التربية والتعليم
كيف تهيئين طفلك من ذوي الاحتياجات الخاصة للدمج المدرسي؟
قد تدور في مخيلتك العديد من التساؤلات عن الطريقة الأفضل التي ستدمجين بها طفلك مع المجتمع والمدرسة دون خوف من أي انتكاسات أو إحباطات ممكنة، لكن ليس عليك أن تقلقي بشأن نجاح الدمج المدرسي لطفلك في حال بدأت من عمر مبكر أي قبل عمر ال٣ سنوات، فكلما كان التدخل مبكراً كلما كانت احتياجاته التدريبية أقل وكانت فرص النجاح أعلى.
متى يستطيع طفلي أن يلتحق بالروضة؟
في البداية يجب أن يتم تقييمه وتأهيله بشكل صحيح ومن عدة جوانب:
- تقييم الجانب الوظيفي والحسي، بحيث يتمكن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من القيام بوظائفه اليومية بشكل آمن وبدرجة عالية من الاعتماد على الذات تساعده على الاندماج في المجتمع بشكل فعال.
- تقييم جانب التواصل والتفاعل الاجتماعي، بحيث يتم تقييم مجالات ما قبل اللغة التي تتضمن مهارات الانتباه والتقليد واللعب ومهارات الفهم الاستماعي ومهارات اللغة التعبيرية، وتأهيله جيداً من قبل أخصائي النطق واللغة.
- تقييم جانب مهارات ما قبل المدرسة والسلوك بحيث يتمكن الطفل من الاندماج مع زملائه في البيئة الصفية ودون التأثير عليهم من الناحية السلوكية وتأسيسه لمرحلة القراءة والكتابة.
تزامنا مع التزامك بالجوانب الثلاثة الأساسية ستلتزمين أيضاً بتكثيف الجلسات التدريبية بمعدل ٣ إلى ٥ جلسات تدريبة فردية في الأسبوع لكل جانب على حدة حسب احتياج طفلك وما يقرره الأخصائي بعد انتهائه من تقييم طفلك.
حيث أنه لا يجوز تجاهل أو تأجيل العمل على إحدى تلك الجوانب، لأن تقييمها وتطويرها عادة يكون تكاملياً.
الدمج المدرسي الجزئي والكلي
من الأفضل أن نبدأ بدمج الطفل جزئياً أي خلال عدد محدد من الأيام في الأسبوع، أو أن ندمجه في الحصص التي تحوي الأنشطة التفاعلية مثل حصص الرياضة والفن والأنشطة الاجتماعية، وما تبقى من وقت يتلقى تدريب على الجوانب التي يحتاجها، ثم يأتي الدمج الكلي أي دمج الطفل في البيئة المدرسية في جميع الحصص والأيام.
ولضمان نجاح عملية الدمج يكون الحل الأمثل بتوفير معلمة خاصة للطفل ونقصد هنا معلمة الظل فما دورها؟
إن معلمة الظل هي اختصاصية في مجال التربية الخاصة تلقت تدريب كافٍ لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في البيئات الأقل تقييداً بحيث يكون دورها كما يلي:
- دعم وإيجاد فرص التواصل والتفاعل الاجتماعي لطفلك من خلال مشاركة زملائه في المناسبات الخاصة مثل أعياد الميلاد والزيارات المنزلية المتبادلة.
- تهيئة الطفل لاحقاً لأعلى مستويات الاستقلالية في حال عدم وجودها.
- تهيئة البيئة المدرسية لتقبل الطفل المدموج من خلال عقد ورشات توعوية وتثقيفية للطلبة وذويهم والكادر التعليمي لتوضيح حالته وكيفية مساعدته ليندمج معهم.
- متابعة الدروس والتدريبات ومساعدته على إنجازها والتنسيق الدائم مع أخصائيي التأهيل (التخاطب والوظيفي).
ولا ننسى أن نذكر أننا كما بدأنا الدمج بالتدريج جزئي ثم كلي، فالاستغناء عن معلمة الظل يكون بالتدريج أيضاً على خطوات، في البداية يكون الانسحاب جزئياً أي أنها تكون معه في أوقات متفاوتة ومحددة، وتستمر بالإنسحاب تدريجياً حتى يصل إلى مستوى عالٍ من الاستقلالية بدون وجودها إلى جانبه.