضغط الدم والبروتين في البول. فقد لاحظتُ في هذا الشهر تورّم الأطراف لاحتباس السوائل فيها، وإحساس بعدم الراحة، بدأت بتناول علاج للضغط، والذي تسبب لي في آثارٍ جانبية نفسيّة وشعورٌ بالضيق ومزاج اكتئابي فذهبت للطبيبة لتغيير الدواء في زيارةٍ عرضية، وحينها طلبت منّي إجراء تحليل (بروتين البول) والذي أظهر وجود تسمم حمل من الدرجة الثانية، مما دفع الطبيبة لتقرر ولادتي على الفور، وقد كنتُ حينها في آخر 3 أيام من الشهر الثامن!

 

ولم يكن يُشغل ذهني في تلك اللحظات إلا السعادة الغامرة بقرب لقائي بصغيرتي المنتظرة، وشوقي الجارف لرؤيتها بعد أن سكنت أحشائي طيلة هذه الأشهر. أجرت لي طبيبتي تحريضًا للولادة الطبيعية لتسريعها، حفاظًا على صحتي وحتى لا يتضرر الجنين، كما قامت بإعطائي جرعة من الطلق الصناعي لافتعال الولادة التي لم تكن هناك أي بوادرٍ طبيعية لها فما زال الوقتُ مبكرًا، وتمت الولادة في غضون ثلاث ساعات بحمدالله. 

 

جاءت طفلتي بوزن 2 كيلو أي أنها صغيرة بالفعل، وهذا ما جعلني في الأسابيع الأولى أخشى حملها ووضعها كثيرًا، وخاصةً في وقت الاستحمام فلم أكن أشعر سوى أنها دمية صغيرة جدًا وليست طفل حديث الولادة كبقية المواليد، ولكنها كانت بصحة مستقرة ولله الحمد ولم تكن بحاجة إلى البقاء في حضانة الأطفال الخدج.

 

كما أوصتني الطبيبة بتكثيف الرضاعة الطبيعية وذلك حتى يتم تعويضها جيدًا عن الفترة التي لم تكمل نموّها فيها بداخل الرحم، وتكتسب الوزن لتقترب من الوزن الطبيعي لحديثي الولادة.

 

أما عن تطورات حالتي الصحية وقراءات السكري والضغط، فقد استمريتُ بتناول دواء لعلاج الضغط لثلاثة أسابيع بعد الولادة مع تخفيض الجرعة، أما بالنسبة لسكري الحمل فنصحني الطبيب بالمتابعة والحمية مع البقاء على الحركة اليومية والنشاط.. حتى استقر بشكل كاملٍ ولله الحمد. وفي رحلة الإنجاب الثاني والتي تلت هذا الحمل بسنة ونصف لم أتعرض لسكري الحمل بفضل الله، وفي إنجابي لطفلي الثالث والذي تلا الطفل الثاني بـ 6سنوات. كنتُ ألاحظ بعض الارتفاع الطفيف في معدل السكر أثناء الحمل إلا أن الطبيب كان يراه طبيعيًا ومستقرًا ولم اضطر لتناول أي علاج للسكر فقط الحفاظ على الحمية وممارسة المشي الخفيف وقد مرّ بسلام.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية