قصص أمهات
ما اختبرته مع طفلي جعلني أدرس نوم الاطفال
قبل أن أنجب حرصت على تثقيف نفسي عن كل شيء يخص الأطفال الرضع، وجبات طعامهم، والرضاعة الطبيعية، والحليب الصناعي، والتغذية الأفضل بالنسبة لهم، وساعات نومهم بالتأكيد.
ولعل موضوع النوم تحديداً كان مقلقاً جدا بالنسبة لي لانني كنت استمع دوماً لشكوى الأمهات من قلة النوم واستيقاظ الرضيع وبالتالي سهرهن لليالٍ طويلة.
كانت معظم النصائح حول النوم على المواقع الإلكترونية والورشات تفيد بأهمية جعل الطفل يميز بين الليل والنهار، وضبط روتين النوم منذ الأسابيع الأولى من العمر مما يساعد في تنظيم النوم وإطالة مدته، إضافة إلى أساليب تدريب النوم، كان الموضوع شيّقاً بالنسبة لي، لا أنكر أنني في البداية ظننت أنها أدوات تسويقية لجعل الأمهات يتحمسن للدخول إلى الورشات والدورات.
وبعد الولادة كنت قد نسيت خطوات تنظيم النوم وما تعلمته لانشغالي بالرضاعة الطبيعية والحليب الصناعي وتنظيم الوجبات، ولكني دون وعي كنت حريصة على أن يبقى طفلي في سريره في غرفة النوم منذ أن تغيب الشمس وحتى الصباح عله يميز بين الليل والنهار، وما أن مضت الاسابيع الثلاثة الاولى حتى لمست فارقاً حقيقياً بين نوم طفلي في الليل وبين نومه في النهار، فكانت الاستيقاظات منتظمة جداً خلال الفترة التي يمضيها في سريره في غرفة النوم.
كان ذلك رائعاً حقاً! جعلني أميز بسهولة بين بكاء الجوع الذي يختفي مع دخول الحليب في فمه وبكاء المغص وبكاء النعاس..
لكن نوم صغيري كان منذ الولادة (خفيفاً) أي لا يدخل في النوم بعمق كما أن إصدار أي صوت بجانبه مهما كان بسيطاً، كان يوقظه على الفور، كنت عندما أرى أماً تتحدث بجانب رضيعها النائم أستغرب بشدة، فقد كان هذا مستحيلاً مع ابني.
بحثت عبر الإنترنت ووجدت أن صوت الضوضاء البيضاء يساعد في أن يدخل الطفل في نوم عميق، حيث أن هدا الصوت يشكل حاجزاً بين نوم الطفل والأصوات المحيطة، وهو أيضاً أمرُ آمن للغاية.
وما أود ذكره أيضاً هو أنه خلال الأشهر الأولى كنت أقوم بهز طفلي أو حمله أو إطعامه كي ينام، ولا داعي لكي أخبركم بكم النصائح من الأمهات اللواتي يسبقنني بخبرة الأطفال (لا تحمليه، لا تهزيه، اتركيه ينام لوحده، ببكي بتخته ولا تحمليه ليله ليلتين وبعدين بترتاحي)
لكن لم أستطع أن أفعل ذلك!
ومجدداً بحثت على الإنترنت على صفحات أخصائيات نوم الأطفال، فوجدت أنه من الطبيعي جداً أن لا يستطيع الرضيع قبل بلوغ الأربعة أشهر النوم دون مساعدة إلا لنسبة قليلة من الرضع، فالنوم يحتاج إلى تدريب لتطوير هذه المهارة.
قرأت وقرأت الكثير من المقالات والدراسات إلى أن توصلت إلى نتيجة أن الطفل يحتاج الى روتين نوم صارم لكي يضبط ساعته البيولوجية ويصبح نومه منتظماً، إضافة إلى التدريب على النوم ليتعلم أن ينام دون مساعدة.
قمت بالاشتراك بدورة مخصصة للاهالي لتدريب النوم. وبعد أن قمت بتطبيق كافة التعليمات من روتين نوم وانتباه إلى نوع الطعام المقدم وااتزام بالجدوال الزمنية المحددة، أصبح نوم طفلي الحبيب سهلاً ومنتظماً ولا يحتاج إلى مساعدة كي يدخل في نومه العميق..
نعم، كانت عدة أسابيع تعتبر صعبة نوعاً ما لأنها تتطلب الالتزام الشديد والتقيد بالمواعيد لكنني وجدت نتيجة رائعة من الراحة لي ولصغيري..
وقد جاءت ظروف الحظر بسبب كورونا مساعدة لي، بحيث كنا نعود للمنزل بساعة معينة مناسبة لنوم الصغير وروتينه، كما أننا أيضاً لم نكن نتوقع أي زيارات في هذه المواعيد.
فتنظيم النوم بالنسبة للطفل لا يعتبر راحة للأم وحسب، هو أيضاً يفيد في جعل الطفل أهد، وأكثر تركيزاً، أقل بكاءاً، ويساعد أيضاً في التطور العقلي وتطور الذاكرة لدى الطفل.
وكما ذكرت في مقال سابق انني حتى بعد التنظيم كنت أجد تغيرات في نوم طفلي، أحد أسبابها كان قلق الانفصال، وساعدتني طبيبة الأطفال لإيجاد الحلول كما ذكرت في المقال، فالرأي الطبي مهم جداً في هذا الموضوع واستشارة الطبيب واجبة أيضاً.
وعندما نجح الأمر وأصبح النوم منتظماً بشكل كبير، فكرت أنه لا بد لي أن أسهل الوصول لهذه المعلومات لأكبر عدد من الامهات، فقمت بالتسجيل في دورة مدفوعة عن أساسيات نوم الأطفال، ولكنها ليست للاهالي وإنما للمتخصصين، وحصلت على شهادة بذلك وكانت المعلومات غاية في الأهمية، وأصبحت أنشرها على صفحتي على موقع إنستغرام بشكل مبسط.
وجدت إقبالاً شديداً من الأمهات وعرفت أن موضوع نوم الرضيع هو الشغل الشاغل للأمهات، وكنت أفرح بالفعل عندما تراسلني بعض الأمهات ويبشرنني بنجاح الأمر مع صغارهن فعلا، أو عندما يخبرنني أنهن قد استفدن بالفعل من صفحتي.
فأنا بالإضافة إلى معلومات النوم، أقوم بنشر معلومات أخرى (غير طبية) تفيد الأمهات الحديثات من حيث اختيار أدوات الطفل، والعناية اليومية وتقديم الدعم النفسي لهن، وطرق العناية بالشعر والبشرة والجسم.